فاطمة لقاوة تكتب: معضلة الراهن السياسي في السودان .!! -(1).
- معضلة الراهن السياسي في السودان .!! -(1).
فاطمة لقاوة.
قراءة المشهد السياسي السوداني ما بعد حرب ١٥أبريل المشؤمة – التي أشعلوا فتيلها عصابة الكيزان – مرتبط بالتعقيدات السياسية السودانية المُمتدة مُنذ قُبيل الإستقلال ،والشعارات الخاطئة التي صاحبت تلك الفترة-(شعار:تحرير لاتعمير)-والإنقسامات السياسية بين الأحزاب السودانية التي إختارت طواعية الولاءات الخارجية -“نظام سيدي بسيدا”-ولم تستطع الفِكاك منها ،فأصبح الوضع في السودان شائك وشجرة الصراع السوداني متشابكة الجذور ما بين التنافسات الحزبية والمطامع الشخصية وإرتباط المصالح بين النُخب المركزية والتقاطعات الخارجية.
ليس عَبطاً أن يختلف كوادر حزب الأمة السوداني مع القوى السياسية الأخرى وينادوا بالسودنة بينما يختار عناصر الحزب الإتحادي وحدة وادي النيل!وليست صُدفة أن ترتمي أحزاب اليسار في أحضان دول المحاور التي تتحكم في مصير الشعوب في مناطق النزاعات المُصطنعة في الشرق الأوسط.
معظم المشاهد في السودان مصنوعة صناعة منذ إنطلاق التمرد في توريت قبل الإستقلال وتعامل الحكومة المركزية الجهوي في إدارة صراعاتها ضد حركات التمرد الرافضة لهيمنة المركز ،ومحاولة الساسة المركزيين المستمرة في صناعة بؤر الخلافات القبلية والجهوية بين شعوب السودان وضمان هشاشة البيئة الإجتماعية السودانية واللعب على حبل التناقضات الجهوية وإستغلال عاطفة الشعوب ضد بعضها البعض من أجل إدارة نُخب المركز لصراعاتهم السياسية ومحاولة حسمها بالكرت القبلي الرابح في نظرهم.
ما يدور اليوم في السودان بسبب أحقاد الكيزان على الشعب السوداني ،وضعف شخصية البرهان الذي لا يمتلك إرادة حقيقية ويفتقد الروح الوطنية،وإستهبال بعض النُخب السياسية التي تحاول التزحلق السياسي الرخيص فوق جماجم الشعب السوداني للعبور نحو كراسي السُلطة دون ضمير إنساني ،يُعد جريمة في حق المواطن السوداني الذي لم يعد يقوى على تحمل ويلات الحرب.
هُناك أيادي خفية تُحرك المشهد السوداني نحو الدخول في حروب أهلية تمهد الطريق نحو تقسيم مُحتمل للسودان .
ألم يتعظ هؤلاء من تجارب إنفصال جنوب السودان ونشأة دولته الضعيفة التي ورثت الصراعات من الدولة الأم، و أصبحت عبئاً على المجتمع الدولي؟!.
السودان يُعد قلب أفريقيا النابض ومفتاح التواصل الإستراتيجي بين قارات العالم، وساحل البحر الأحمر اصبح محط أنظار للجميع،إلاَّ أن رعونة البرهان وإفتقار عصابة الكيزان للعقول المُخططة بصورة عميقة، قد يجعل من السودان بؤرة صراع عالمي يزيد إشعال المنطقة ويدخل العالم أجمع في نفق الفوضى الخلاقة التي ستؤثر سِلباً على الدول العُظمى ويهدد مصالحها في المنطقة.
حرب ١٥أبريل أحدثت تحولات تاريخية عظيمة وكشفت الغِطاء عن الإستهبال السياسي للنخب المركزية القابضة على مفاصل الدولة السودانية،والتي ظلت توظف قُدرات القطاعات الحكومية لخدمة مصالحهم دون الإلتفات لقضايا الشعوب الأساسية.
المعضلة الحقيقية التي تقف عقبة أمام إدارة الأزمة السودانية تبدأ بالحقد داخل نفوس النُخب المركزية والقيادات الكيزانية التي تدير الحرب الإنتقامية ضد الثورة السودانية وحماة الثورة،وتساهل المجتمع الدولي وعدم إستخدامه للعصا التي يمكن أن تهش قطيع الكيزان الطامع في العودة لكراسي السلطة.
ولنا عودة بإذن الله