نقابة الأطباء تحذر من تدهور الوضع الصحي في شرق دارفور
قالت نقابة الأطباء في السودان إن الوضع الصحي في شرق دارفور تدهور بدرجة تهدد استمرارية الخدمات الصحية بسبب توقف أغلب الطواقم الطبية عن العمل لعدم صرف الرواتب لأكثر من سبعة أشهر.
وصف تقرير نقابة أطباء السودان الوضع الصحي في شرق دارفور بالمأساوي، وقال إنه يتطلب “تدخلًا عاجلًا ومسؤولًا” من جميع الجهات ذات الصلة
وأضح تقرير ميداني من اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أن الوضع الصحي في شرق دارفور “يزداد سوءًا” بتفشي حالات الملاريا وحمى الضنك نهاية موسم الأمطار، لافتًا إلى أن هناك “حاجة ماسة إلى حملات رش ومكافحة الطور الناقل للأمراض وتوزيع الناموسيات”.
وأشار تقرير نقابة الأطباء السودانيين إلى توقف الإمداد الدوائي الحكومي منذ بداية الحرب بما في ذلك أدوية الطوارئ، مبينًا أن الدواء في شرق دارفور متوفر فقط في السوق الموازي ويأتي بطرق “غير مشروعة من دول الجوار ودون رقابة”.
وبحسب تقرير النقابة، يعمل في مدينة الضعين عاصمة شرق دارفور نحو (100) طبيب في القطاعين العام والخاص، بمن فيهم الأطباء النازحون من ولايات دارفور الأخرى.
وفي مستشفى عديلة الريفي، يقول تقرير نقابة الأطباء إن (10) أطباء يواجهون “ظروف عمل قاسية” مع توقف جميع الطواقم الصحية الأخرى عن العمل، بما في ذلك خدمات النظافة والحراسة.
ووصف التقرير الوضع الصحي في شرق دارفور بالمأساوي، وقال إنه يتطلب “تدخلًا عاجلًا ومسؤولًا” من جميع الجهات ذات الصلة، لافتًا إلى “التطورات الأخيرة وتصاعد وتيرة الأحداث في ولايات دارفور، وما نجم عنها من تداعيات إنسانية وصحية خطيرة، نتيجة الاشتباكات العسكرية”.
وقبل نحو شهر، سيطرت قوات الدعم السريع على الضعين، عقب انسحاب الجيش من وحداته بما فيها مقر قيادة الفرقة (20) مشاة بالمدينة، بعد اشتباكات وصفت بالمحدودة بين الجانبين.
وقال التقرير إن الأوضاع الصحية في ولاية شرق دارفور “تدهورت تدهورًا ملحوظًا”، وأصبح الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية –حسب التقرير– “أمرًا شاقًا”، فيما تواجه الطواقم الطبية “صعوبات جمة في أداء واجباتها الإنسانية”، فضلًا عن “النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وهو ما يضاعف من معاناة المصابين النازحين والمرضى” – وفق التقرير.
وأشار تقرير نقابة الأطباء إلى ما سببه النزوح الجماعي للمدنيين من مناطق دارفور من “تكدس النازحين في تجمعات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة”، محذرًا من أن هذه التجمعات تعد “بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة”.
وخرجت نحو (70%) من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة في مناطق الاشتباكات في أنحاء البلاد حسب التقارير الرسمية، وسط تفشي الأمراض والأوبئة في نحو تسع ولايات تشهد تكدسًا بالنازحين جراء الحرب.
وطالبت نقابة أطباء السودان “طرفي الصراع” بوقف القتال فورًا. ودعت المنظمات الإنسانية والصحية العالمية إلى “تكثيف جهودها لإغاثة المتضررين وتوفير الدعم الصحي العاجل لولايات دارفور”. وناشدت النقابةُ السلطات المحلية ووزارة الصحة الاتحادية بالعمل على “إيجاد حلول فورية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية”.
مصدر الخبر/ التر سودان