روبيو يعلن انسحاب الولايات المتحدة من قمة العشرين في جنوب إفريقيا واهتمام متزايد لـ70 ألفًا من البيض بخطة ترامب للجوء

28
الخارجية الامريكية

وكالات – بلو نيوز الإخبارية

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الثلاثاء، قرار الولايات المتحدة عدم المشاركة في قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في جنوب إفريقيا هذا العام، بسبب خلافات جوهرية مع القيادة الجنوب إفريقية في عدد من القضايا السياسية والدولية.

جاء ذلك خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، حيث قال روبيو: “قررنا عدم المشاركة في قمة مجموعة العشرين هذا العام، سواء على مستوى وزارة الخارجية أو على المستوى الرئاسي، وكان لذلك علاقة كبيرة ببعض القضايا التي تواجهنا، إلى جانب بعض البنود التي وضعتها جنوب إفريقيا على جدول أعمال القمة والتي لا تعكس أولويات الإدارة الحالية”.

وأشار روبيو إلى خلافات مع سياسة جنوب إفريقيا المتعلقة بانتقاداتها لإسرائيل وتقاربها مع الصين، إلى جانب اختلافات أخرى في ملفات السياسة الخارجية.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وجوهانسبرغ على خلفية اتهامات متبادلة حول حقوق الإنسان، وخصوصًا قضية ملكية الأراضي التي تثير انقسامات عميقة في جنوب إفريقيا، حيث تتناول الحكومة الجهود لمعالجة إرث نظام الفصل العنصري من جهة، فيما تتهم أقليات بيضاء الحكومة بسياسات “عنصرية” و”تمييزية” من جهة أخرى.

وفي تطور ذي صلة، تلقت السفارة الأمريكية في جنوب إفريقيا قائمة تضم نحو 70 ألف شخص من أبناء الأقلية البيضاء في البلاد أبدوا اهتمامًا بالحصول على وضع اللجوء في الولايات المتحدة بموجب خطة أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الشهر الماضي.

وقد أرسلت هذه القائمة غرفة التجارة الجنوب إفريقية في الولايات المتحدة، التي أوضحت أن هذه القائمة لا تُعد طلبات لجوء رسمية، وإنما تمثل استفسارات واهتمامًا متزايدًا تجاه البرنامج الذي يمنح “الأفريكان” (الأقلية البيضاء) أولوية في إعادة التوطين باعتبارهم ضحايا تمييز عنصري “ظالم”.

وكان ترامب قد أصدر في فبراير الماضي أمرًا تنفيذيًا يقضي بتقليص المساعدات الخارجية الأمريكية إلى جنوب إفريقيا، متهماً الحكومة الجنوب إفريقية بـ”أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقيًا”. كما كلف وزير الخارجية روبيو ووزيرة الداخلية كريستي نوم بإعطاء الأولوية لإغاثة وإعادة توطين “الأفريكان” داخل الولايات المتحدة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق التوترات المستمرة بين واشنطن وجوهانسبرغ، التي بلغت ذروتها مع قيام جنوب إفريقيا في ديسمبر 2023 برفع دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بشأن أعمالها في قطاع غزة، ما أثار انتقادات أميركية ودولية واسعة.

تتوالى بذلك تداعيات هذه الخلافات لتلقي بظلالها على المشهد الدبلوماسي الدولي، حيث يعكس انسحاب الولايات المتحدة من قمة العشرين في جوهانسبرغ عمق الخلافات السياسية والاستراتيجية بين الطرفين، في وقت تتصاعد فيه مخاوف من تفاقم أزمة حقوق الإنسان والهجرة في جنوب إفريقيا، مع استمرار الجدل حول مستقبل ملكية الأراضي والعدالة الاجتماعية في البلاد.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *