زيارة البرهان إلى الجزائر .. هل هي إعلان الإنضمام الفعلي لمحور إيران، وآداء فروض الطاعة للسجادة الشيعية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة البرهان إلى الجزائر هل هي إعلان الإنضمام الفعلي لمحور إيران وآداء فروض الطاعة للسجادة الشيعية.
الباشا محمد الباشا طبيق
حرب 15ابريل 2023م التي أشعلها البرهان بتوجيه وتخطيط وتنفيذ على كرتي ومجموعته ومايسمى بكتائب البراء الإرهابية،فرضت واقع جديد في السودان وسوف تؤدي إلى تغيير جذري يؤسس لبناء دولة العدالة والمساواة بين كل مكونات ألشعب السوداني الذي ظل في دوامة حروب وإنقلابات عسكرية منذ الإستقلال وحتى وأعاقت تقدم وتطور الدولة السودانية رغم ما تتمتع به من خيرات في باطن الأرض وظاهرها ويطلق عليه سلة غذاء ألعالم ولكن السياسات الخرقاء وعدم القدرة والإرادة على إدارة التنوع الثقافي والإجتماعي وتحويله إلى ميزة إيجابية،لإستثمار طاقاته البشرية وثروته المعدنية والبترولية وأراضيه الخصبة وثروته الحيوانية،بدل هذا كله كرست النخب السياسية والقيادات العسكرية ممارسة الإستعلاء العرقي والجهوي لإستلام كل مؤسسات السلطة التنفيذية والعسكرية وتمكين فئات مجتمعية محدودة لقيادة الشأن العام وبقية الشعب السوداني يظل تابع ومنفذ فقط ويا ليته تُرك على هذا بل زرعوا فيه الفتن العنصرية والفوارق الإجتماعية والثقافية وذلك لينشغل الهامش بالنزاعات القبلية والحروب المصطنعة لينعم المركز بخيرات البلاد ويستمر في الحكم والإنفراد بالقرار،وبعد مرور أربعة أشهر وعشرة أيام من الحرب وتحقيق قوات الدعم السريع إنتصارات كبيرة أبهرت العالم وحصار القيادة العامة وسلاح المهندسين والإشارة والمدرعات.خرج البرهان عبر التهريب من القيادة العامة في حالة يرثى لها وتؤكد هزيمة جيشه الإنقلابي،وبعد هروب البرهان من القيادة العامة وترك خلفه ضباطه وجنوده يلاقون مصيرهم بين جريح وقتيل وهزيمة كل المتحركات التي قدمت لفك الحصار عن مواقع الجيش،التقط البرهان أنفاسه ويمم وجهته إلى دول الإيقاد وطلب منهم التوسط بينه وبين قائد قوات الدعم السريع وفي ذلك نية واضحة للهروب من منبر جدة،بعد أن فشل وفده المفاوض بمنبر جدة في تحقيق أي مكاسب تحفظ للجيش ماء وجه،وقبلت الإيقاد هذا الطلب وسعت لترتيب اللقاء ولكن واجه البرهان ضغوط كبيرة من قيادة الحركة الاسلامية ممثلة في علي كرتي،بناءً على هذه الضغوط تراجع البرهان من طلبه لتوسط الإيقاد بل ذهب إلى أكثر من ذلك بتجميد عضوية السودان بمنظمة الإيقاد وتوجه إلى إيران ليستجديها على إستعادة العلاقات بين البلدين والتي ظلت مقطوعة لأكثر من ثمانية سنوات والغرض معروف ومعلوم للجميع هو توفير السلاح والمسيرات ولكن الإيرانين لا يلدغوا من جحر واحد مرتين ووجدوا في حالة البرهان الضعف والهوان ففرضوا عليه فتح ميناء بورتسودان أمام السُفن الحربية الإيرانية وإيجاد موطئ قدم للحرس الثوري الإيراني في السودان ويكون الإشراف المباشر على الإمداد بالسلاح والمسيرات قائد الحرس الثوري الإيراني،وبهذه الخطوة يحول البرهان الجيش السوداني إلى جماعة إرهاببة مثلها ومثل جماعة الحُوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وأعاد السودان إلى العُزلة الدولية وفي حرب مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي ومجلس التعاون الخليجي وما زيارته الجزائر إلا الإعلان الرسمي للإنصمام إلى محور إيران وتقديم فروض الطاعة للسجادة الشيعية.