أيوب عثمان نهار يكتب: زيارة البرهان إلى طرابلس التوقيت والدلالات .!!
قام قائد جيش الفلول الإرهابى المتطرف البرهان بزيارة إلى طرابلس اليوم الإثنين التقى خلالها المنيفى رئيس المجلس الرئاسي الليبى وكذلك التقى بالغريانى الزعيم الروحى للإخوان المسلمين فى ليبيا والصديق المقرب للداعشى عبد الحى يوسف علما بأن المتطرف الغريانى متهم رئيسى بالتحريض لقتل السفير الأمريكي فى بنغازى.
زيارة البرهان تأتى فى إطار ترتيب تحالف يشمل ليبيا قطر تركيا من أجل إيجاد مخرج للجيش السوداني الذي تمت هزيمته وإذلالاه بواسطة قوات الدعم السريع فى حرب 15 أبريل الأخيرة حيث فقد الجيش 80% من مقاره العسكرية وكذلك من مساحة السودان الكلية زيارة البرهان يمكن توصيفها بأنها لقاء المأزومين فالدبيبة يسيطر على ثلث مساحة ليبيا فيما تسيطر قوات اللواء خليفة حفتر على ثلثى مساحة ليبيا المتبقية بما فيها الحدود الليبية السودانية مما يعنى بأن هذه الزيارة ليست لها أى قيمة سياسية بل تأتى خصما على الدبلوماسية السودانية التى ظلت تترنح وتتخبط من أجل التحالف مع اى طرف إقليمى له القدرة على قلب موازين المعركة لصالح الجيش المنهزم والذى لم يستطيع أن يحرز أى تقدم ميداني يذكر بعد مرور 11 شهرا منذ إندلاع الحرب في السودان فى 15 أبريل تاريخا الماضى.
على صعيد الجانب العسكري يبدو أن البرهان يريد أن يستنسخ وينقل تجربة مقاتلى جبهة النصرة الإرهابية وداعش السورية في طرابلس عندما شاركوا عبر تركيا في معارك شرق ليبيا مما ساهمت في منع سقوط العاصمة فى يد قوات خليفة حفتر هذا النموذج لا يمكن أن ينجح فى السودان نظرا لاختلاف ميدان المعركة ليبيا ليست السودان ومقاتلوا الدعم السريع أثبتوا كفاءة قتالية عالية بالرغم من محدودية تسليحهم مقارنه بالجيش السودانى الذى يقولون بأن عمره أكثر من مائة عام ولم يكونوا جاهزين للحرب التى فرضت عليهم ولكنهم إستطاعوا أن يقلبوا المعركة لصالحهم ليبيا ليست لديها أسلحة نوعية يمكن أن تقدمها للجيش السوداني فالتقارب السوداني الإيراني وتزويد السودان بمسيرات المهاجر 6 لم تحدث أى فارق فى سير المعارك وترجيح كفة الجيش كما كان يعتقد أنصار النظام البائد السلاح لا يقاتل تقاتل عزيمة الرجال وهو ما يفقده الجيش حيث لا وجود للجيش حاليا في السودان فى ميادين القتال انما تقاتل كتائب البراء بن مالك الإرهابية والضباط من الإسلاميين المتطرفين.
ختاماً يجب التنبيه بأن مصر السيسي والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات لن يسمحوا بنشوء بؤرة إرهابية جديدة في السودان تضاف إلى البؤر الإرهابية الموجودة اصلا فى ليبيا وتعزز من التحالف الليبى القطرى التركى ليضاف إليها السودان كما أن قوات اللواء خليفة حفتر التى تسيطر على غرب ليبيا وعلى الشريط الحدودى بين السودان ولييبا أيضا لن تسمح بأى تحركات تهدد من نفوذها وأمنها بصورة تهدد عمقها الاستراتيجي إجمالا هذه الزيارة فاشلة بكل المقاييس عطفا على زيارات البرهان الخارجية التى لم يجنى منها سوى السراب ومزيد من العزلة الدولية والعقوبات وربما قريبا العودة إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب.