فارس موسى محمد: يرد على اسئلة دكتور محمد جلال هاشم، لدكتور الوليد مادبو .!!

316

فارس موسى محمد ..

“العالم مكان خطر جدا للعيش فيه.. ليس لكثرة الأشرار فيه بل لصمت الأخيار عما يفعله الأشرار”.

قرأت الاسبوع الماضي مقالاً للدكتور محمد جلال هاشم موجهاً فيه حوالى العشرة اسئلة للدكتور الوليد مادبو. مادة الاسئلة التى استند عليها الدكتور محمد جلال كانت دردشة خاصة مع صديقه د مادبو. اود أن الفت انتباه القارئ، انه، ليس من الاخلاق فى شيء وليس من حق الدكتور هاشم التصريح بما دار بينه وبين صديقه مادبو دون الاستئذان وموافقة الدكتور الوليد. وهذا خرق للمواثيق الاخلاقية بين البشر الأسوياء دعك من الاصدقاء! وقد برر دكتور محمد جلال نشره بان هذه الحواريه كانت بشأن عام ، وحتى لو صدقت يا دكتور ونتفق معك بخصوص الشأن العام، إلا ان منبرها لم يك عاماً، لانها لم تكن على صفحات الصحف او مواقع التواصل او القنوات التلفزيونية. وهذا نوع من أنواع الكذب الصراح ! والكذب سقوط اخلاقي لانه يفقد الثقه في الكذاب.

الأمر الآخر، المتعلق بالتوصيف الأثنى الذى أستخدمه الوليد مقيداً ولم يطلقه على كل الشوايقة كأثنية. فالوليد اراد مجموعة محددة من هذه الإثنية هي المسؤولة عما حاق بالسودان من أذى وهم كأشخاص تولوا اخطر المهام في الهيمنة الانقاذية ذات الاساس الاسلاموعروبى ولا زالوا، وهم على سبيل المثال (علي عثمان عراب الإنقاذ ووريث الترابي الأب الروحي لها وعوض الجاز المسؤول العسكري الأول في التنظيم من الانقلاب الى السقوط وعلي كرتي الامين العام للحركة الإسلامية حتى الآن والممسك بخيوط التنظيم في الجيش والاجهزة الامنية وصلاح قوش رجل المخابرات والمعلومات المتحكم مع كرتي في الإدارة المدنية والسياسية لهذه الحرب الحالية لدرجة شمول العقوبات الامريكية للاوفاك لهذين الاخيرين بسبب دورهما في الحرب. فالجميع يعلم ان الشايقيه مثلها مثل قبيلة الوليد وهاشم وكاتب الردود فيها الشرفاء النبلاء واللصوص والخونه والمجرمين. فالشايقيه قبيله لها حضورها الطاغي كل مناحى الحياة السودانية، والكاتب هنا يهمه الشرفاء الذين تسلقوا المشانق مبتسمين وفتحوا صدورهم للرصاص هاتفين بحب السودان الوطن الواحد ومهروا بدمائهم أرضه الطيبه من اجل الحق والخير والجمال.

انتهج الكاتب، الدكتور المأزوم محمد جلال في طرح اسئلته على صديقه، نهج غرف التحقيق الامنيه لانتزاع (اجابات) من المحقق معه، هنا دكتور مادبو، بغرض الادانه، ومن ثم سحله واغتيال شخصيته وتهديد وارهاب كل من يفكر في الجهر بتعرية الدوله العميقه التى صار الكاتب يدافع عنها اكثر منّ كتائب البراء بن مالك. ولأن الكاتب، دكتور هاشم، مع توجيهه الاسئله للدكتور الوليد قد قام بنشرها في الفضاء العام ولم يخص بها محاوره المتهم في الاسئله. استأذنت من الدكتور مادبو بالرد على بعضها لعلها تشفي غليل مرارات وهزائم دكتورنا الزينه الذى كنا نضعه فى مراتب الثوريين والمعلمين. وها هى بعض اجاباتى:

السؤآل الاول:

ليست كل النخب هى نفس النخب!

النخب التى دابت على تجييش المليشيات هى نخب المركز التابعه للحركه المتأسلمة والنخب التى سبقتها في حكم السودان، والاخيره بحكم إرتباطها الايدولوجي تجدها من غالبية المكونات الاجتماعية لنخب الوسط والشمال النيلى يا دكتور محمد جلال . فالغلبه كانت دائما للنهريين من اخوان الشيطآن العنصريين فقط. اما نخب الريف، فقد انقسمت على ثلاثه مجموعات وهى اولا، اتباع المركز وهؤلاء ، لا يملكون من امر القرار شيئا وهم في غيهم يعمهون! وهم من أطلق عليهم شباب الهوامش (الفلنقايات). ثانياً، نخب النضال المسلح وهولاء انت ادرى الناس بهم، وفيهم من اصبحوا مصارعين في حلبات كلوزيوم روما لنيل الاعتراف وحيازة بطاقة نادى علية القوم كما أطلقت بنفسك عليهم هذا التوصيف ! وفى نخب الريف من لا يزالون قابضين على جمر مشروع السودان الجديد، مشروع دولة المواطنة بلا تمييز. ثالثا واخيراً، نخب الريف المدنيين والمعارضين للحاكورتين، حاكورة الافندية بنت مؤسسات الجلابه و (حاكورة) الاخوان المسلمين النهريين العنصريين.و انت تعرف موقع دكتور الوليد من هذه النخب مثلما كان يعرف موقعك القديم وموقعك الجديد الانى. فالوليد من انصار المشروع النهضوي التنموى وليس من انصار الكارتيلات والانكفاءات الجهويه المريضه. فهو من عينة المثقفين الذين يمشون امام الجماهير وليس خلف الجنرالات اللصوص التعساء وانت الادرى به منى.

السؤال الثاني:

الاجابه مبدئيا قطعا بلا. اما جميع تجارب حركات النضال المسلح فى الهوامش لها مثل الدعم السريع انتهاكاتها لحقوق الإنسان في صراعها الطويل مع المركز وحلفائه، وكلها موثقه بواسطة المنظمات السودانية والأجنبية والضحايا، ولم يتفوق على الحركآت والدعم في الانتهاكات سوى مليشيا الحركه الاسلاميه العنصريه التى تدعمها بالقلم والهتاف! وما تسميه جزافاً بجيش الدوله السودانيه الوطنيه والذى افترسته ضباع الحركه الإخوانية المجرمه ورمت عظامه للدعم السريع.

السؤآل الثالث:

لم يشر دكتور مادبو قط لاى اهداف نبيله لقوات الدعم السريع ومواقفه تجاه انتهاكاتها الموثقة وجرائم قيادتها ايضاً. بالمقابل، ماذا تسمى انتهاكات المليشيا الام، مليشيا الاسلاموعروبيين التى كنت تندد بها زهاء الاربعه عقود والان منذ اندلاع حرب السلطه العبثيه صرت بوقاً لها تدافع عنها وتصمت عن انتهاكاتها بحجج أوهى من خيوط العنكبوت!!

السؤال الرابع:

افعال مليشيا الدعم السريع ومليشيات الحركه الاسلامية العنصريه لم تبدأ بعد ما حدث في المناطق المذكوره في سؤالك. لم يؤيد د مادبو هذه ولا تلك وظل موقفه ثابتا من انتهاكات المليشيتين عكس موقفكم كمثقف يفترض ان يكون ضميره صاحياً دائمآً وان لا ينحاز لمنتهك مهما كانت الدوافع والأهداف، خاصة إذا كان يحسب نفسه ضمن زمرة المدافعين عن حقوق الإنسان. فجل محاولاتك منذ بدء الحرب ، ظللت تحاول قسراً ادخال حاكورة الحركه الإسلامية العنصريه تحت مظلة الدوله الوطنيه المحترمه ذات السياده الوطنيه ولها جيش وطنى، فباءت جميع محاولاتك بالفشل وخاصةً إذا كان هذا المنتهك صاحب السوابق الأكثر عدداً والاسوأ طوال تاريخه، وتاريخ السودان الحديث.

السؤال الخامس:

ايراد دكتور الوليد لما حدث من انتهاكات الدعم السريع فى الجزيره ليس لشرعنتها، بل ان ما أورده يعتبر تحليلاً للحاله النفسيه لمقاتلي الدعم السريع نتيجة شعورهم بالغضب لما حصل لاهلهم فى مدنهم وقراهم. اما إداناته لانتهاكات الدعم السريع فهى كما ذكرت موثقه وقياده الدعم اعترفت بها. هل أدنتم انتهاكات مليشيات الحركه الإسلامية العنصريه بما ظلت تفعله ببقية المكونات التى لا تنتمى لحواضنها وما تفعله بمكونات د مادبو الاجتماعيه على مستوى الأفراد والجماعات؟ هل اعترفت قيادات مليشاتك العنصريه يا دكتور محمد جلال يوما وأحداً باى انتهاكات لحقوق الانسان في اى بقعه من بقاع السودان ؟ وحققت مع مرتكبيها وقدمتهم لمحاكمات؟ مثلما تحقق مع الوليد وتحاكمه! ان دولتك المتوهمه وقيادتها متهمه بذلك وقد قدمت الادلة والبراهين عليها بارتكاب جرائم الإباده وجرائم الحرب والجرايم ضد الانسانية وانت يا دكتور تجلس وتحبس د الوليد فى دهليز تحيزاتك المعلنه لتحقق معه كمجرم، بماذا؟ بدردشة بين اصدقاء! وهو الذى لا يملك سوى قلمه يا للعجب.

السؤال السادس:

عليك بتوجيه هذا السؤال لقيادة الدعم السريع فالوليد لم يك ولم يدع يوما واحدا انه منهم وان ربطته بهم روابط الدم والأرومة ، وهو ليس ناطقاً رسمياً لقواتهم. اما الفقره الاخيره فى سؤالك لا اتفق معها لان الدوله الوطنيه، التى تجتهد صباح مساء لتسقطها على حاكورة كرتى واخوانه، لم تتأسس بعد في السودان وبالتالي ما توصفه جزافاً بالمعالم النظاميه هى اليات قهر دولتك الاسلامويه العنصريه.

السؤال السابع:

لم اتوقع ان تنحدر بك مراراتك الشخصيه وهزيمتك النفسيه لتجعلها وقوداً لكرهك لاهل غرب السودان عامة ولاهل الحزام الرعوى المتجليه فى خطابك منذ اندلاع الحرب، وتدحرجك لهذا الدرك اللئيم يا دكتور محمد. فأهل غرب السودان، زرقه وعرباً هم ضحايا سياسات المركز الذى كنت تنافحه مع الوليد كتفاً بكتف… الست انت الذى كتبت فى بداية الحرب على ضرورة التمييز بين الدعم السريع كمليشيا وبين المكونات الاجتماعية التى تنحدر منها غالبية القوات التابعه للدعم السريع؟ باستجوابك الرخيص هذا، وان تفتش فى الضمائر بهذا الأسلوب الخسيس الخبيث وتطعن ظهور الاصدقاء وتشتمهم ليل نهار، هذا الأسلوب لا يشبه العلماء ولا الاحرار الشرفاء، تريد ان تغتال رفيقك على مذبح الانتماءات الجهويه لترفع أسهمك امام الطغمه الأكثر انتهاكا لحقوق الشعوب السودانيه قاطبه. هذا هو سلوك مخافر بيوت اشباح الطغمه العنصريه الفاسده والمفسده حتى لعلماء التحيزات الجهويه المتفلتة.

السؤآل الثامن:

لك كامل الحق في تأويل كتابات ومواقف دكتور مادبو وكما يحلو لك، طالما أعطيت نفسك سلطة البحث في الضمائر وإصدار الأحكام… الجميع يعلم ان قوات الدعم السريع قوامها هم الرزيقات ومعهم العطاوه ومن تحالف معهم لاحقا من بقية المكونات. ومن قام بتكوينها معروف، وأهدافه معروفه ومن يدعمها ايضاً صار معروفاً للجميع. لم تقم قبيلة الرزيقات، ولا المكون الاجتماعي الكبير العطاوه بتكوين الدعم السريع ولم يفوض احداً غير الذين انتموا بحر ارادتهم لهذه القوات التى شرعنت لها حاكورة الإخوان المجرمين، وقادتها لم يتحدثوا يوما باسم مكوناتهم الاجتماعية الصغرى او الأكبر، فلماذا تقوم ما تطلق عليها بالدوله القوميه وجيشها الوطنى بقصف وقتل المدنيين الأبرياء العزل فى حواضن مكونات قوات الدعم السريع،؟ وهم ضمن رعاياها واين إدانتكم لذلك؟

السؤآل التاسع:

اولا السؤال خاطئ جملة وتفصيلاً وانت تحاول عبره بدهاء لتثبت فرضيتك الفطيره المتهالكه بأنّ مليشيات الحركه الإسلامية العنصريه هى جيش قومى فى نظرك! وانت ادري الناس بانها لا علاقة لها بالقومية. عليه، من اسخف حوارات السودانيين ان يضع احد المتحاورين كلاماً في فم محاوره ويقوم بالرد عليه لكسب نقاط فى الحوار! لعمرى هذا هو الذى رأيته في سؤالك لدكتور مادبو بخصوص المفاضله بين المليشيات المتقاتلة! فلا الجيش جيش وطنى وقومى كما ظللت تجتهد لتسقط عليه ذلك منذ بدء الحرب، ولا المليشيا التى أنجبها من صلبه ودكتور الوليد من الذين قالوا بذلك مراتٍ عددا ولكنه الغرض، والغرض مرض. لذلك اقول لك هذا السؤال لا يستحق عناء الاجابه.

السؤآل الأخير والعاشر:

لم ينحاز الوليد يوماً لمليشيا الدعم السريع فقد كان منحازاً منذ البدء للثوره ولجموع السودانيين والسودانيات الذين يسعون لأجل تأسيس وطن للجميع تحترم فيه حقوق الانسان السوداني دون تمييز وتحذيره للجنرال العنصري المخبول ياسر العطا يتأتى في اطار هذا الفهم الواسع وليس التحيز القميء الذى تحاول ان ترمى به الوليد وانت من اصتطف مع مليشيا الإخوان العنصرية قبل ان تعرف من الذى أطلق الطلقه الاولى. دعنى اسألك أنا هنا، ما العيب في ان يدافع الوليد عن اهله؟ الم تدافع عن اهلك حينما شرعت ذات العصابه التى تدافع عنها اليوم في تدمير مجتمعات اهلك ببناء السدود؟ وما يتعرض له اهل الوليد اليوم، ليس في بقعه واحده، بل في كل مناطق سيطرة مليشيا الأخوان المجرمين ويتم استهدافهم على الهويه وينحرون كالشياه وتقطع رؤوسهم ويرقص حولها اتباع من تطلق عليها دوله! لمليشيا الدعم السريع قوات منتشره فى ثلثى السودان لماذ يستهدف طيران المليشيا الام المجرمه قرى ومدن المدنيين من اهلنا.

لن ترهبنا ترهاتك وتحقيقاتك واستهدافك للوليد فهو ونحن جميعاً من أرومه لا تهاب الدواس وليس هناك من يزايد على اصالة انتمائنا لهذا الوطن المنكوب ولا نستجدى اعترافاً من احداً وسنظل ندافع عن اهلنا وعن كل الغلابه والضحايا لدويلات المركز اللعينه وحكوماتها النهابه العنصريه الكتاله.

اختم بما كتبه الصديق العزيز صاحب القلم الجسور عثمان نواى واقتبس “ان قواعد اللعب التي تحدد إطار الفضاء العام لمشاركة الأفكار والتعبير عن الرأي وطرح مشاريع التغيير السياسي والاجتماعي في السودان، لم تنجو من أن تكون تحت رحمة القلة التي تضع خطوط اللعبة في الواقع السوداني علي كل مستوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضا. ولذلك فإن القوالب المريحة المفصلة علي مقاس وحجم هذه القلة المهيمنة علي السودان دولة وشعبا هي التي تتحكم في وتصدر أحكاما قيمية في مدي صلاحية أو عدم صلاحية مشروع ما، او فكرة ما أو حتي وجهة نظر ما. في هيكلة مترابطة من النظام الأبوي المغلق علي نفسه حيث أن بطرياركية المعرفة والتنوير والتحضُر يحتكرون عمليات التعميد للدخول في عباءة المرضي عنهم، ولكي يتم اجازتهم من قبل هذه البابوية الأبوية المقدسة التي تقيس الحقيقة علي مقاسها فقط.” آنتهى الاقتباس.

 

https://www.facebook.com/share/p/Fz6GFNkGpbgqNHSc/?mibextid=xfxF2i

مقال دكتور محمد جلال هاشم

 

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *