تقرير: يكشف عن تناقص مؤيدي الجيش بسبب ممارساته ضد المواطنين.
تقرير: بلو نيوز الإخبارية –
بحسب تقديرات قادة القوتين العسكرتين “الجيش والدعم السريع”، ان عدد جنود القوات المسلحة يبلغ “205” ألف جندي موزعين على الفرق العسكرية وتستحوز الخرطوم على “60” ألف جندي من العدد الكلي للجيش، فيما يبلغ عدد جنود الدعم السريع نحو “60” ألف جندي كان هذا لحظة انطلاقة الشرارة الأولى للحرب .
وبعد مرور ستة أشهر من إندلاع الحرب، قفزت أعداد قوات الدعم السريع الى “مليون جندي”، فيما تناقصت قوات الجيش الى أقل “100” ألف جندي بسبب الهروب والقتل في المعارك والوقوع في الأسر.
وقال المستنفر في صفوف الدعم السريع، “أحمد بخيت” انه كان يعمل في تجارة المواشي بين اثيوبيا ومدني ضمن آخرين، في شهر اغسطس دخلت مواشيهم سوق مدني وفور فراغهم من عملية البيع وفي الطريق تم انزاله من عربة نقل عام واقتيد الى قيادة الفرقة الأولى، ليجد العشرات من الشباب من قبائل عرب كردفان ودارفور معتقلين، وسأله الضابط عن قبيلته بعد أن تمعن في بطاقة الهوية وهي اصدار مدني، منذ سنوات، علق الضابط أنت من حواضن المليشيا ووجودك في مدني بغرض الاستخبار لصالحها.
ويقول التاجر “بخيت” قضيت نحو 20سنة في الجزيرة ومتزوج منها، وصحيح انا من مواليد شرق دارفور مدينة “الفردوس” وطيلة هذه السنوات لم أتعرض عن سؤال القبيلة.
وبعد اعتقال دام شهرين أطلق سراحه ليغادر مدني مغاضب الى دارفور، ولكن في كوستي أيضاً تم إعتقاله من استخبارات الجيش، واقتيد الى الحبس، ليجده مزدحم بشباب من قبائل عرب دارفور وكردفان، ولما أطلق سراحه لم يجد بٌد من الانضمام الى قوات الدعم السريع مقاتلاً في صفوفها.
لجان مقاومة تتحول من الهتاف ضد الدعم السريع الى مناصرته.
كان مقرر لجان مقاومة جنوب الحزام “مكي الفاضل” يهتف في 25 أكتوبر في طرقات الخرطوم ايام المواكب الرافضة للانقلاب “العسكر للثنكات والجنجويد ينحل”
و”مكي” مثل ومثل غيره من السودانيين أضطر الى مغادرة حي الأزهري الى دارفور، وقال في الطريق وجدوا معاملة طيبة من عساكر “قوات الدعم السريع” في مناطق سيطرتهم من الميناء البري وحتى القطينة، ولم يسألوا مسافر عن قبيلة ولا مكان أهله ولكن عند مدخل “كبري” ربك بولاية النيل الأبيض، وجدوا عساكر جيش قاموا بتفتيش جميع المسافرين مع التركيز علي بطاقات الهوية، واضاف؛ تم اعتقال أي شخص من عرب دارفور وكردفان حتى لو مولود في الخرطوم، وقال؛ هذه المعاملات هي التى دفعته وعدد من اعضاء لجان المقاومة إلى الانضمام إلى قوات الدعم السريع، واصبحوا مقاتلين في صفوفها.
قطع الاتصالات لأسباب سياسية أم أعطال فنية؟
في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور كانت الشبكات متوقفة بسبب إشتداد المعارك، وتعرض بعض المحطات الى تخريب، ولكن عقب سقوط “الفرقة 16مشاة”، عادت شبكة سوداني للخدمة، قبل أن “تتوقف مرة أخرى”، وكان تفسير العاملين بشركات الاتصال ان الانقطاع لأسباب فنية، وكان المواطن الذي يدعم الجيش راضي بحرمانه من الاتصالات، ولكن بعد أن هددت قوات الدعم السريع شركات الاتصال الثلاث “زين ، سوداني وام تي ام” بعودة الخدمة الى دارفور وكردفان، أو قطع الشبكة عن كل السودان، وذلك بفضل سيطرتها على السيرفرات الرئيسية لشبكات الاتصالات الواقعة في منطقتي “جبرة والرياض”، وبالفعل نفذت تهديدها بعد انقضاء المهلة التي منحتها لشركات الاتصال
وقامت بقطع الشبكات عن بورتسودان وكسلا وكل مدن الشمال، وتأكد داعمو الجيش ان قطع الاتصال كانت لأسباب سياسية، وليست فنية.
وقال مهندس من “شركة سوداني” فضل حجب هويته، ان إستخبارات الجيش قامت بإستدعائهم عدة مرات، وفي كل مرة، يوجهون إتهامات لهم وللشركة بالموالاة إلى “التمرد”، وأضاف؛ ان المهندسون ردوا بأن قوات الدعم السريع توفر لهم الوقود والزيود مجاناً، وان الشركة مستفيدة من إستمرار الخدمة، وادرف؛ وافقت إستخبارات الجيش على إستمرار الخدمة، والزمت الشركة بتوفير الوقود والزيوت ولكن بعد أيام قليلة، تم إغلاق حساب “وكيل الشركة” الذي يوفر الزيوت والوقود، ولم يفتح إلا بعد توسلات لقادة الجيش.
وأشار “المهندس” إلى ان “المنهدسين” العاملين في مركزيات شركات الاتصالات معروفين لدى “قوات الدعم السريع” واضاف؛ ذات يوم تم إستدعائهم من قبل قوات الدعم السريع، للاستفسار حول قطع شبكات الاتصالات في دارفور وكردفان، هل لأسباب فنية أم سياسية، وقال؛ ان “المهندسون” أكدوا واعترفوا بان قطع شبكات الاتصالات كانت لأسباب سياسية من قبل إستخبارات الجيش، وأضاف؛ بعد هذه المعلومات، قامت قوات الدعم السريع، بإمهال شركات الاتصالات “72 ساعة” لعودة خدمة الاتصالات الى دارفور وكردفان، أو قطع الشبكات عن كل السودان، وفعلاُ نفذت قوات الدعم السريع تهديدها، بإيقاف مولودات الطاقة الكهربائية، على حسب تصريح مدير شركة زين الفريق الفاتح عروة.
لم تطول حيرة السكان في دارفور بسبب قطع الاتصالات حيث لجؤا الى شبكة اتصالات بديله والنت الفضائي، عن طريق خدمة “استار لنك”، وقامت حكومة بورتسودان، بمنع استخدام “استار لنك” في مناطق سيطرتها، بعد توقف شبكات الاتصالات في كل السودان.
ونشرت وسائل اعلام فديوهات تظهر صفوف لمواطني منطقة سواكن بشرق السودان ينتظرون الحصول على الخدمة، ونتيجة لازدحام المحلات، اظهرت الفيديوهات مشهد عصيب لمواطن يطلب السماح له بتجاوز الصفوف لظروف طارئة.
وبحسب متابعات ناشطين، ورصدهم لأحاديث وآراء المواطنين في بورتسودان حول قطع شبكات الاتصالات، أكدوا ان المواطنين صبوا جام غاضبهم على حكومة “البرهان” وقادة الجيش، وتحولوا إلى متعاطفين مع قوات الدعم السريع.