علي أحمد يكتب: البرهان في أحضان عراب الإرهاب الليبي .!!

56
الأستاذ علي أحمد..

 

لا يُضيّع قائد مليشيا (علي كرتي)؛ عبد الفتّاح البرهان سانحة إلاّ واهتبلها لإبداء ولائه لتنظيمه (الإخوان المسلمين)، فقد بذل ما بوسعه وما فوق ذلك من أجل إعادتهم إلى السلطة؛ فأخذ البلد كلها إلى حتفها واشعل حربها إرضاءً لشيوخ الدم والفساد.

لم يُصدِّق البرهان نفسه إنّه في طرابلس (ليبيا)، ليُظْهِر للعالم – أكثر مما هو ظاهر – إنّه صبّي الكيزان المجيد؛ فكان يُحصي الوقت الذي أنفقه مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ليغادر إلى كنف شيخه الإخواني، عراب الإرهاب ومفتي الجماعة في ليبيا، الصادق الغرياني.

بدا قائد المليشيا الكرتّية الإرهابية بين جناحي مُعلمة الليبي تمليذاً شديد التأدُّب والطاعة المستقاة من عقيدة الولاء والبراء، ظهر الرجل مع شيخة ضاحكاً مستبشراً وكأن أعباء العالم كله قد (نزلت) عن كاهله، فالإرهابي للإرهابي ولي حميم.

بظنّي أنّ قائد مليشيات الإخوان المسلمين المسماة مجازاً بالجيش السوداني، يدفعه تنظيمه إلى حتفه يوماً بعد يوم، فبعد 10 أشهر من إطلاقهم حرب العودة إلى السلطة، تجرعوا خلالها هزائم نكراء من قوات الدعم السريع، حتى باتوا يفرحون فرحاً غامراً ويشعرون بسعادةٍ مُطلقةٍ عندما يتمكنوا من المرور عابرين غير مقيمين بأحد أحياء مدينة أم درمان القديمة، أو يلتقطون مقطع فيديو لا تتجاوز مدته 30 ثانية في زقاق أم درماني ضيّق، فيعلنون أنهم انتصروا في الحرب ويكرمون أشخاصاً مجهولين؛ ويحتفلون بإبادة قوات الدعم السريع وسحقها تماماً، لكنهم لم يحدثوا أحداً كيف وأين ومتى حدث ذلك؟، فيدخلون برهانهم في مأزق أمام العالم كله، بل ويستخدمونه مثل خادم خانع مطيع لسادته وأولياء نعمته فيرسلونه ليلتقي بإرهابيي العالم كله من الحرس الثوري إلى إخوان ليبيا، ممثلين في عرابهم الأشر الصادق الغرياني.

يفعل البرهان ذلك والعالم كله ينظر إليه ويراقبه، يفعل ذلك ودولة (مصر) الداعمة له سلما وحربا تشعر بالخزي والعار وهي تراه يلتقي بالإرهابي الإخواني الذي بينها وبينه ما صنع الحدّاد، ولا أستبعد أن يتم استدعاء خادمهم (البرهان) إلى القاهرة في غضون الأيام المقبلة لتوبيخه وتعنيفه وزجره.

الآن، جميع دول جوار السودان أصبحت في خشية كبيرة وحقيقية من تحوّل السودان إلى بؤرة إرهابية بقيادة جماعة الإخوان، كما حدث أواخر ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن المنصرم، حين حشدوا كل الإرهابيين في الخرطوم من أسامة بن لادن إلى كارلوس، ثم خانوهم جميعاً دونما استتثناء، وهذا سلوك الجماعة وأخلاقها المرعية.

لن يتوانى الإخواني البرهان من خيانه أصدقاء اليوم، وكما فعل تنظيمه مع إيران مرةً ومع مصر مرةً، سيفعلها مع الجميع كل مرة، خصوصاً وإنه اطلع عراب الإرهاب في شمال أفريقيا (الغرياني) على خططه وطموحاته واحتياجاته وبالتأكيد بايعه على الطاعة في المنشط والمكره، وأخبره أن علاقته ببعض الدول محض تكتيك مرحلي سينتهي بانتهاء الحرب.

علاقة البرهان بالإرهابيين في مشارق الأرض ومغاربها وفي الجوار، يجعله منبوذاً دولياً كما هو إقليمياً، وستفرض عليه عقوبات عاجلاً أم آجلاً، لأنه يمضي في الطريق الخطأ والملغوم، يمضي وكيزانه يدسون تحت قدميه الفخاخ، حتى لا يجد منفذا للرجوع مرة أخرى، وليس ثمة فخ قابلاً للتفجر أكثر من لقاء الغرياني ومن وضع (البيض) في سلة الحرس الثوري الإيراني!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *