لجنة أمن وسط دارفور والمجلس الأعلى للإدارات المدنية يبحثان تعزيز الأمن وتحديات المرحلة

زالنجي – بلو نيوز الاخبارية
وسط أجواء اتسمت بروح التعاون والمسؤولية الوطنية، انعقد لقاء رفيع بين لجنة أمن ولاية وسط دارفور والمجلس الأعلى للإدارات المدنية، تناول فيه الطرفان الأوضاع الأمنية الراهنة، وسبل ترسيخ الاستقرار في ظل التحديات المتزايدة بفعل الحرب وآثارها الاجتماعية والاقتصادية.
اللقاء الذي ترأسه المهندس عبدالكريم يوسف عثمان، رئيس الإدارة المدنية بالولاية، شهد مشاركة قيادات أمنية وعدلية رفيعة، من بينها قائد الفرقة الثانية، مدير الشرطة الفدرالية، رئيس شعبة الاستخبارات، رئيس القضاء، ووكيل أعلى النيابة، بالإضافة إلى المستشارين القانونيين وممثلي الأجهزة ذات الصلة.
استعرض يوسف خلال كلمته أبرز جهود لجنة الأمن في حفظ الأمن وتأمين الأسواق، مشيراً إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتأمين الموسم الزراعي ومحاربة الظواهر السالبة، منها تشكيل قوة خاصة للتدخل السريع وفض النزاعات، وإلغاء البوابات والارتكازات العشوائية. وأشاد بتدخل قوات الدعم السريع في تحرير اثنين من كوادر المنظمات تم اختطافهم، مؤكداً أن أبرز التحديات تكمن في ضعف إمكانيات الشرطة وحاجتها للدعم اللوجستي.
من جهته، أوضح الرائد شرطة عبدالقادر الجيلاني الأمين، مدير الشرطة الفدرالية، أن العمل الفعلي للشرطة الفدرالية بدأ في نوفمبر 2023 بتوجيه من الفريق عبدالرحيم دقلو، مبيناً تكوين إدارات متخصصة مثل حماية الأسرة والطفل، والمباحث، والمرور، والأدلة الجنائية، ضمن خطة أمنية شاملة لتطوير الأداء.
الرائد بشير حسيب كورينا، رئيس شعبة الاستخبارات، أشار إلى التحديات الأمنية المتمثلة في الجرائم العابرة للحدود، والوجود الكثيف للنازحين، بينما استعرض المستشار عبدالرؤوف مصطفى الوضع القانوني، داعياً إلى تفعيل المؤسسات القضائية، وتعزيز قدرات المحاكم والإدارات القانونية بالمناطق الريفية.
العميد محمد آدم أبكر بوقي (البنجوس)، قائد الفرقة الثانية، أكد أن التهديدات الأمنية تراجعت بشكل ملحوظ، محذراً من الانقسامات السياسية الداخلية بين مكونات الولاية، ومشدداً على أهمية دعم الإدارة الأهلية كركيزة للاستقرار.
بدورهم، قدم أعضاء الوفد الزائر من المجلس الأعلى للإدارات المدنية، بقيادة الدكتور حذيفة عبدالله مصطفى أبو نوبة، مداخلات مهمة حول أهمية الحوار المجتمعي، وتفعيل المصالحة، وتبني حلول شاملة لمشكلات ما بعد الحرب. وأكد المستشار أحمد عابدين أن تأسيس آليات حوار مجتمعي حقيقي بات ضرورة عاجلة، فيما شدد المستشار النذير يونس على أن بعض الظواهر الأمنية تحمل طابعاً استخباراتياً يستوجب الحذر والتدقيق.
وفي ختام اللقاء، عبر الدكتور حذيفة عن تقديره لحفاوة الاستقبال والتناغم بين الأجهزة الأمنية والإدارية، مشيداً بجهود لجنة الأمن رغم التحديات الهائلة، وقال إن تجربة الإدارة المدنية في الولاية تمثل نموذجاً وطنياً يستحق الدعم، داعياً إلى احترام النظام العام وبناء مؤسسات قوية، ومؤكداً أن المجلس سيقدم خارطة طريق واضحة لحل المشكلات وتثبيت الاستقرار على أسس مؤسسية مستدامة.