لجان المقاومة وقوى الثورة .. سوف تجهض الإستهداف وتهزم الفلول .!!
لجان المقاومة وقوى الثورة .. سوف تجهض الإستهداف وتهزم الفلول .!!
وسط سيل الرصاص وانفجار الدانات وقصف الطائرات، تتوالى قرارات ولاة الولايات السودانية الواقعة تحت سيطرة الجيش في حظر نشاط قوى ثورة ديسمبر وفي مقدمتها لجان المقاومة وتنسيقيات قوى الحرية والتغيير التحالف الحاكم في الفترة الانتقالية قبل انقلاب 25 أكتوبر، فضلا عن لجان الخدمات وغرف الطوارىء… الخطوات بدت كما لو كانت استهدافا لقوى الثورة خصوصا وان قرارات الولاة جاءت مشفوعة بعقوبات تصل حد السجن لهذه الفئات، ليفتح كل ذلك الباب أمام سؤال، هل تنجح خطط فلول النظام الإخواني بالسودان في الثأر من ثورة ديسمبر؟.
الخرطوم: بلو نيوز الإخبارية –
سيناريو القرارات:
بدا واضحا أن ثمة تهيئة استباقية لجملة القرارات التي اتخذها ولاة الولايات عبر إصدار أوامر الطوارئ في ولايات الشمالية والبحر الأحمر ونهر النيل والقضارف، فضلا عن فرض حظر التجول، وتزامنت هذه الإجراءات مع حملات استهدفت الناشطين والثوار ولجان المقاومة والمهنيين، تحت ذريعة التعاون مع الدعم السريع…
وما أن بدا واضحا عدم وجود موانع في ظل سيطرة الأجهزة الأمنية والعسكرية في فترة الحرب وتنفيذها لما يعرف بخطط الطوارئ، إلا وارتفع سقف القرارات، فكانت آخرها ما أصدره والي ولاية القضارف بحظر النشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي خطوة استبقه إليها والي الشمالية المكلف عابدين عوض الله، الذي رفع السقف بإصداره قرارا حل بموجبه لجان التغيير والخدمات كما حظر أنشطة قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة.
وجاء قرار والي الشمالية، مماثلا لما قام به والي نهر النيل حيث حظر أنشطة قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة وتصفية لجان التغيير والخدمات بل وسبق ذلك أن طالب كل هؤلاء بمغادرة الولاية خلال 72 ساعة، ليتبعهم في ذلك والي ولاية النيل الأبيض.
كما أصدر والى ولاية شمال كردفان عبدالخالق عبداللطيف وداعة الله قرارا بموجبه حل جميع لجان التغيير والخدمات بالولاية .
وتم اتهام اللجان والناشطين والثوار بموالاة الدعم السريع من قبل الغرف الاعلامية والاستخبارات العسكرية منذ بدء حرب 15 ابريل بين الدعم السريع والجيش، واعتقلت الاستخبارات العسكرية العديد منهم قبل ان يتطور الامر حد اعلان حل اللجان وحظرها والاستيلاء على مقارها واوراقها واصولها.
رد فعل:
وسارعت القوى السياسية وعلى رأسها تحالف الحرية والتغيير بإدانة القرارات، وقالت في وقت سابق عبر بيان صحفي، إن التحركات تلك تؤكد صلة عناصر حزب الرئيس المعزول بحرب 15 أبريل. فيما أعتبر القيادي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف على صفحته الشخصية، أن تلك القرارات تفضح طبيعة هذه الحرب كحرب ضد التحول المدني الديمقراطي، وتؤكد الحقيقة الناصعة بأن عناصر النظام البائد أشعلتها وتستثمرها لهدف واحد هو الانتقام من الثورة وتصفية كل ما يمت لها بصلة.
من جانبها اعتبرت تنسيقية لجان الولاية الشمالية القرارات بأنها ولدت ميتة وهي والعدم سواء، وقالت في بيان: سنعمل جميعا علي مناهضتها ورميها في مزبلة التاريخ، كالنظام الذي يمثله من يصدرون هذه القرارات. وأضافت: مثل هذه القرارات لا تعنينا، ولن تثنينا عن المضي قدما في طريق ثورة ديسمبر المجيدة، وإيقاف هذه الحرب اللعينة التي تدور بين طرفين ارتكبا سويا جرائم يندى لها جبين التاريخ، قبل يدمران السودان من أجل الصراع علي السلطة.
ودعت تنسيقية الولاية الشمالية إلى الوحدة في هذه المرحلة التي وصفتها بالعصيبة ومقاومة محاولات الزج بالمدنيين العزل في محرقة هذه الحرب.
وفي السياق أصدر عدد من الأحزاب السياسية السودانية بيانات رافضة ومستهجنة للقرارات وتقييدها لحرية الاعلام ومصادرة حق الحصول على المعلومة، كما دعا حزب البعث العربي الاشتراكي في صحيفته الرسمية (الهدف) إلى حملة تضامن أوسع في مواجهة الهجمة على الحريات، مشيرا إلى أن قرار حظر نشاط لجان المقاومة يفضح الوجه القبيح لانقلاب 25 أكتوبر 2021، وقواه، في مناهضته مبادئ انتفاضة ديسمبر الثورية وقواها ورموزها وشعاراتها، وفي عدائه السافر للتعددية والديمقراطية والحريات العامة، وغيرها من منجزات ومكتسبات الانتفاضة الثورية.
لجان المقاومة:
وتذهب عضو لجنة مقاومة العباسية شمال نسرين محيي الدين في حديثها ل ( راينو ) إلى أن قرار والي القضارف ومن سبقه من الولاة لن تكون الأخيرة في سلسلة استهداف قوى الثورة، وقالت: ظهرت جليا مآرب هؤلاء الولاة من خلال استهداف واعتقال أعضاء لجان المقاومة وأعضاء النقابات والناشطين والثوار وغرف الطوارئ، كان واضحا كضوء الشمس أن الحرب العبثية اللعينة تستهدف وتقصد تصفية قوى الثورة.
وقطعت نسرين بأن قوى الثورة مستعدة وجاهزة لدحر فلول نظام البشير وأضافت: وكما سقطت أول وسقطت ثان ستسقط ثالث لأن الإيمان هو أن الشعب أقوى أقوى والردة مستحيلة.
واعتبرت عضو لجنة مقاومة العباسية شمال، أن كلمة السر في هزيمة محاولات النظام المباد في العودة أو في الانتقام تتمثل في وحدة قوى الثورة، مشددة على أنه لا بد لقوى الثورة من أن تجد أرضية مشتركة وأن تتوافق على الحد الأدنى، حتى نتوحد ونعود كتلة واحدة لان القادم أصعب بكثير، وتابعت: يجب ألا نستهين ولا نستهتر بنظام المخلوع ومحاولاته الدنيئة.
بينما ترى عضوة بلجنة مقاومة بحري – فضلت حجب اسمها- في حديثها ل ( راينو ) أن ما حدث من تكميم الأفواه لن يؤتي أكله لأن الممنوع مرغوبا. وأضافت: حظر النشر وفرض عقوبات على حريات التعبير، كل ذلك من شأنه أن يأجج القلوب على الوضع في السودان حتى القلوب المؤلفة، وتابعت: كل الذي يحدث سينقلب عليهم، فكلما زاد الضغط كلما كانت قوة الانفجار أقوى…
وشددت عضوة لجنة بحري أنه حتى لو تم استصحاب حالة الحرب التي يعايشها كل الناس والمراهنة على أن ذلك يمكن أن يقلل من شدة الانفجار، إلا أنه سيحدث. وقالت: وبدلا من أن يتوحد الناس ويلتفون حول ما يسمى بالاستنفار الشعبي، فإن الذي سيحدث هو أن الجميع سيحمل السلاح ولكن لا أحد يعلم في مواجهة من سيتم استخدامه.
واعتبرت العضوة بلجنة بحري، أن ما يقوم به الولاة وفلول النظام المباد واستهدافهم للجان والقوى الثورية لا يؤثر بشيء إلا زيادة المسامير في نعش الجيش، وأضافت: ربما اصرارا منهم ألا يبعث من جديد. مشيرة إلى أن الإعلام هو وسيلة الثوار للتعبير وتصحيح المفاهيم المغلوطة السائدة حاليا ونشر مفاهيم تساعد على الترابط والتمسك أكثر بتراب الوطن. وتابعت: ذات السوشيال ميديا هي التي أشعلت شرارة حراك ديسمبر، وستشعل المزيد فالتكميم سيعود بنا إليها وزيادة.
الفلول ينتقمون:
من جانبه أكد مسؤول الإعلام بالتجمع الاتحادي والمتحدث الرسمي باسم الحرية والتغيير محمد عبد الحكم في حديثه لـ(راينو) أن ما حدث من قرارات لولاة حكومة الأمر الواقع ببعض ولايات السودان يؤكد أن فلول النظام البائد سيطروا على حكومة الأمر الواقع، لزيادة استعار الحرب العبثية وتحولها لحرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس في السودان، وأضاف: هدفهم من كل ذلك الانتقام من إسقاط السودانيين لنظامهم الإرهابي، والعودة للحكم فوق جماجم السودانيات والسودانيين وحطام وطنهم.
ووصف عبد الحكم قرارات حل تنسيقيات قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة ولجان التغيير المنتخبة، بـ المحاولة البائسة لتصفية قوى الثورة، التي لا تستند على إي قانون أو لائحة، لكنها أمنيات فلول النظام البائد لتصفية ثورة ديسمبر المجيدة. وأضاف: لكن المؤكد أن هذه الخطوات ستؤثر إيجابيا على المستوى الشعبي في إزالة الغشاوة التي اعترت البعض، وتؤكد أن فلول النظام البائد هم من أشعل حرب ١٥ أبريل، وهم من يزيدون نارها حطبا، لكن مسعاهم سيخيب فالشعب الذي ضحى بدمه لرميهم في مزبلة التاريخ، أوعى من السير في حبائلهم الخبيثة، وسيفشل خططهم التآمرية لهدم السودان فوق رؤوس ثواره.
لماذا الآن؟
وترى العديد من الدوائر المرتبطة بقوى الثورة أن قرارات الولاة الصادرة والمستهدفة للجان المقاومة والطوارئ التي تنشط في إغاثة المنكوبين فضلا عن الناشطين ومنسوبي الحرية والتغيير، تزايدت في هذا التوقيت، وتريد بشكل أو بآخر إسكات الأصوات الرافضة للحرب وسيناريوهات التجييش والتحشيد التي يتبناها منسوبو النظام البائد والواقفين خلف إشعال واستمرار الحرب.
ويرى المحلل السياسي ايهاب محمد الحسن (بلنجة) في حديثه لـ(بلو نيوز) أن التوقيت الحالي بالنسبة لفلول النظام البائد يعد الاحرج لذا يريدون اغلاق كل الافواه والمنصات التي تتناول كذب غرفهم الاعلامية في كل شيء، وقال: هذا التوقيت بدأت تتكشف فيه حقائق مزاعمهم وحملاتهم الاعلامية الكاذبة، بدءا بموت قائد قوات الدعم السريع وانكشاف زيف ذلك وصول للانتصارات المزعومة التي كانوا ينسبونها لكتائبهم التي تفر هاربة، مما خلق نوعا من التململ في نفوس السودانيين الذين كانوا مخدوعين وايدوا الحرب تحت عنوان (البلابسة)، فضلا عن تفشي حالة الاحباط وسط منسوبيهم النظاميين فتزايدت حالات الهروب من القتال، بل وارتفعت وتيرة الصراعات في مجموعات الفلول وتوالت تسريبات نقاشاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، بالتالي لتغطية كل ذلك ومنع تداوله أو نقاشه يتم استهداف الشريحة المهتمة والمتمثلة في الناشطين والثوار ولجان المقاومة باعتبارهم ابرز الحريصين على كشف تلك الاكاذيب لتسويق رؤية ايقاف الحرب وهو ما لا يريده الفلول.
وشدد الحسن على أن الاصل في هذه الحرب معاقبة الشعب السوداني على ثورته ومحاصرة محاولاته في الحياة الكريمة والقرار السياسي والاقتصادي المستقل والمبني على السيادة الوطنية، وأضاف: سخط النظام المباد على الشعب السوداني وثواره يجيء بسبب كشف عورات فسادهم وموات ضمائرهم ما جعلهم ساقطين في نظر الشعب أولا وفي نظر ابنائهم وبعد كل ذلك في نظر العالم وأحراره، بالتالي فإن الحرب ما هي الا وسيلة لتصفية حساباتهم مع السودانيين بدليل ما يقوم به الجيش في الاحياء من قصف لمنازل المواطنين رغم علمه بالمواقع العسكرية التي تتواجد فيها قوات الدعم السريع.