علي أحمد يكتب: ورابعهم (مالك) .!

53
الأستاذ علي أحمد..

 

كانت زلة لسان ضخم الجثة نحيف العقل في أوغندا فتحاً من الله ونفحة من نفحات تدبيره، وذلك عندما سمعه ملايين من السودانيين وغير السودانيين وهو يتحدث أمام الرئيس الأوغندي وعدد من المسؤولين قائلًا أنّ الرئيس البشير – ويقصد البرهان- يرغب في وقف الحرب ويسعى للسلام!

هذه الفلتة اللسانية لـ “مالك عقار” أكّدت المؤكد وأرجعتنا إلى تاريخ 15 أبريل، وأظهرت للناس الصورة على حقيقتها، والتي لطالما مورس التلاعب عليها بالخداع والغش والتدليس، وإغراق الفضاء العام بالأكاذيب التي تدعم الرواية الركيكة الكاذبة القائلة؛ إنّ قوات الدعم السريع هي التي أشعلت الحرب، فجاءت الزلة بفضل الله من لسان لم يعرف الصدق من قبل، ليقول الحقيقة كاملة دون قصد، ويكشف مافي الصدور ، ولله جنود من الألسنة.

ولكن لا بأس، فمن هو ذلك الغبي الذي لا يعرف حقيقة الحرب حتى الآن، ويحتاج إلى زلة الألسنة الزفرة لتخبره بانها إنما هي حرب الكيزان لاستعادة حكم نظامهم الفاسد الذي أسقطته ثورة الشعب وأوقفت رئيسهم البشير ؟!

وما يستوقف هنا ليس أسئلة كيف بدأت الحرب ومن أشعل شرارتها الأولى، فهذه أصبحت في حكم البديهيات المعلومة بالضرورة لكل من وضع الله له عقل في نافوخه، كما أن الكيزان أنفسهم أصبحوا يرددونها علانية بلا خجل أو حشمة، ولكن ما يستوقف حقيقة هنا هو سر الفلتات والزلات اللسانية المُتكررة عند قادة الحركات (المُصلحة) لخدمة الكيزان، فذاك المناوي الخالي من أي علم وفضيلة، وهو ربما الشخص الوحيد في هذه الحياة الذي يتعذب حين يتحدث، وحين يتحدث يقول كل شيء دون أن يقول شيئاً، وكلما حاول نطق اسم سيده ناداه بـ “عبد الفتاح السيسي”، بينما هذا الجبل الأجوف يناديه بـ “البشير”، لتنطق ألسنتهما بالحق لأول مرة، وهي حقاً حرب الكيزان للعودة إلى سلطة عهد البشير برافعة مصرية سيساوية، واللسان يُعبِّر عما تكِنه القلوب مهما أسودَّت!

لم يكتف عقار بزلة لسانه، بل واصل ليكشف هوانه وذل حاله، قائلًا: إنّ لديه خطة لوقف الحرب تتكون من أربع مراحل، قالها المُرسال الكيزاني هكذا دون أن يُخبرنا عن الذي حدث لخطته التي حدّثنا بها في يونيو 2023، ودون أن يخبرنا عن مصير خارطة طريقه التي أعلن عنها في أغسطس 2023، والعالم بأكمله أصبح يعلم خطة تبادل الأدوار الكيزانية المكلف بها “كباشي المنامة”، وخطة كسب الوقت التي يوكلون بها لهذا العقار المتضخم شحماً كما ادعاءً، ثم من هو ذلك الأبله الذي ينتظر مبادرة لوقف الحرب من مُتضخم أعور لا ينظر إلا بعين واحدة، لا ترى سوى ما يخدم الأفق السلطوي الكيزاني الشمولي؟!

المؤكد أنّ “مالكاً” هذا يستخدمه الكيزان وبرهانهم لتحقيق أغراضهم، ويتعاملون معه في هذا الصدد كأرجوز لا يأخذونه بجدية ولا يغضبون منه سراً أو علانية، والمؤكد أيضًا أنه فاشل في القيام بدور الأرجوز شكلاً ومضموناً، فلا بسطة جسمه تساعده ولا نحافة عقله كذلك. والمؤكد – للمرة الأخيرة- أنه لا رغبة للكيزان في أي سلام ، بل لم تكن لديهم هذه الرغبة في أي وقت من الأوقات، ولو كان هناك ثمة سلام حقيقة فهو ما جهرت به الدبلوماسية الامريكية قبل أيام، وقولها إنّ حرب السودان ترتبط بحكم مدني ديمقراطي، وهو تصريح يحتوي علي العقار الناجع والناجح، والذي يعالج جرثومة الداء والبلاء الكيزانية ببرهانهم و(عقارهم) الفاسد الذي ليس منه شفاء!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *