علي أحمد: خارجية “كرتي، برهان” .. وإدمان الإنحطاط .!!
بيان آخر أصدرته خارجية “كرتي – برهان” في “بورتسودان”، رداً على عقوبات “الاتحاد الأوروبي” ضد مؤسسات وشركات تتبع لـ”كيزان الجيش”، وقوات الدعم السريع. وجاء البيان بذات اللغة المنحطة، كما وصفها من قبل المتحدث باسم الاتحاد الأفريقي!
بيان كتيبة “كرتي” بالخارجية لم يبين شيء سوى الكذب و”الترذل والتسفل” الذي صار ماركة مسجلة لهم، إذ شطحوا ونطحوا في بيانهم، وطفقوا يحدثون الإتحاد الأوروبي عن المرتزقة وعن الاغتصابات وعن انحياز أوروبا وعدم حيادها – أي والله هكذا قالوا – حتى أوروبا صارت منحازة للدعم السريع – وإنا لله. وفي هذيانهم المحموم سلط بيانهم أضواء على جانب آخر لصيق بالفساد المالي وهو الفساد الأخلاقي، الرابط بين البرهان وميرغني إدريس، ذلك الرجل النهم لابتلاع أي شيء وكل شيء، والذي أتى به “البرهان” خصيصاً للصناعات الدفاعية، ليس فقط للنهب بل لمشتركات أخرى – نعوذ منها بالله – والفساد لا قاع له، وما يمارسونه الآن يفوق حكاية شُحنات المخدرات عبر مهابط الطائرات بالتصنيع الحربي، ولا أعرف علي من تكذب خارجية كيزان بورتسودان وهي تقول في بيانها ردًا على العقوبات الأوربية بأن الشركات التي شملتها العقوبات هي شركات وطنية لصالح المواطن؟ والمواطن لم يسمع من قبل بهذه الأسماء التي تحيط نفسها بـ”كتمان مريب”، هو صفة لازمة لمن يفعلون (الخبائث)، واسم “ميرغني إدريس” لم يكن قيد التداول حتى بعد أن منحه البرهان إدارة المنظومة. فهل ما بينهما هو فقط نهب الأموال؟ أم انه ممتد لما يخضعهما معاً لـ”علي كرتي” إمام الفساد الاخلاقي، والذي يحتفظ بمذلة لكل من يعمل تحت إمرته؟!
وبرهان نفسه لم يركّز الخلق مع أشيائه الخاصة، إلا عندما نطق بما ينطق به سكان الأزقة المظلمة، وكانت “زعطكم” بداية البحث والتفتيش عن خصوصياته، وهي لفظة لا يأتي بها إلا من كانت هذه الممارسة الشاذة واحدة من طقوسه!
ولم يخلُ البيان من الكوميديا، إذ جاء فيه بأن المنظومة العسكرية ظلت تدعم اقتصاد السودان، فهل يظن مجرمي “خارجية كرتي” أن دول أوروبا تجهل أن شركات الجيش مملوكة للكيزان، وقد مُنحت الصبغة العسكرية للاستفادة من المزايا التفضيلية، والتهرب من الجمارك والضرائب، وكل ما من شأنه أن يسهم في خزينة الدولة، ولا يزال العالم – بما فيه الاتحاد الأوروبي- يتذكر طلب د. حمدوك بضرورة خضوع منظومة الصناعات الدفاعية للمراجعة وأيلولتها لوزارة المالية، فكان الغضب العارم من الجيش وضباطه، وكل من له “كرش” يملأها من منظومة الفساد “الكيزانية”، وخرج علينا وقتها قائد الجيش “الهربان” قائد الذي يتدثر الآن بـ”مدثر”، هامزاً وغامزاً صوب حمدوك، فأين دعم اقتصاد السودان في هذا الخراب العظيم أيها “المسيلميون” ؟!
لم يكتف البيان بهذا الكذب الصريح، بل زاد في القول بأن شركة “زادنا”، ظلت تخدم البلاد باستثماراتها في الزراعة، فأي انحطاط هذا الذي يحاول تغطية فضائح هذه المجموعة التي نهبت مليارات الدولارات مما كشفته لجنة إزالة التمكين، الشيء الذي جعل اللجنة “مغضوباً عليها” من قبل البرهان وكيزانه وضباطه السمان الجبناء وقت النزال الحقيقي. فهل يظن لصوص الخارجية، أن العالم لا يعلم من هو “أحمد الشايقي” مؤسس “زادنا”، وهو المسؤول عن أموال المؤتمر الوطني؟ والذي سارع بالهروب إلى تركيا، ليخلفه لص آخر هو اللواء “العجمي”، الموبوء بداء بسرقة الأراضي وتشييد المباني بمال الحرام، فخلفه لص ثالث فاسد مالياً وأخلاقياً، ومنخور من أعلاه وأسفله .. وهكذا في دورة فساد قد حانت نهايتها.
وفي مقابل كل هذا الكذب، يلتزم قادة قوات الدعم السريع بالصمت الحكيم مثالاً للرجال الكبار، المدركين لمعنى الوطن ومعنى الشعب، ومعنى التضحية بكل ما هو غال ونفيس، في سمو جدير بالتقدير الإنساني.
ألا لعنة الله على الكيزان وبرهانهم السروق.