علي أحمد: “كرتي” – “البرهان” وشذوذ العلاقة.!!

57
الأستاذ علي أحمد..

بيان خارجية عصابة علي كرتي التي مقرها بورتسودان يفضح طبيعة العلاقة الشاذة بين مكونات تحالف الفلول؛ إذ عمد إلى إذلال البرهان؛ بالتأكيد على أنه ممنوع من أي محاولة لمقابلة حميدتي بعد اسبوعين كما اقترحت قمة (إيغاد) كخطوة تأسيسية لوقف الحرب، ويتجلى الإذلال في أن رفض البرهان لمساعي (إيغاد) معلن عنه في بيان صدر عنه قبيل ساعات من هذا البيان (الكرتي) الإضافي؛ الذي لا يضيف جديداً ، فلماذا تأكيد المؤكد الذي تم تنفيذه؟ ولماذا الشذوذ في ممارسة النقائض، فالوزير البرهاني يلتقي مع مبعوث الأمم المتحدة ويناقشا مخرجات قمة (إيغاد)؛ وفي نفس الوقت يعلن بيان عصابة خارجية كرتي أنهم اغلقوا تماماً ملف التعامل مع الهيئة الأفريقية؛ فكيف يكون الشذوذ غير هذه القدرة على التناقض والجهر بالممارسة مع عناد يلح على الآخرين بأن ما يرون من أفعال وما يستمعون من أقوال هي ممارسات طبيعية!

الفريق أول عبدالفتاح البرهان/قائد الجيش السوداني وعلي كرتي/القيادي الإخواني والأمن الشعبي في النظام السابق

هو إذاً؛ بيان داخلي من قيادة العصابة إلى عضويتها، ورسالة تحذير من كرتي إلى البرهان، بأن لا تخطر له خاطرة عن وقف الحرب؛ وتهديده إنهم يعلمون أن قدرته على ممارسة فعل الخيانة لا حدود لها، كما يعلم هو – أي البرهان- بأن شذوذ إجرامهم سيطاله في كل الأحوال، وفي ذات السياق تتكشف تفاصيل عن أحوال هذه العصابة التي ترتكب الخبائث ومنها طمأنة الهربان المرتجف بشراء القصر التركي لأولاده ليواصل مهمة تدمير البلاد وقتل العباد، إذ هم مصممون على تدمير البلاد مع اتخاذ بلاد أخرى كمستقر ومقام لأولادهم، فأي شذوذ أكبر من الإصرار على تدمير البلاد مع طلب النجاة الشخصية للنفس والولد؟!

ويكشف البيان أيضًا عن حالة التكسب اللحظية التي تشتغل عليها مجموعة الفاسدين بالخارجية، الذين ثبت بان لا معرفة لهم ولا قدرة لديهم على صناعة أي حدث ينقذ الملايين من السودانيين ؛ كما ليس لجيشهم حولاً ولا قوة على الحسم العسكري، وهكذا يعيشون في يأس مزرٍ حالة غير طبيعية؛ تترقب ما يأتي من أي آخر كي يمارسون هوايتهم في الرفض، فالسودان المُهدد بالزوال لا يعنيهم في شيء كما يجاهرون أمام العالم (السودان غير ملزم بما يأتي من إيغاد ولا يعنيه في شيء)، فهل ثمة شذوذ أكثر من تحدي أي فعل طبيعي من أي جهة أتى، وهل يتوهم هؤلاء الأوباش أن العالم سينظر متفرجًا إلى الأبد لمعاناة المدنيين وما يترتب عليها من كوارث إنسانية بسبب حربهم؟ وهل يتوهمون أن نزقهم العصابي الشاذ متمثلاً في ضمان رواتبهم وامتيازاتهم هو الحال الطبيعي؟!

خارجية كرتي تمارس الشذوذ العلني محليًا وعالميًا؛ فتهرع للانبطاح لإيران تستجدي أن تتقبلها ؛ فأي دبلوماسيّة هذه التي تتوهم أن الآخرين على استعداد تام لمشاركتهم في شذوذهم الذي ينهض أساسًا على أحقيتهم في قصف الشعب بالطيران مع الشكوي للعالم عن ما يتعرضون له؟.

خارجية كرتي تتوهم أن ما صنعته علاقة البرهان وكرتي هي معركة طلابية في جامعة من الجامعات؛ وسيحسمونها لصالحهم وتستمر الامتيازات التي أدمنوا على سرقتها.

وعرض التعري الشاذ يقوم على إغراء إيران بفتح سفارة في بورتسودان فهل ستقبل إيران الانخراط في هذه الورطة؛ ولها سابقة معهم؟ وهل عرض اللحظة البرهانية المنقضية عرض استراتيجي أم هو مجرد سعي لدبلوماسية المغارز التي لا يعرفون سواها؟

ويتكرر الشذوذ وليس الفشل الدبلوماسي؛ في مخاطبة الوزير البورتسوداني لدول عدم الانحياز لكي تنحاز لعصابته، ولكأن دول عدم الانحياز لا تنتبه لشذوذ الخطاب والطلب، فالرجل لحظة مخاطبته لهم؛ كان طيرانه يقوم بقصف المدنيين. والشواذ دومًا لا يكترثون لما يفعلون ويظلوا في حالة عناد مكابر يخصهم وحدهم، والحالة الكيزانية البورتسودانية تلح على العالم ان يكون غير طبيعي مثلها ، فأي فضيحة عالمية تاريخية لحقت بهم وهم يصرون على كونهم يعيشون حالة طبيعية؟!

انها المتاهة.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *