علي أحمد يكتب: مليشيا الكيزان تقتل الشعب وتجوّعه .!!
مليشيا الكيزان تقتل الشعب وتجوّعه .!!
علي أحمد
تقرير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مترافقاً مع العديد من التقارير الأخرى لمنظمات عاملة في المجال الإنساني والحقوقي، تدق ناقوس الخطر بأن شبح مجاعة لا تبقي ولاتذر يلوح في الأفق.
الآن، هناك مجاعة في حدها الأدنى، لكن رقعتها تتسع وأسبابها تتبلور يوماً بعد آخر، خصوصاً وأن قائد مليشيا الإسلاميين وضابطهم الكبير في الجيش عبد الفتاح البرهان، لا يريد ايقاف الحرب، بل يضرب بطيرانه المواطنين العُزّل ويرمي عليهم براميلاً متفجرة ليجبرهم على ترك بواديهم وحواضرهم والنزوح منها إلى خارج البلاد.
ربما يريد الإسلاميون (فلول المؤتمر الوطني) بلاداً خالية من السكان، ليحكموا الأرض دون الشعب الذي يرفضهم رفصاً قاطعاً، فجميع العلل والمصائب بما في ذلك الحرب الراهنة، بسبب سوء إدارتهم وفسادهم لحقبة حكمهم التي استمرات أكثر من ثلاثين عاماً وما تزال.
تقول منظمة الأغذية العالمية في تقريرها أمس الأول، أنّ طفلاً واحداً يموت كل ساعتين في مخيم (زمزم) للنازحين بدارفور، بما معناه أن 360 طفلاً يموتون شهرياً، في المخيم الذي يضم 300 ألف نازح، جلهم نساء وأطفال ورجال كبار في السن.
بالنسبة لي، فإنّ هذه إبادة جماعية بدم بارد، فالبرهان وكيزانه يمنعون وصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى هذه المعسكرات، فيما تستخدمها الحركات المسلحة التي تتحالف مع جيش علي كرتي، لتحقيق مكاسب سياسية، دون أن تُقدّم شيئاً لمن تدّعي أنها تمردت للمطالبة بحقوقهم والدفاع عن قضاياهم.
الأكثر تضرراً من الحرب هي في الواقع شعوب الهامش – إن صح التعبير – لأن الجميع متضرر، عدا مُشعلو الحرب ومزودوها، فهؤلاء هربوا بأموال الشعب إلى مصر وتركيا واشتروا القصور والشقق وأسسوا لأعمال تجارية وألحقوا أبنائهم وبناتهم بالمدارس، وكأن لا حرب بالسودان، يحيون الحفلات الراقصة والماجنة، ينفقون أموال السحت والحرام بلا حشمة على الخلاعة والتفسُّخ، فيما يموت طفلاً سودانياً كل ساعتين ويا للحزن والأسى.
أكثر من نصف السودانيين في الداخل يحتاجون مساعدات إغاثية عاجلة، وإلا سيهلكون بالجوع، تقول الأمم المتحدة وتحذر، لكن مليشيات الإبادة الجماعية بقيادة كرتي والبرهان وكباشي والعطا وجماعات (بل بس)، مسرورة بالموت، سعيدة بالجوع، فرِحة بالدمار، من أجل تحقيق أحلامها الصغيرة (العودة إلى الحكم، الانتقام لسرقة سيارة، أو فقدان جرامين ذهب) أو أمور من هذا القبيل؛ تجعل هؤلاء البلابسة الحُقراء يضعون وجود الوطن كله مقابل فقدهم البسيط، فيما هم سرقوا أموال الشعب وغادروا إلى الخارج، لذلك لا يريدون للحرب أن تتوقف؛ يحولون دون المفاوضات، ويقفون حجر عثرة أمام تحققها.
يالهم من أوغاد دون ضمائر ولا إنسانية.