الدكتور محمد علي: يا دكتوره أماني الطويل .. مصر ليست غائبة عن المشهد السوداني كما تزعمين.!!
الدكتور محمد علي: يا دكتوره أماني الطويل .. مصر ليست غائبة عن المشهد السوداني كما تزعمين.
الدكتور محمد علي البدري .
ياسيادة الدكتورة أمانى الطويل: الحقيقة مرة ويجب أن نواجهها ونعدل المسار لمصلحة الشعبين. مصر ليست غائبة عن المشهد السودانى كما تذكرين..!
د. أمانى الطويل – للأسف الشديد- ليست صادقة فى أن السودانيين كتبوا إليها يلومونها على أن مصر غائبة عن الأحداث فى السودان، لأن جميع السودانيين (فيما عدا النفعيين والمنتفعين من مصر) يعرفون أن موقف مصر دائما مع أنظمة الحكم العسكرية الشمولية فى السودان، وضد رغبة شعب السودان فى حياة ديموقراطية سليمة، وليس صحيحا قولها (أن توازن الأحداث في السودان لن يستقيم دون دور مصري، أصبح يعترف به جميع الفاعلين، خصوصا الدوليين).
والحقيقة أن مقالها يحاول أن يحدث ضبابا لإخفاء موقف مصر الموجود بشدة وبطريقة (سلبية) في السودان، ونؤكد للدكتورة الفاضلة أن أحداث السودان وحروبه ومشكلاته يمكن أن تحل بطريقة حاسمة ببعد مصر عن السياسة السودانية نهائيا، لأن تدخلاتها سلبية منذ الاستقلال حتى الآن، ومربكة للمشهد السودانى الذى تريد تطويعه حتى ينسجم مع أهم أهدافها فى السودان، وهو أن يبقى السودان ضعيفا متهالكا غارقا في مشكلاته تحت حكم عسكرى متخلف يأتمر بأوامرها، حتى تصل مياه النيل إلي مصر فى أمان واطمئنان. مع أن أعظم مكاسب مصر تخص النيل، قد تمت فى عهد ديموقراطى وهى اتفاقية السد العالى..!
وهذا تلخيص للموقف المصري:
1/ وقفت مصر ومعها جميع أحزابها (فيما عدا حدتو)، وأدبائها واهمهم (طه حسين) وعناصرها الوطنية وأهمهم (مصطفى كامل) ضد استقلال السودان، وضد انضمامه للكومنواث البريطانى، وركزت كل سياساتها قبيل الاستقلال على أن يكون قرار السودانيين هو الوحدة مع مصر أو الإستقلال التام.(حتى يمكن الإنفراد به وتطويعه لصالحها وهو ما زال غضا طريا) (قصة صلاح سالم وقوله لعبد الناصر اعطنى نصف مليون جنيه وأجيب لك السودان فى جيبك، ورشوته لبعض الاتحاديين للتصويت للوحدة مع مصر ورقصه عاريا مع الجنوبيين) (المرجع: كتاب أمانى الطويل نفسه: العلاقات بين السودان ومصر وهو موجود على النت).
2/ محاولات خنق أى نظام ديموقراطى يحكم السودان بعدم التعاون معه حتى يستبدل بانقلاب عسكرى يتم تأييده والاعتراف به خلال ساعات من الانقلاب. وهكذا تم تأييد انقلابات عبود ونميرى والبشير والبرهان. (مع علمها أن النظام البشير نظام إخوانى وهو فى حقيقته ضد مصر، ولكن مادام سيضعف السودان فلا بأس من التعاون معه وتقويته ضد أى حكم ديموقراطى)..!
3/ وضع السودان تحت سمع وبصر المخابرات المصرية دائما لرصد أى قوى ديموقراطية تظهر للعلن (تفصيل ذلك فى النقاط التالية) ومد نظام البشير الاستبدادي بأسلحة وقنابل مسيلة للدموع لمواجهة ثورة الشعب السودانى عام 2019م.
4/ لمصر بعض التدخلات التى أججت الحرب الحالية ببقاء قواتها الجوية فى مروى بعد انتهاء التدريب بين عناصر من قواتها وكتائب من الجيش السودانى، (بقصد اعتبارها ورقة رابحة فى مفاوضات سد النهضة)، وهذا يعتبر اعتداء على السيادة الوطنية السودانية، وكان ذلك من نقاط الخلاف بين البرهان وحميدتى التى أشعلت شرارة الحرب.
5/ ساعدت مصر نظام البرهان على البقاء أطول فترة ممكنة رغم نقضه للعهود مع المدنيين، حتى لا تأتى قوى مدنية للحكم، ويحدث للسودان تحول ديموقراطى (غير مرغوب فى مصر) بعد 50 عاما من الحكم العسكرى الشمولى ساهم فى تخلف السودان عن بقية الأمم، رغم غناه بكل الموارد الممكنة طبيعية وبشرية.
6/ من أبرز تلك المواقف إفسادها لمحاولات تجمع القوى المدنية الوطنية (الحرية والتغيير- المجلس المركزى) المطالب بالحكم المدنى الديموقراطى والذى يمثل غالبية الشعب السودانى، بإيجاد بديل مساوى له وتجميعه فى مصر وتسميته بنفس الإسم (الحرية والتغيير- مجموعة القصر المؤيدة لإنقلاب البرهان ضد المدنيين)، والتى نطلق عليها فى السودان (جماعة الموز)، (وهى من بقايا فلول الإخوان المسلمين والمنتفعين).
إن محاولات الوقوف ضد القوى الوطنية الحقيقية فى السودان وإفشالها بدلا من الوقوف إلى جانبها ومساندتها كما كان يحدث فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لن يعود بالخير على العلاقات بين الدولتين فى المستقبل.
7/ مد البرهان بأسلحة فى حاويات وباصات مغلقة تحت شعار مساعدات للشعب السودانى، وهى محاولات مكشوفة يعرف حقيقتها أبسط رجل شارع سودانى..!
8/ تشجيع مصرللبرهان وعصابته من الفلول على الوقوف ضد كل محاولات (الإيقاد) فى أثيوبيا وجيبوتى لإيقاف الحرب، لأن ليس لمصر دورا فيها، وقد تسبب عدم دعم هذه المحاولات من أقرب الجيران، فقد حوالى 50 ألف مواطن قتلوا حتى الآن حسب آخر الإحصاءات التقديرية.
9/ آخر محاولات إفساد المشهد السودانى ومحاولات إيقاف الحرب، هو المحاولات المصرية الحالية فى إيجاد مجموعة (موز) أخرى مناوءة لتنسيقية (تقدم) المدعومة من قطاعات واسعة من الشعب السودانى..!
آخر كلام :
1/ كيف يمكن لمصر كسب الشعب السودانى بدلا من خسارته مدى الحياة بالاعتماد على العناصر السيئة من خونة الدين والوطن والشعب؟
2/ بعد مصرعن التدخل السلبى فى مشكلات السودان، وترك الشعب السودانى يختار النظام الذى يحكمه بعيدا عن تأثير مصر، يقيم جسرا متين البنيان بين الدولتين والشعبين مدى الحياة..!