علي أحمد: الحوثيون الجدد في “بورتسودان” .!!
أصبحت إيران قِبلةً جد
يدة لفلول الكيزان وقيادة الجيش الكرتي، فبعد أن ضاقت بهم الأرض بما وسعت؛ قرروا استعادة علاقتهم القديمة بالحرس الثوري الإيراني الإرهابي وتحويل البحر الأحمر إلى بؤرة إرهاب جديدة تُهدد الأمن والسلم الدوليين، وهذا ما لن يسمح به أحد في العالم والمحيط؛ بما في ذلك الدول المُطلة على ساحل البحر الأحمر من الجانبين.
تحاول عصابة (بورتسودان) ابتزاز المجتمع الدولي والإقليمي بالاتجاه نحو (فارس)، فالزيارة التي يقوم بها وزير خارجية علي كرتي حالياً إلى طهران، هي في الحقيقة برئاسة أحد مدراء جهاز الأمن والمخابرات الأسبق، ومستشار الرئيس المخلوع ووزير الرعاية الاجتماعية الأسبق، والقيادي بالمؤتمر الوطني، وأمين الأمانة السياسية الأسبق فيه، وسفير النظام المخلوع لدى إيران الأسبق (قطبي المهدي)، وهو رجل إرهابي كان يدير بيوت الأشباح في وقت ما إبان العهد البائد، كما أنه أحد كبار المضاربين في العملات الأجنبية وصاحب (وكالة الحياة) بالسوق العربي التي تعتبر واجهة لتجارة العملات الأجنبية بأسعار السوق السوداء.
ويحمل قطبي المهدي الذي رافق سراً وزير الخارجية المزوّر الكوز علي الصادق في زيارته إلى إيران لقباً أكاديمياً مزوراً، فقد ترك الرجل جامعة الخرطوم في السنة الثانية من التحاقه بها بعد أن فشل في العبور إلى الفصل الثالث، وهاجر إلى الكويت حيث عمل في وظيفة متواضعة بالشهادة الثانوية، قبل أن يعود مع انقلاب الكيزان حاملاً لقب (الدكتور)، إذ ادعى أنه حصل عليها من جامعة كندية حيث أقام هناك لبعض الوقت يدير بعض اللوبيات الإخوانية.
وقطبي، مرشح البرهان لتسنم منصب سفير السودان إلى إيران مجدداً، يكفي وحده ليعرف العالم من حولنا على خطورة هذه العلاقة، ليس على بلادنا فقط، فقد حولوها إلى جحيم من أجل استعادة سلطتهم الإنقلابية، بل على الاقليم والعالم برمته.
والكيزان كما هو معلوم، لا يتورعون في جلب جميع إرهابيي العالم وتحويل بلادنا إلى جزيرة للإرهاب الدولي العابر للحدود والقارات من أجل أن يسيطروا على مواردها، وقد سبق أن ضربت طائرات إسرائيلية مصالح إيرانية في الخرطوم، على رأسها مصنع اليرموك للأسلحة والذخائر (الإيراني) الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع حالياً، وقد أغرى البرهان بحسب تسريبات كثيرة، ملالي قُم، بإعادة المصنع وغيره من الممتلكات الإيرانية التي نهبها الكيزان بعد أن انقلبوا على بلاد فارس وتوجهوا نحو الخليج، بطريقة درامية أدهشت العالم كله.
كل ذلك مقابل عشرات المسيرات من طراز (مهاجر 6)، التي لن تحقق انتصاراً دون رجال خلفها. لكن قادة الحرس الثوري الإرهابي في إيران وحكومة ملالي قُم، لن يقدموا الكثير إلى هؤلاء الخونة، فهم يعرفونهم جيداً، إذا ما زالت ذاكرتهم متقدة بطريقة طردهم المذلة من الخرطوم، وكيف أشاع الكيزان حينها أن (الفرس بُخلاء) وأن زعيمهم الترابي عبّر عن ذلك بإهداءه لآية الله العظمى على خامنئي كتاب (البخلاء) للجاحظ، وهكذا من الفبركات الهزلية التي ينتجها هؤلاء القوم الحُقراء، على الدوام.
دع عنك إيران جانباً، وانتبه للمجتمع الدولي، الذي كما وجه ضربة قاصمة للحوثيين، عندما (فنططوا) وشرعوا في تهديد تهديد أمن البحر الأحمر أو الاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في المنطقة عبر باب المندب، حيث اضطرت شركات الشحن الكبرى إلى تحويل مساراتها البحرية إلى رأس الرجاء الصالح مما أضاف آلاف الكيلومترات وهدد برفع أسعار السلع والبضائع في جميع أنحاء العالم، فكان لا بد من ضرب الإرهاب الحوثي وسحقه، وبالتالي لن يسمح العالم الحر بحوثيين جدد ينطلقون من (بورتسودان)، وانتظروا الضربة القاصمة القادمة، ليست من الدعم السريع هذه المرة، وإنما من الولايات المتحدة والغرب، وهذا حق مشروع في مكافحة الإرهاب الإيراني الإخواني في المنطقة، وعلينا أن ندعمة بشدة، والله الموفق.