“الإيغاد”؛ قبول حميدتي ورفض البرهان .!!
تقرير: سليمان عيسى – بلو نيوز الإخبارية–
في إجتماع لاعضاء مجلس السيادة السبت الماضي 13 مارس؛ أعلنت الحكومة السودانية رفضها المشاركة في قمة “إيغاد” المقرر عقدها “بعنتيبي” في دولة أوغندا يوم 18 مارس الجاري، وإحتجت على “دعوة الإيغاد” قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” لحضور القمة الـ42 الطارئة “بعنتيبي”، وقالت الحكومة السودانية؛ إن دعوة قائد الدعم السريع لإجتماع “الإيغاد” يعد”إنتهاكاً صارخاً للإتفاقية المؤسسة “للإيغاد”، وكل قواعد وتقاليد عمل المنظمات الدولية”.
د
عوة رئيس “الإيغاد”:
وفي 11 من شهر يناير الجاري، دعى الرئيس الجيبوتي “إسماعيل عمر قيلي”، رئيس الدورة الحالية لمنظمة “إيغاد”؛ الدول الأعضاء لعقد قمة إستثنائية طارئة “عنتيبي” باوغندا، في 18 من مارس الحاري، وذلك “لمناقشة الخلاف بين إثيوبيا والصومال، أوضاع الحرب الراهنة في السودان.
بيان الحكومة السودانية:
وقال مجلس السيادة الإنتقالي السوداني في “بيان” إن حكومة السودان تلقت دعوة من الإيقاد لحضور القمة في كمبالا لمناقشة مشكلة الصومال ومايدور في السودان، وأشار “البيان” إلى أن “الإيغاد” لم تلتزم بتنفيذ مخرجات قمة جيبوتي السابقة، والتى نصت ضمن مخرجاتها على “عقد اجتماع بين قائدي الجيش والدعم السريع”، ولم تقدم أي تبرير لإلغاء الاجتماع الذي كان مقررا له في 28 ديسمبر الماضي،
وبحسب “البيان” قالت الحكومة السودانية؛ إن “الإيغاد” تحدثت عن أسباب فنية حالت دون عقد الإجتماع في تاريخه المحدد، وبينما كان قائد الدعم السريع يتجول بين عدد من دول “الإيغاد” في ذات التاريخ.
وأضاف البيان؛ ان الحكومة السودانية ترى “ليس هنالك ما يستوجب عقد قمة لمناقشة أمر السودان قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة”.
وأكدت الحكومة السودانية في “بيانها” على أن ما يدور في السودان هو شأن داخلي وأن استجابتها للمبادرات الإقليمية لا تعني التخلي عن حقها السيادي في حل المشكلة بواسطة السودانيين.
الإجتماع بين البرهان وحميدتي:
وفي 28 ديسمبر الماضي، طالب قائد الدعم السريع ان لا يقتصر إجتماعه مع “البرهان” على الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي، رئيس منظمة “الإيغاد” منفرداً، وإشترط ان يكون الإجتماع بحضور كل قادة دول “الإيغاد”.
“حميدتي” يقبل الدعوة:
وتبعاً لذلك؛ أعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” تلبيته لدعوة الهيئة الحكومية للتنمية “الإيغاد”، وأكد موافقته على الحضور والمشاركة في القمة المقرر لها يوم 18 مارس الجاري “بعنتيبي” في دولة أوغندا،
وقال “حميدتي” في تغريدة له على منصة X، “تويتر سابقا” السبت الماضي 13 يناير الجاري، “تلقيتُ دعوة من سكرتارية المنظمة الحكومية للتنمية إيغاد للحضور والمشاركة في الدورة الاستثنائية الثانية والأربعين لمجلس رؤساء وحكومات دول الإيقاد في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني الجاري بمدينة عنتبي بأوغندا”.
واضاف “حميدتي”، اتساقاً مع موقفنا الثابت الداعم للحل السلمي الشامل الذي ينهي مرة واحدة وللأبد الحروب في السودان عامة وحرب الخامس عشر من أبريل/نيسان خاصة، أكدتُ قبولي دعوة الحضور والمشاركة في الدورة”.
وجدد “حميدتي” إلتزامه بوقف الحرب قائلاً؛ “إننا في قوات الدعم السريع نجدد التزامنا بوضع حدٍ لمعاناة السودانيين الناجمة عن هذه الحرب والحروب الأخرى، الدائرة منذ سنوات بأطراف السودان لينعم كل السودانيين بالسلام الدائم حقاً والأمن والاستقرار والتنمية والعدالة والحرية والديمقراطية والمساهمة في حفظ وصون الأمن والسلم في الإقليم والعالم.
جولات “حميدتي” الخارجية:
وقام قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” مؤخراً بزيارات خارجية في افريقيا شملت كلاً من؛ “أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا وجنوب إفريقيا ورواندا”، وأرسل “حميدتي” عدة رسائل مفادها استعداد قائد قوات الدعم السريع غير المشروط لوقف الحرب، ومؤكداً التزامه بمخرجات قمة “الإيغاد”، الموافقه دون تردد على “وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وتدابير حماية المدنيين وتسهيل عودة المواطنين إلى منازلهم وإيصال المساعدات الإنسانية والتعاون مع لجنة تقصي الحقائق”.
المراقبين:
وأشار عدد من المراقبين في تصريح ل”بلو نيوز الإخبارية”، ان رفض “الحكومة السودانية” تلبية دعوة “الإيغاد”، والتعلل بإسباب غير منطقية؛ يعتبر تنصلاً واضحاً منها في البحث لإيقاف الحرب، والسعي لإيجاد حلول للازمة السودانية الراهنة.
تحكم الاسلاميين على قرارات الجيش والحكومة السودانية:
وقال الدكتور مصطفى ابراهيم، الباحث والمتخصص في الشؤون الإفريقية؛ ان رفض الحكومة السودانية دعوة إجتماع “الإيغاد” بعنتيبي، يؤكد سيطرة اطراف آخرى داخلية وخارجية على قرار الحكومة السودانية، ويكشف مدى تأثير جماعة الحركة الاسلامية من النظام السابق على “البرهان”، وتحكمهم على قرار الجيش السوداني،
واضاف “مصطفى” هنالك شواهد وإدلة كثيرة لا تحتاج إلى تقصي حقائق؛ تشير وتؤكد سيطرة قيادات النظام الاسلامي السابق على قرار الجيش السوداني، وحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، وهى التى لا ترغب في إيقاف الحرب، وتعمل على تأجيجه من خلال توزيع السلاح وتسليح المواطنين تحت ما يسمى بالمقاومة الشعبية المسلحة بالسودان.
واردف “مصطفى” ان توزيع السلاح وتسليح المواطنين سوف يؤدي إلى حرب أهلية مدمرة وشاملة في البلاد، ويعتبر أكبر محدد أمني للسودان وللاقليم والعالم، وناشد “مصطفى” الشعب السوداني بضرورة التصدي لدعوات الإستنفار وتسليح المواطنين، ومطالباً ايضاً الجهات الاقليمية والدولية بضرورة التصدي لهذه العملية والنظر إلى الموضوع بمسؤولية والتفكير بعمق حول مدى التأثير والضرر والتهديد الذي يمكن ان يحدث من خلال هذه العملية على الأمن الإقليمي والدولي.
مطالبة “الإيغاد” والمجتمع الإقليمي والدولي بتغيير النهح في التعاطي مع الحرب في السودان:
وطالب “مصطفى” منظمة “الإيغاد” والشركاء الاقليميين والدوليين على ضرورة بذل كآفة الجهود الممكنة والغير ممكنة لإيقاف الحرب، وحماية المدنيين، ووضع حد لعمليات القصف الجوي الذي يقوم به الطيران الحربي التابع لقوات الجيش، والذي أصبح يقتل العشرات من المواطنين بشكل يومي في عدد من المدن والمناطق السودانية، ويدمر المنازل والمرافق الصحية وبنية البلاد التحتية، داعياً الدول الاعضاء في منظمة “الإيغاد”، والمجتمع الإقليمي والدولي إلى “التفكير بشكل مختلف وتغيير النهج في التعاطي مع الأزمة السودانية من أجل إيقاف الحرب وتحقيق الأمن والإستقرار في السودان، وفي المنطقة ككل بصفة عامة.