السودانيات في زمن الحرب: واقع سيء وطموحات لدور سياسي أكبر
وصفت د. هادية حسب الله، الأستاذة بجامعة الأحفاد ومديرة المكتب التنفيذي لمنظمة الحارسات، وصفت وضع النساء وواقع المرأة السودانية في أزمنة الحرب وما تعانيه من أوضاع إنسانية وصحية سيئة، وقالت في مقابلة مع برنامج ملفات سودانية يذاع اليوم السبت 6 يناير أنه كعادة الحروب، النساء يسددن كلفتها وفاتورتها فهن على صدر المعاناة وهن المدبرات وموفقات لأوضاع الأمان النسبي في المهاجر والملاجئ. وأشارت إلى أن تقارير المنظمات الدولية ذكرت أن أكثر من 105 ألف إمرأة يطفن في ترحالهن الحزين دون تلقي الرعاية الطبية والصحية وهن في حالة حمل.
وقالت الدكتورة هادية حسب الله أنه برغم تلك الإحصائية، إلا أن العدد أكبر بكثير مشيرة إلى أن المنظمات تواجه مشاكل كبيرة في التواصل وليس لديها قدرة على معرفة الارقام الدقيقة، عن حالات الوفيات والأرقام المتداولة لا تعكس الواقع فهي أقل بكثير عن الحقيقة، لأن النساء منتشرات على كل الملاجئ ومعسكرات النزوح وداخل المدن التي تشهد المواجهات المسلحة نفسها.
وانتقدت مديرة المكتب التنفيذي لمنظمة الحارسات ضعف المشاركة السياسية للنساء وغيابهن في مساعي انهاء النزاع الذي يجري حاليا بين مكونات سياسية مختلفة. وقالت بكل أسف أن الجسم المتحرك حاليا في هذا الاتجاه المدني هي تنسيقية القوى المدنية “تقدم” وأشارت إلى أنها في بدايات عملها ركزت في إنها تشرك الجميع، لكن في وقت من الأوقات كل الناس كانوا متخوفين بسبب أن الآلة الإعلامية كانت قوية في خفض صوت لا للحرب وكل من كان ينادي بهذا الشعار كان يخون ويجرم وكل الناس كانت تخون وتجرم. وأضافت بأنه حدث تقاعس من كثيرين ومن بينها الأجسام النسوية نفسها التي تقاعست عن الانضمام لمثل هذه الأجسام. هذا الخطأ أسفر عن وجود ضعيف للنساء في جسم تقدم، لكن وجود النساء بنسبة 30% داخل هياكل (تقدم) غير كافي ولا يلبي طموحات (تقدم) أو طموحات النساء.
واعتبرت د. هادية حسب الله أن العالم أدار ظهره لمساعدة الشعب السوداني في تقديم العون الإنساني وانقاذ حياة أورواح النساء والأطفال، لكنها أعابت على المجتمع المدني السوداني تقاعسه وقالت إنه لم يقم بواجبه بما يكفي في ممارسة الضغط على العالم الأول وحكوماته، وعدم قيامه بالدور المطلوب في التشبيك مع السودانيين في الخارج، لتنظيم الحراك والتظاهرات والوقفات الاحتجاجية في كل العالم.