عااااجل: نائب والي ولاية جنوب كردفان يستقيل من منصبه.

72
محمد علي محمد، نائب والي ولاية جنوب كردفان المستقيل.

الخرطوم: بلو نيوز الإخبارية –

 

تقدم نائب والي ولاية جنوب كردفان، الأستاذ محمد علي محمد بإستقالته من منصب نائب والي، وقال “علي” قدمت إستقالتي، بعد مسيرة سياسية ونضالية حافلة بالبزل والعطاء والتصدي للنظام السابق وقياداته الفاشية بالسودان وجنوب كردفان على وجه الخصوص، الذي سقط بتصميم وعزم شباب ثورة ديسمبر المجيدة.

 

وقال “محمد علي” في منشور له؛ كان يحدوني أمل كبير في أن أتمكن من تقديم شيء او تحقيق هدف من أهداف ثورة ديسمبر لأبناء وطني بالسودان و جنوب كردفان خاصة، الذي عانى شعبها من ويلات الحروب و أفرازاتها التي دمرت و روعت الأمنيين، “بالقصف الجوي” لسنوات طوال.

وأضاف؛ تم تعييني في جنوب كردفان في منصب “نائب والي الولاية” وفقاً للمادة ’30″، “هياكل و سلطات الحُكم في الولايات و الأقاليم، أتفاق جوبا، نسبة “الحركة الشعبية لتحرير السودان _ جناح مالك عقار”، في ظل وضع متردي وإنقسامات حادة وسط الساسة و الكيانات السياسية في بلادي السودان ، الذي عانى شعبها العزيز من ويلات الحروب منذ الإستقلال، وكنت حريصاً على أداء واجبي كنائب للوالي على أكمل وجه و بذلت قصارى جهدي من أجل الوصول من خلال منصبي إلى أفضل مستوى فيما يتعلق برتق النسيج الإجتماعي والسعي لتقريب وجهات النظر بين المكونات الإجتماعية بجنوب كردفان و العمل على إستكمال السلام الإجتماعي بالحوار مع قيادات و رموز و أعيان وشباب جنوب كردفان الصابر، حتى لحظة نشوب الحرب الذي أشعلها فلول النظام السابق لقطع الطريق لأي وفاق بين أبناء الشعب السوداني و الإجهاز على ثورة ديسمبر و رموزها الأبطال، ومنذ بداية الحرب إلى يومنا هذا، انا ضد الحرب ومع أيقافها لتخفيف معاناة الشعب السوداني، وفي سبيل العمل على إيقافها أجريت وقتها حوار عميق و صريح مع مالك عقار عضو مجلس السيادة، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبر الأثير “بإعتباري نائباً للوالي و رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ت ولاية جنوب كردفان” وصوت المدافع تدوي والمعارك على أشدها كنت وقتها في حاضرة ولاية جنوب كردفان “كادقلي”، أشجعُه بضرورة أن يقوم بالدور الإيجابي في سبيل أن تقف الحرب قبل أن تتجاوز الشهر بالتحدث مع قيادة الجيش والدعم السريع، وكان مالك عقار إيجابياً للغاية وتصريحاته كانت تدل على ذلك، الألاف من السودانيّين كانوا يرجون منه خيراً بالتوسط و التوفيق بين الأطراف ، و بعدها بأيام “نتيجة إنقطاع شبكات الأتصال”، سمعت بأنه مرشح لمنصب نائب رئيس مجلس السيادة، بدلأ لقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، بالرغم من رداءة الشبكة في كادقلي لكن تمكنت من الحديث معه بطريقة مُختصرة “بأن لا يقبل بفكرة تعيينُه نائب رئيس مجلس السيادة”، وختمت حديثي بأن الوقت يحتاج لبطل يقوم بإيقاف هذه الحرب وليس لمناصب و حزرته بأن هذا “التعيّين” فخ للإيقاع به وتوريطُه !” فكان رده بأنه لن ينحاز لطرف بل أنه مُحايد ومُنحاز لخيار وقف الحرب، لكن بعد تعيينُه بأيام قليلة شعرت بتغيير يمضي بسرعة الصاروخ لتصريحات مالك عقار عضو مجلس السيادة، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان وتأكدت بأنه وقع في الفخ.

ووصلت لقناعة بأن الأمور لم تُعد تجري كما تمنيتها ، حيث تحول مالك عقار من مناضل من أجل قضايا المهمشييّن الذين تضرروا من “القصف الجوي و المدفعي نتيجة الحروب الطويلة الذي شنّتها الدولة على مواطنيّها” بمختلف أنحاء البلاد، إلى بوق للفلول و داعية حرب من أجل تحقيق مصالح ذاتية و شخصية بشكل أناني و نرجسي خاصة أنه لم يُعد يفكر في القضايا التي تمرد من أجلها على المركز “القابض” لسنوات تجاوزت الثلاثين، ودعمه للجرائم التي أرتكبها فلول النظام السابق داخل المؤسسة العسكرية، في خيانة بائنة لدماء الشهداء و الجرحى و الأرامل والشهداء و اليتامى من الجيش الشعبي “ضحايا القصف الجوي”.

دافعي وراء هذه الإستقالة لتأكيد و تجديد مواقفي المُنحازة لإيقاف هذه الحرب و لثورة ديسمبر المجيدة و لخيار إستعادة التحول المدني الديمقراطي.

إتساقاً مع مواقفي السابقة رفضت التماهي مع دعاة الحرب ، و إستمراري مع “حكومة الحرب” التي يُهيمن عليها الفلول في بورتسودان .

أخيراً نصيحتي لقادة الجيش البرهان، شمس الدين الكباشي، ياسر العطا، ابراهيم جابر .

عليكم أن تنظروا لأربعة سنين للوراء لتروا كيف صار الحال و المأل ، جاء ملايين الشباب السودانييّن والشابات السودانّيات “كنت أحد هولاء الشباب”، لأسوار القيادة العامة رافعين شعار السلمية والمصالحة بين الجيش والشعب، طلبوا “الحرية -؛السلام – العدالة”، فصار الحال الأن على النقيض، حرب و قتل و تشريد و ظلم و نزوح ..فهل تعلمون إلى أي مصير تقودون البلاد و ماهو مستقبلها في ظل نهجكم العقيم الذي أخترتموه و أختاره فلول النظام السابق.

ربما لا زالت أمامكم فرصة للإرتقاء لمستوى الأزمة و ذلك بأن تختاروا الإسراع بوقف الحرب فوراً و الإتجاه نحو تأسيس الدولة السودانية و إصلاح المؤسسة العسكرية وتكوين جيش واحد مهني .

بدلاً من الأخطاء المُدمرة التي أرتكبتموها بأشعال هذه الحرب و عدم القدرة على تحملها بدليل ذهابكم و جلوسكم في بورتسودان.

لكن بالرغم مضاعفتكم لمعاناة الشعب السوداني بعدم أعتماد الحل السلمي لهذه الكارثة، لدي قناعة بأن السودان سيخرج من هذه الأزمة قوياً و متماسكاً، و يُعم السلام و الاستقرار أرضنا. وسوف لن ينسى شعبنا من صادروا أحلامهُم في الاستقرار والتحول المدني الديمقراطي.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *