نجاح منبر المنامة .. هل يقود لمواجهة بين الاسلامين والجيش .؟
تقرير: بلو نيوز الإخبارية –
نذر خلافات ظهرت بين دعاة الحرب وكعادة الإسلاميين ترتبك حساباتهم كلما لاح في الأفق حلاً سلمياً لإنهاء الحرب في السودان ، وكان آخر ذلك بروز العاصمة البحرينية المنامة كمنبر جديد لحل الأزمة السودانية… نقل الإعلامي المحسوب على التنظيم الإسلامي مزمل أبو القاسم عبر صفحته في فيس بوك تسريبات حول إجتماعات غير معلنة إنعقدت خلال شهر يناير الحالي بين نائب قائد الجيش شمس الدين الكباشي وقائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو في العاصمة البحرينية المنامة برعاية (إماراتية، مصرية)، وما صاحب ذلك من ربكة بين صفوف الداعمين للحرب.
إعلان مبادئ:
نقلت وكالة رويترز الإخبارية عن مصادر قولها إن قادة كبار من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اجتمعوا ثلاث مرات هذا الشهر في البحرين في أول تواصل على هذه الدرجة بين الجانبين المتحاربين منذ انفجار الأوضاع في السودان.
وقالت الوكالة إن اللواء شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، مثّل الجيش في العاصمة البحرينية المنامة، بينما مثّل قوات الدعم السريع اللواء عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
واسفر اللقاء المحضور من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات عن اتفاق الجانبين مبدئياً على إعلان مبادئ يشمل الحفاظ على وحدة السودان وجيشه.
لقاء مكاشفة:
ذهب كثيرون إلى أن ماتشهده العاصمة البحرينية المنامة ليس منبر جديد بمعزل عن مايدور في جدة، كما يقول الصحفي محمد سعيد لـ”راينو” ووصف ما حدث في المنامة بأنه محاولة لكسر الجمود الذي أصاب منبر جدة برعاية إقليمية ودولية الغرض منه المكاشفة ومناقشة مسائل يصعب مناقشتها في المنابر السابقة، وهذه الخطوة متوحد حولها الجيش و حتى الحركة الإسلامية ليست ببعيدة من تفاصيل ما يحدث في المنامة وستكون حاضرة حتى في حدوث أي اختراقات وتقدم في هذه اللقاءات. خاصة وأن مصادر تحدثت لـ”راينو” قالت إن ما يجري في المنامة هو (تفاوض الحركة الإسلامية مع الدعم السريع).
تشبيك منابر:
المحلل السياسي و الخبير الاستراتيجي دكتور أمين مجذوب أوضح لـ”راينو” أن منبر المنامة هو ليس منبر منفصل بل محاولة لتجسير منبري جدة والإيغاد، وظهر ذلك من خلال الحضور الإقليمي الكبير الذي يدل على التشبيك بين كل المنابر التي تسعى لحل الأزمة السودانية، واتخذت المنامة لأنها بعيدة عن الزخم الإعلامي ولأنها من المدن الهادئة، وقال مجذوب إن حدوث أي تقدم في هذا المنبر سيدعم ما تم التوصل إليه في 11 مايو و7 نوفمبر الماضي، ولا يمكن أن يؤثر نجاح أي مفاوضات أو تفاهمات على وحدة الجيش، لأن الجيش كتلة واحدة ومتفاهمة تتلقى تعليماتها من قيادتها، ومايشاع عن خلاف داخل الجيش غير صحيح، وأي تفاوض يحافظ على كرامة المواطن و وحدة الجيش وينهي هذه الانتهاكات سيكون مقبولاً من القوات المسلحة السودانية.
ويرى مجذوب إن العلاقة بين القوات المسلحة والحركة الإسلامية كانت في عهد النظام السابق و بعد قيام ثورة ديسمبر تم الفصل بين هذه العلاقة، لكنه أكد أن ما حدث مع بداية حرب 15 إبريل يوضح أن الحركة الإسلامية دخلت من باب الاستنفار ودعم القوات المسلحة، و “من تسبب في هذه الحرب أتاح للحركة الإسلامية التقرب مرة أخرى من الجيش وليس التغلغل، وهنالك فرق بين الدعم و الإسناد والعلاقة التي كانت سائدة طوال فترة النظام السابق” .