جدل حول لقاء سري في زيورخ ورفض الجيش ربطه بقرارات عسكرية

الخرطوم – بلو نيوز الاخبارية
كشف تقرير لوكالة أفريكا إنتليجنس أن اللقاء السري بين قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مع مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا، السيد مسعد بولس، في أغسطس الماضي بمدينة زيورخ السويسرية، استمر نحو ثلاث ساعا، وأوضحت المصادر أن اللقاء تناول مسألة التعاون المحتمل بين الخرطوم وواشنطن، مشيرة إلى أن المستشار الأمريكي طالب البرهان بـ إبعاد العناصر المرتبطة بالنظام السابق كشرط أساسي لأي مسار دبلوماسي.
ورغم هذه التفاصيل، شددت حكومة البرهان على رفضها الاعتراف بأي صلة بين هذا اللقاء السري وقرارها اللاحق، الصادر بعد أسبوع من الاجتماع، بطرد العشرات من كبار ضباط القوات المسلحة. وأكدت الحكومة أن هذا القرار جاء لأسباب تنظيمية وإدارية بحتة، وأنه لا علاقة له بأي ضغوط أو مطالب خارجية، ما أثار جدلاً واسعًا حول طبيعة القرارات العسكرية في السودان.
ويعكس هذا الموقف الرسمي تعقيدات المشهد السياسي والأمني في البلاد، حيث يحاول الجيش السوداني إدارة العلاقة مع المجتمع الدولي، وفي الوقت نفسه الحفاظ على استقلالية قراراته الداخلية، وسط حالة من الشكوك حول مصداقية الانفصال بين الأبعاد الدبلوماسية والقرارات العسكرية.
ويطرح الكشف عن هذا اللقاء السري أسئلة عديدة حول درجة الانفتاح الدبلوماسي للجيش السوداني وإمكانية توافق سياسات الخرطوم مع المطالب الأمريكية، في وقت تتصاعد فيه التحديات الداخلية، ويزداد الضغط على القيادة العسكرية لتوضيح دوافع خطواتها، خصوصا تلك المتعلقة بتغييرات الصفوف العليا للقوات المسلحة.