علي أحمد: إبراهيم جابر .. لا في الرِجال ولا النِسوانِ معدودُ .!!

64
الأستاذ علي أحمد..

لم أر في حياتي شخصًا بارداً وباهتاً وسمجاً مثل الفريق كوز/ “ابراهيم جابر”، مُساعد البرهان، الذي كرسّ حياته لتظل التعاسة والشقاء والكآبة باقية على وجوه السودانيين. كما لم أر في حياتي رجلاً مثله، يفترض انه (ابن بادية) يفتقد لقيم أهل البادية وكذلك للقيم الحضريّة، بل خالٍ من أي قيمة روحية أو إنسانية، لا أخلاق الإسلام ولا مروءة الجاهلية، ولا هو مخشوشن كعسكري ولا هو مسترجل كمدني، وكأنه من عناه الشاعر الجهبذ “المتنبئ” حين قال:

من كل رخو وكاء البطن منفتقٍ // لا في الرجال ولا النسوان معدودُ !

بعد اختفاء مُريب في بداية الحرب؛ ثم ظهور صامتٍ في اجتماعاتهم الزائفة بإسم السيادة التي اغتصبوها نهاراً جهاراً، ظهر جابر أمس في معسكر “جبل سركاب” بأمدرمان، مقر سكن و(قعدة) رفيقه ياسر العطا، ومعقل الكيزان وكتائب الظل، ظهر وقد تلبسته حالة الرجولة فصار يهدد ويتوعد ويُطلق الأمنيات في الهواء الطلق باقتراب ساعة النصر، ويتوعد المدنيّين- كدأبهم- بذات طريقة (العطا) الذي وعد بتحرير العاصمة في (أزبوعين) – كما قالها-، ثم شهر ، فشهرين، قبل أن يشطح وتذهب وعوده بعيدًا؛ من تحرير الخرطوم إلى غزو الإمارات، ولكن ظل الناس وعلى الدوام يجدون له العذر، ويتعاملون معه وفقًا لسماحة دينهم؛ (السكران حتى يفيق)، وظلوا لا يأخذون تصريحاته مأخذ الجد ويأخذونها تسلية وترفيهاً، وقد اكتشفوا لاحقاً ان تصريحاته تسير في متوالية هندسية مع نوع المشروب في الليلة التي تسبقها، حتى أنّ أحدهم عندما سمع تصريحه وتهديداته ضد دولة الإمارات الشقيقة، علق قائلًا: (قطع شك دا “عرقي عيش”)، وهو مشروب محلي رديء الصنع يُقطّر من الذرة “الفتريتة”، ويحتوي على نسبة عالية من الكحول، لا يشربه إلا من تخاصم مع إمعاءه وباع كليته للشيطان!

ذلك كان عن العطا، والحديث عنه دائمًا فكِهٌ ومُسلٍ، خصوصاً بعد أن كشفت الحرب عن مؤهلاته (الأرجوزية)، لدرجة أنه يأخذك عن موضوعك الرئيسي دون أن تدري، وموضوعنا هنا هو الكوز “ابراهيم جابر”، فيا تُرى ما الذي دفعه لإطلاق هذه التصريحات العنترية وفي هذا التوقيت؟ ولماذا هذا الاسترجال الفُجائي؟، وقد قالت العرب قديماً في أمثاله: “إذا استرجل الجبان فأعلم أنّ في الأمر مكيدة”، خصوصًا وأن جابراً هذا نشأ وترعرع في مراتع الكيزان، حيث الفساد والغدر والخيانة هي القيم السائدة، فهل استرجاله وانتفاخه هذا نتيجة لوصول الأسلحة الإيرانية؟ أم أنّ هناك مكيدة تُدبر بينهم، خاصة وأنّ ما يظهر على السطح من انسجام لا يعكس حقيقة ما بينهم من ترصَّدٍ وتربُصٍ تحت السطح، وهذا ديدن الكيزان، قلوبهم شتى ولكنهم يجتمعون عند أول خطر يتهدد امتيازاتهم الشخصية!

في تقديري المبني على بعض المعلومات المسربة من أوساطهم، أن هناك تحالفا ثُلاثياً يتشكل: (البرهان، العطا وجابر) ضد الكباشي، وربما تشهد الفترة المقبلة محاولة جدية للتخلص منه، ليس لأنه أفضلهم، فهو مثلهم في الفساد، وفي علاقته بالكيزان وولوغه في الخيانة وتورطه في دماء الأبرياء العُزل، كذلك ساهم مساهمة فعالة في الانقلاب، وفي إجهاض حلم أمة بأكملها، كما ساهم بسهم كبير في إشعال هذه الحرب اللعينة، ولكنهم هكذا لا يعيشون دون مؤامرات ودسائس، وما بينهم وبين الكباشي إنما هو إنعكاس للتباين داخل تيارات الكيزان، الكرتيين والآخرين، وبالطبع هذا مع دوافع عنصرية يجب أن لا نغفلها، معروفة عن قائد الجيش كما قيادته التي معه، ولكن هذه الخلافات ليست شأننا الآن، فقط نتمنى أن يحسنوا الذبح بينهم ويكرموا مثوى من سيسبق منهم.

أما في حال كانت زيارة جابر لأمدرمان بقصد إرسال رسالة تهديدية للدعم السريع – وأجزم أنها ليست كذلك- فإنّي أنصحهم لوجه الله والوطن، أن يبقوه بعيداً عن شأن وفعل الرجال، وإذا كان لابُدّ مما ليس منه بُد، فليتركوه – كما هو – يحارب مع أخوات ندى القلعة وشبيهات رشان، وكل من جاعت فأكلت من ثدييها، وهو أيضاً قد أدمن أكل الاثداء، وآخر مأكلته مبلغ (160) ألف من الدولارات، رضعها من ثدي الدولة دون جهدٍ، فقط مكافأة له بوصفه رئيس مجلس ادارة شركة (سوداتل)، لقفها هكذا ( والدنيا حرب) والناس في هلعٍ وفزعٍ والأطفال جوعى بعد أن جفت أثداء الأمهات الشريفات بفعل الجوع والخوف والقهر جراء الحرب التي شنها مع جماعته، فهل شبيه الرجال هذا إنسان دعك من رجولته؟!

أبشروا بطول سلامة يا “دعامة”.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *