نيالا تحتشد بالملايين في مشهد غير مسبوق تأييداً لحكومة السلام والوحدة بقيادة تحالف السودان التأسيسي

55
WhatsApp Image 2025-08-03 at 13.16.23

نيالا – بلو نيوز الاخبارية

شهدت مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، يوماً استثنائياً في التاريخ السياسي السوداني، حيث خرجت جماهير غفيرة في “مليونية نيالا” دعماً لحكومة السلام والوحدة التي أعلنها تحالف السودان التأسيسي مؤخراً، في حشد شعبي غير مسبوق يُعد مؤشراً واضحاً لتحول جذري في مفهوم الشرعية ومصدر السلطة في السودان.

المسيرة الكبرى التي تصدّرها رئيس الإدارة المدنية بالولاية، يوسف إدريس يوسف، لم تكن مجرد مظاهرة تأييد، بل كانت إعلاناً سيادياً عن ميلاد واقع سياسي جديد تُنتجه الجماهير لا النخب، واقع يجعل من الإرادة الشعبية مصدراً فعلياً للشرعية، لا قرارات تصدر من الخرطوم ولا مواثيق تُصاغ في غرف مغلقة.

في هذا المنعطف التاريخي، ارتفعت أصوات نيالا لتعيد رسم خارطة السلطة، مؤكدة أن الهامش لم يعد مجرد تابع يطالب بنصيب، بل فاعل رئيسي يصوغ القرار ويتقدم الصفوف. ولأول مرة، تتحول مدينة سودانية من الأطراف إلى مركز الفعل السياسي، حاملة معها الذاكرة الوطنية لتجدد بها الحاضر، وتستعيد أمجاداً تاريخية كموقف نائب البرلمان عبد الرحمن دبكة حين طرح إعلان استقلال السودان.

الجموع التي ملأت الشوارع والميادين، من نساء وشباب ورجال، لم تكن تحتشد طلباً لامتيازات، بل لتعلن ولاءها لمشروع وطني جديد يرتكز على السلام والعدالة والشراكة التاريخية، في مواجهة دعاوى التشكيك ومحاولات تقزيم الالتفاف الشعبي حول الحكومة الجديدة.

وأصبحت نيالا اليوم، بحسب مراقبين، رمزاً لتحول استراتيجي في البنية السياسية السودانية، إذ تنتقل السلطة المعنوية والسياسية من المركز التقليدي إلى هامش ظل لعقود مهمشاً ومقصياً. ولم يعد تمثيل الدولة مجرد موقع فوقي، بل علاقة شرعية بين الناس والمؤسسات تنبع من أرض الواقع وتُعبّر عن تطلعات المجتمع.

وتعد مليونية نيالا واحدة من عشرات الفعاليات التي تشهدها ولايات ومناطق متفرقة داخل السودان وخارجه دعماً لحكومة السلام والوحدة، ما يشير إلى موجة تأييد شعبية واسعة تؤكد أن مشروع السودان الجديد لم يعد مجرد حلم، بل أصبح واقعاً يتشكل من إرادة الناس، وينطلق من القاعدة نحو القمة.

About The Author

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com