دريسة: المتغيرات المصرية تفرضها حتمية المصالح ..

50

المتغيرات المصرية تفرضها حتمية المصالح ..

نجم الدين دريسة..

ظل التدخل المصري السافر في الشأن السوداني حاضرا منذ مصر الخديوية وحتي مصر الجمهورية وحتي بعد اندلاع ثورة ديسمبر كان موقف مصر المعادى للثورة السودانية لا تخطئه عين من التخطيط لفض الاعتصام علي غرار ما حدث في رابعة العدوية مرورا بإنقلاب 25اكتوبر 2023م

المشؤوم هذا بتدبير مصري وموقفها الداعم للجيش بالتدخل المباشر عبر مشاركة سلاح الطيران وهو انتهاك للسيادة الوطنية للسودان.

تلك حقائق دامغة معلومة لكل من ألقي السمع وهو شهيد ولكن تطورات الموقف السياسي في ستمثل بالطبع تحديا جديدا واختبارا حقيقيا لوضع تصورات للظاهرة والتفكير خارج السياقات التاريخية القديمة لا سيما وان الطرف الذي ظل مخلب قط لسيطرتها التاريخية لم ولن تعد له القدرة النفوذ السياسي القديم مما يعرض مصالح مصر في السودان للخطر علاوة علي تضاءل دور مصر في التأثير علي تسوية الازمة السياسية في السودان مما يعرضها لخسائر فادحة ربما علي إثرها ستسعي جاهدة لادراك موقفها الذي بات اكثر تعقيدا خاصة بعد ان تأكد لها تماما ان البرهان ليست لديه ادني قدرة للخروج من عباءة تنظيم الاخوان المسلمين وان قوات الدعم السريع ظلت هي القوى القادرة علي تحقيق انتصارات كبيرة علي الارض علي حد قول الدكتورة اماني الطويل خبيرة الشئون الافريقية بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية

وبدت تبرز مواقف مصرية تبدو مغايرة للمواقف خاصة بعد الهزائم المتكررة التي مني بها حليف مصر التاريخي (الجيش)

وتنامي صوت ما يعرف بالمقاومة الشعبية التي يقودها الاسلامويين لا سيما في الشمال وهي تمثل خطر ماحق خاصة وان هنالك انباء عن رصد اتصالات ولقاءات بين اخوان السودان واخوان مصر الامر الذي سيقود القاهرة لمراجعة موقفها من الجيش السوداني المخترق بواسطة تنظيم الحركة الإسلامية خاصة بعد الإختراقات الضخمة التي حققها السيد الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي) عبر جولاته الافريقية والتي حققت انتصارات اخري في الفضاء الدبلوماسي وتحقيق رضا المجتمع الدولي الذي ظل يبحث عن مخرج للازمة السودانية.

ختاما اعتقد ان القاهرة ستتعاطي مع الازمة السياسية في بشكل جديد خاصة وان مصالحها الاستراتيجية وامنها القومي علي المحك.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *