انتهاكات طيران الجيش السوداني في حق المنظمات الدولية .. اليونيسيف والصليب الأحمر نموذجاً .!!
تقرير: بلو نيوز الإخبارية – تكررت الاتهامات المتبادلة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع بشأن المسؤول عن قصف مقرات المنظمات الدولية والمنشآت الخدمية مثل المستشفيات، والجسور، وحتى المشاريع الاقتصادية مثل مصفاة الجيلي، وعلى الرغم من إصرار الجيش على براءته من هذه الجرائم، إلا أن انفراده بسلاح الطيران دوناً عن الدعم السريع يجعل من الصعوبة نسبة هذه الجرائم لسواه، والتي كان آخرها قصف طيران الجيش لمخازن منظمة “اليونيسف” في منطقة “سوبا” جنوبي العاصمة السودانية في العاشر من يناير الجاري.
قصف مخازن اليونيسيف:
في العاشر من يناير (2024)، قصف طيران الجيش السوداني مخازن منظمة اليونيسيف بالعاصمة الخرطوم، وقالت قوات الدعم السريع تعليقاً على الحادثة، أن عمليات القصف لمخازن “اليونيسف”، تأتي ضمن مخطط “الفلول” لمنع المنظمات الدولية من الوصول إلى المدنيين في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع قد أكدت في بيان لها على منصة (X) الثلاثاء، أن الطيران استهدف مخازن منظمة “اليونيسف” بمنطقة “سوبا” جنوب الخرطوم، تسبب في تدمير المبنى واحتراق محتوياته، في الوقت الذي أدانت فيه “استهداف مقار المنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني، التي تقوم بجهود كبيرة من أجل تخفيف معاناة المدنيين”.
ودعت جميع المنظمات الدولية إلى إدانة ما أسمته بـ”الأعمال الإجرامية التي ظلت تمارسها مليشيا البرهان وفلول النظام البائد من استهداف للمؤسسات الدولية والأعيان المدنية”.
الجيش يقتل ثلاثة من عمال الصليب الأحمر:
في العاشر من ديسمبر (2023) قتل الجيش السوداني ثلاثة من عمال الصليب الأحمر، بعد أن أطلق عليهم النار بالعاصمة الخرطوم، خلال عملية إجلاء لمدنيين عالقين، متفق عليها بين قوات الدعم السريع، وقوات الجيش، واللجنة الدولية.
وقال الجيش السوداني في بيان له حينها، إنه يأسف للحادث الذي وقع، (نتيجة لعدم التزام ممثلي المنظمة بنقاط التنسيق التي تم الاتفاق عليها). فيما أدانت قوات الدعم السريع الحادث، وأكدت في بيان لهاز ال، أن الوفد تحرك حسب التنسيق وخط السير المتفق عليه بين الأطراف، وأن قوات الجيش أطلقت النار عند دخول مركبات الصليب الاحمر مناطق سيطرتها بكثافة، مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الوفد في الحال، وإصابة آخرين، فضلاً عن تدمير ثلاثة بصات.
وقالت قوات الدعم السريع في بيانها أن أفراد وفد الصليب الأحمر اضطروا للنزول من المركبات والاحتماء بالأرض لتفادي الهجوم، الذي استمر لأكثر من ربع ساعة.
وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن صدمتها واستيائها إزاء الهجوم (المتعمد)، الذي تعرضت له قافلتها الإنسانية في الخرطوم، وقالت في إعلان صحفي، أن الحادث وقع في حي الشجرة، مما أدى إلى فقدان حياة شخصين، وإصابة سبعة آخرين، بما في ذلك ثلاثة من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر. تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي، مبينة أن القافلة الإنسانية، كانت مكونة من ثلاث مركبات للصليب الأحمر وثلاث حافلات، جميعها معلمة بوضوح بشعار الصليب الأحمر، مقررة لإجلاء أكثر من مائة مدني ضعيف من الخرطوم إلى ود مدني عندما تعرضت للهجوم عند دخول منطقة الإجلاء. وكانت العملية الإنسانية قد تم طلبها وتنسيقها مع أطراف النزاع، الذين أبدوا موافقتهم وقدموا الضمانات الأمنية اللازمة.
وقال “بيير دورب”، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان:(هذا الهجوم غير مقبول، ونحن في حالة حزن. أنا مندهش من عدم الاحترام الكلي لشعار الصليب الأحمر، الذي يجب أن يحترم ويُحمى وفقًا للقانون الإنساني الدولي. كانت مهمتنا اليوم إخراج هؤلاء المدنيين بأمان. بدلاً من ذلك، فقد فُقدت حياة بشكل مأساوي. قلبي يتألم من أجل ذوي القتلى، ونأمل بشدة أن يتعافى المصابون بالكامل”.
وجاء في الإعلان:(كمنظمة إنسانية محايدة ونزيهة، تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتنفيذ دورها كوسيط محايد بشكل مستقل عن أطراف النزاع. تم إلغاء العملية الإنسانية المقررة يوم الأحد لإجلاء المدنيين – بما في ذلك المرضى والأطفال والأيتام وكبار السن – من منطقة قتالية في الخرطوم حتى يمكن إجراء تقييم أمان جديد).
وأهابت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إعلانها بحماية فورية لجميع المدنيين، بما في ذلك العاملين الإنسانيين والكوادر الطبية. وتابع الإعلان:(يجب أن لا يتعرضوا للهجوم مباشرة. علاوة على ذلك، يجب أن يُسمح للمدنيين العالقين في مناطق القتال بالمرور بسلام من مناطق الصراع، ويجب أن تُسهل الأطراف المتحاربة ذلك. كوسيط محايد، تقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر على استعداد للاستمرار في مثل هذه العمليات في السودان، شريطة احترام أطراف النزاع لشعاري الصليب الأحمر والهلال الأحمر، اللذين لا يجب استهدافهما أبدًا).
وحدثت انتكاسة كبيرة للجهود الإنسانية فى بعض مناطق الجزيرة بحسب اعلان برنامج الأغذية العالمي، حيث تم وقف المساعدات الغذائية مؤقتا، وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة إنه قدم المساعدة إلى 800 ألف شخص في الولاية، منهم العديد من الأسر التي فرت من القتال في الخرطوم.
وأجبر القتال في ود مدني العديد من منظمات الإغاثة، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على إجلاء موظفيها من المدينة التي كانت مركزا للعمليات الإنسانية في البلاد.