علي أحمد يكتب: نيالا .. مذبحة الجيش “الكرتّي” المُروعة وفرح (البلابسة) !

47

فاق جيش السفّاحْ (علي كرتي) في دمويته وإجرامه حد التصوّر والخيال، ليس فقط لأنّه نفّذ الجمعة 29 ديسمبر، مذبحة جديدة بحق المدنيين الأبرياء في نيالا، حيث قصف الأحياء الآمنة بحمم من البراميل المتفجرة راح ضحيتها وفقاً لرصد أولي: أكثر من 120 شخصاً بين قتيل وجريح، جلهم من الأطفال والنساء.

ومنذ بداية الحرب في 15 أبريل، لم يتمكن الطيران الحربي التابع لجيش الإخوان المسلمين، من إحداث خسائر بخصمه (قوات الدعم السريع) تُرجِّح كفته في الحرب، إذ ظلّ ولتسعة أشهر متواصلة يقصف خارج مسرح القتال؛ مستهدفاً المدنيين في العاصمة ومدن دارفور؛ خصوصاً نيالا؛ عاصمة ولاية جنوب دافور، التي حول فيها أرواح بريئة إلى كتلٍ مُتفحمة وأشلاء ومِزع متناثرة في وسط المدينة، وأحياء؛ الدروة، السلام، المصانع، المستقبل، الرياض، خرطوم بالليل، انتقاماً (منهم)، على طريقة؛ (غلبها راجلها، جات تأدب حماتها)، بعد أن أذاقتهم قوات الدعم السريع هزيمة نكراء سارت بها الركبان في خواتيم أكتوبر المنصرم، فولوا هاربين (فلولاً وكيزاناً) وعسكر، حتى لم يتبين الناس أهم مقبلين أم مُدبرين!؟.

ومعلوم للجميع، أنّ الجيش الإخواني لا يجيد إلاّ قتال المدنيين العُزّل، فقد ظلّ منذ تأسيسه يشن حروباً (أهلية)، داخلية ضد مواطنيه في جنوب البلاد حتى أُجبروا على الاستقلال والانفصال، وكذلك في جبال النوبة بجنوب كردفان وفي دارفور وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان، يقصف القرى ويحرقها ويرتكب المذابح المُروعة ويفاخر بها، حتى أن المحكمة الجنائية الدولية دانت قادته وعلى رأسهم المخلوعين عمر البشير ووزير دفاعه المأفون عبد الرحيم محمد حسين.

ويرضخ الجيش دائماً، حتى أصبحت هذه سمة وعلامة مميزة له، لصراخ وهتافات العنصريين والمتطرفين، ويخضع لابتزازهم، فبعد أن خسر حربه المفتعلة أمام جحافل الدعم السريع في العاصمة ودارفور وأجزاء واسعة من كردفان وولاية الجزيرة مؤخراً، أصاب من يُسمون بالبلابسة وكذلك الفلول الخوف والرعب فانخلعت قلوبهم وأصابهم الفزع، فطالبوا الجيش بقتل مواطني نيالا، باعتبارهم (حاضنة) اجتماعية للدعم السريع، في محاولة خطيرة لتحويل الحرب إلى قبليّة وعرقيّة وحرفها من سياقها الراهن؛ بأسلوب قذر يتلخص في دفع (الدعم السريع) إلى الانتقام من الحواضن الاجتماعية لجماعة كرتي والبرهان وقادة الجيش الكبار، وبالتالي إعلان الحرب الإثنية على غرار ما حدث في (رواندا)، لذلك فإنّ الناظر إلى ردود أفعال الفلول والبلابسة، فيما يتعلق بمذبحة نيالا، يسمع بوضوح نقرات طبولهم وهم فرحون بأشلاء أطفال ونساء نيالا الذين مزقتهم البراميل المتفجرة دون رحمة، يصفونها بالشواء وبالكباب، فيما هدد بعض الإعلاميين المؤيدين للنظام المخلوع بأنه لن يكون هناك استثناء للمواطنين في هذه المعركة وإن جميع سكان نيالا ودارفور مصنفون عملاء وخونة وعلى سلاح الجو إبادتهم عن بكرة أبيهم.

ليس في الحرب قصص جيدة، لكن الحس الإنساني االفطري والسوّية الأخلاقية للفرد الطبيعي، لا يمكن أن تطالب بقتل الأبرياء وإفناء وجودهم، لأن مثل هذه الدعوات النتنة لن تنتهي بإبادة شعوب بعينها فيما تظل هي مستسلمة لقدرها ومصيرها المحتوم، بل ستقاوم حتماً وستذهب أيضاً إلى ذات الإسلوب، فمن يقتُل سيُقتل لا ريب ولا شك.

لكني رغم ذلك، سأورد هنا قصة، لعلها تنفع هؤلاء البلابسة، رغم أني متأكد أنهم لم يسمعوا بكبير السفاحين (جيفري دامر) وهو بالضبط مثل (الجيش الكرتي) هذا، ظل يرتكب المذابح المروعة منذ 1978، ولم يتم القبض عليه حتى عام 1991، حيث شاهد الجميع ولأول مرة تلك التفاصيل المروعة لأنهاء حيوات عشرات الضحايا من خلال الصور التي التقطها لأشلائهم حيث كان يذيب أجساد ضحاياه بالأحماض كما يقتل الجيش الأبرياء بالبراميل المتفجرة.

لن تنتهي القصة هكذا، بالقبض على السفاح (دامر) ومحاكمته بالسجن المؤبد، فقد أرسل له الله (المنتقم الجبار)، سبحانه وتعالى، رجل اسمه (كريستوفر سكارفر)، كان زميلاً له بالزانزانة، حيث داهمه ذات ليلة؛ بدون مقدمات، وانهال على رأسه بقضيب حديدي فهشمه حتى الموت، وأمام المحكمة، قال سكارفر، إنه غير نادم على قتل (دامر)، لأن الله هو من أخبره بأن يفعل ذلك.

أخشى على الجيش وبلابسته وفلوله، إن استمروا في ذبح المدنيين والأبرياء، أن يقيض لهم الله (سكارفر) من حيث لا يحتسبون.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *