قصف مصفاة نفط وسفارة ومقر منظمة دولية .. ما هي خطة الطيران الحربي للجيش السوداني؟
تقرير – راينو: بلو نيوز الإخبارية – وسط الاتهامات المتبادلة والمكررة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع بشأن المسؤول عن قصف مقرات المنظمات الدولية والمنشآت الخدمية مثل المستشفيات، وحتى المشاريع الاقتصادية مثل مصفاة الجيلي، وعلى الرغم من إصرار الجيش على براءته من هذه الجرائم، إلا أن انفراده بسلاح الطيران دوناً عن الدعم السريع، يجعل من الصعوبة نسبة هذه الجرائم لسواه، والتي كان آخرها قصف طيران الجيش لمخازن منظمة “اليونيسف” في منطقة “سوبا” جنوبي العاصمة السودانية الثلاثاء الماضي.
قصف مخازن اليونيسيف:
وقالت قوات الدعم السريع تعليقاً على الحادثة، أن عمليات القصف لمخازن “اليونيسف”، تأتي ضمن مخطط “الفلول” لمنع المنظمات الدولية من الوصول إلى المدنيين في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع قد أكدت في بيان لها على منصة (X) الثلاثاء، أن الطيران استهدف مخازن منظمة “اليونيسف” بمنطقة “سوبا” جنوب الخرطوم، تسبب في تدمير المبنى واحتراق محتوياته، في الوقت الذي أدانت فيه “استهداف مقار المنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني، التي تقوم بجهود كبيرة من أجل تخفيف معاناة المدنيين”.
ودعت جميع المنظمات الدولية إلى إدانة ما أسمته بـ”الأعمال الإجرامية التي ظلت تمارسها مليشيا البرهان وفلول النظام البائد من استهداف للمؤسسات الدولية والأعيان المدنية”.
قصف مصفاة الجيلي:
في السادس من ديسمبر الماضي اتهمت قوات الدعم السريع بالسودان، اليوم الأربعاء، الجيش بقصف مصفاة الجيلي أكبر مصفاة للنفط في السودان بشمال مدينة بحري بولاية الخرطوم مجددا ما تسبب “بتدميرها بشكل كامل”.
واتهمت قوات الدعم السريع قوات الجيش بممارسة “عمليات تدمير ممنهج للمنشآت العامة والبنية التحتية الحيوية”، وقالت في بيان “ندين وبأشد العبارات التصرفات البربرية التي ظل ينتهجها الفلول وأعوانهم والتي تخالف كافة القوانين الدولية بما في ذلك اتفاقيات جنيف وإعلان جدة”.
الجيش ينفي:
من جانبه نفى العميد “نبيل عبد الله”، المتحدث الرسمي باسم الجيش، ما وصفه بادعاءات قوات الدعم السريع بشأن استهداف قوات الجيش مصفاة الجيلي في شمال مدينة بحري بولاية الخرطوم مما تسبب بتدميرها بشكل كامل، على الرغم من أن المصفاة كانت بالفعل في يد الدعم السريع وتم قصفها بواسطة الطيران
وحمّل المتحدث باسم الجيش قوات الدعم السريع مسؤولية أية أضرار تلحق بالمصفاة قائلا “أي ضرر يلحق بهذه المصفاة، في ظل حرص قوات الدعم السريع على التواجد هناك بكثافة، يحمّلها تبعات هذه الأضرار”، مما عده البعض اعترافاً ضمنياً بما تم نفيه ابتداءً في خطاب الناطق الرسمي للجيش.
وكان الجيش والدعم السريع قد تبادلا الاتهام في السابع من نوفمبر الماضي، حول التسبب في حريق داخل مستودعات المصفاة.
وبحسب بيان سابق للجيش السوداني فقد احتلت قوات الدعم السريع مصفاة الجيلي منذ بداية الحرب واستمرت في سحب الوقود منها، مما يجعل الجيش هو صاحب المصلحة وليس الدعم السريع. وبقصفها بالطيران هذه المرة، تخرج أكبر مصفاة في السودان عن دائرة الخدمة لتنضم لجسري خزان جبل أولياء وشمبات، والذي تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات حول تدميرهما بشكل جزئي أيضاً، على الرغم من دعوات انتشرت في وسائط التواصل الاجتماعي سبقت القصف عن ضرورة أن يدمر الجيش هذه الجسور، بدعوى أن قوات الدعم السريع تستغلهما في تنقل مقاتليها.
قصف السفارة الأثيوبية:
في الثالث من أكتوبر الماضي، تعرض مقر السفارة الإثيوبية للقصف الجوي وأدانت قوات الدعم السريع وقتها، واتهمت في بيان على حسابها في تويتر قوات الجيش ومن وصفتهم بـ “فلول النظام البائد”، بقصف مباني السفارة الإثيوبية، ما تسبب في دمار هائل بالمبنى الذي يقع في منطقة العمارات بالخرطوم.
ووصفت قوات الدعم السريع عمليات القصف بـ”التصرفات البربرية”، لاستهدافها مقار البعثات الدبلوماسية، والمنظمات الدولية، وأكدت سيرها في تحقيق هدفها المتجسد في “اقتلاع النظام البائد من جذوره، كونه الطريق الوحيد الذي يحقق الأمن والاستقرار في السودان”.
ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش بقيادة “عبد الفتاح البرهان” والدعم السريع التي يتزعمها “محمد حمدان دقلو”، منتصف أبريل الماضي، تبادل الجانبان الاتهامات وتحميل المسؤوليات.