دعاية المهندسين .. وكتاب الصحاف .!!
دعاية المهندسين .. وكتاب الصحاف .!!
ابوعبيدة برغوث..
كنت وقتها اجلس امام شاشات قناة الجزيرة طول اليوم وهي تبث المؤتمرات الصحفية و تصريحات وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف وهو يتحدث للراى العام العالمى والعربى على وجه الخصوص بإتتصارات الجيش العراقي وسحقه للغزاة الامريكان وكنا وقتها ننساق وراء تلك الاخبار ونهتف معه ثم نخرج الى الطرقات مبشرين بالنصر المبين كان الصحاف يتحدث عن هزيمة الجيش الامريكى وقتها كانت القوات الامريكية قد دخلت مطار بغداد ثم المنطقة الخضراء وفرضت سيطرة كاملة على العراق ثم انقطع البث واختفى الصحاف كان وزير الإعلام العراقى يقرأ من كتاب جوبلز وزير الاعلام النازى وهو كان يتحدث عن تقدم الجيش الألمانى على جميع الجبهات فى اللحظة اسكت فيها الحلفاء مدافع جبال تافرونا الاستراتيجية وإنتحر هتلر
بالامس تابع السودانين الدعاية التى اطلقها فلول الجيش السودانى بتقدمه نحو المهندسين و التحام الجيشان ثم اردفوا بزيارة لقائد الجيش الفريق البرهان لوادى سيدنا و تهنئة لرئيس هيئة الاركان للجيش بالوصول الى المهندسين قبل ان يفضح جنود الدعم السريع هذه الدعاية و انتصارات الفلول الكذوب التي ينطبق فيها المثل القائل النصر في الرادي و الهزيمة في الوادي تلك الفرية التى نصبوا لها خيام الاحتفالات على مواقع التواصل الاجتماعى وقتها بث محاربوا الدعم السريع الاشداء فيديوهات من كبرى ود البشير وشارع العارضه بام درمان التى قال الفلول أنهم فرضوا سيطرتهم ليها وحظيت فيديوهات الدعم السريع بالملايين من المتابعين الذين اعتادوا ان يجدوا من هؤلاء المقاتلين الاشداء الحقيقة و عدم الكذب و النفاق وهى بمثابة تعاليم تلقوها منذ الصغر فى البادية وظل قائدهم محمد حمدان دقلو يذكرهم بها على الدوام وهو لا يكذب البته ولا يلج الى الخداع ولكن يعرف كيف يربك خصمة
تحولت بالأمس دعاية الفلول بإلتحام الجيشان فى المهندسين من نصر مبين الى سخرية فى مجالس السودانين وطرحت تساؤلات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعى عن مقدرة الجيش الى التقدم وتحقيق نصر وهو الذي ظل محاصرآ لمدة عشرة شهور لم يكسب معركة واحده فى وقت فشلت فيه كل محاولات الفلول بنفخ الروح فيه من خلال عملية الاستنفار التي ماتت في مهدها ثم المقاومة الشعبية التى هى الاخرى تترنح مابين القبول و الرفض يبدو ان الفلول يريدن من خلال دعاية الانتصار ان يرفعوا الروح المعنوية للجيش وخاصة المنتمين لمكونات من غرب السودان الذين بدوا يتساؤلون عن ماذا يقاتلون ولمصلحة من واذداد السؤال إلحاحآ بعد جريمة قطع لثلاثة رؤس من المواطنين الابرياء وهم حسب الذين غدروا بهم يعتقدون بانهم ينتمون الى المكونات الاجتماعية من غرب السودان وهى جريمة اكدت مدى سيطرت الجماعات الاسلامية المتطرفة منها داعش وتنظيم القاعدة وتنظيمات اخرى متطرفة عن مدى سيطرتها على الجيش السودانى
امس شهد العالم تلك الجريمة و تابعها الملايين من الناس واستنكروها ايضآ الا أن تلك المجموعات العنصرية و المتطرفة تبحث عن مبررات لمرتكبيها وتشجع على ارتكاب المزيد من الفظائع بحق المدنين وكان بيان الجيش هو الطامة الكبرى الذى جاء صادمآ وهو يتحدث عن التحقيق فى تلك الجريمة العنصرية لقد بات من الواضح أن جيش الكيزان قد زاق علقم الهزائم المتلاحقة لكنه كالغريق المتعلق بقشة.