نضال عبدالوهاب: رسالة في العلن لأُستاذ الحاج وراق .!!

64
الأستاذ نضال عبدالوهاب.

علي غير العادة أُستاذي وصديقي الحاج وراق أُرسل لك هذه الرسالة ليقرأها معنا كُل الشعب السُوداني…

ما دعاني لمُخالفة الطبيعي وعدم إرسالها لك بشكل خاص ، هو موقعك الحالي العام في القيادة التنفيذية لتنسيقية “تقدم” ، وثانيها هو ما تمر به بلادنا الآن والواقع الصعب والمأزوم المعلوم للجميع ، لذلك فضلت وإخترت العلن علي الخاص وإشراك الجميع فيها وكُل شعبنا…..

بدايةً لا أخفي عليك أنني تفاجأت بوجودك في هذا الموقع “التنفيذي” القيادي لمجموعة تعمل لأجل وقف الحرب من بين القوي المدنية ، وقد كنت دائماً ما تُفضل التواجد خلف الكواليس وبدون أعباء قيادية تنفيذية ، ولكني قدرت أنه من المُمكن أنه قد توالت عليك أو مورست بعض “الضغوط” لتكون موجوداً ، خاصة أنك قد إصطحبت معك عدد ممن ظلوا حولك وتركت للبعض إختيار آخرين لتقديرات تصنع بعض التوازنات ، وإن كانت في مُجملها لا تخرج من ذات “القوام” الذي لطالما أنتقدته لك فيما بيننا ، وكذلك اوصلته لجميع الشعب السُوداني ، لقناعتي الراسخة أن هذه المجموعة “القيادية” المعلومة قد أخذت فُرصتها تماماً ، وأنها قد فشلت أيضاً تماماً في الوصول ببلادنا للحالة التي كان من المُمكن أن تشفع لها بالبقاء والمواصلة في ذات المواقع….

ساكون صريحاً معك كما عهدتني ، وستكون مصلحة بلادنا هي التي وراء أي حرف وكلمة سأكتبها وتقرأها ويقرأها معنا الجميع…

هنالك الكثير الذي أنت تعلمه يا أستاذ الحاج في كل ما يدور ، ولقُربك لفترة طويلة من تفاصيل عديدة ومحكات و مواقف وشهدت وشاركت وساهمت في أشياء نتجت عنها قرارات سواء بالأفكار أو المشاورة أو الترشيح أو الأختيار ما قبل الثورة وبعدها وما قبل الحرب وحتي اللحظة ، وهذا قد يكون طبيعياً لشخص مهموم مثلك بالتغيير في بلادنا للأفضل ، نتفق أو نختلف لكنها حقيقة ، ولشخص صاحب تجربة عميقة وخبرات ، وطريقة تفكير ، إمتدت لسنوات طويلة ، وهذا مؤكد…

و علي الرُغم من أنك وبعد تجربتي الحزب الشيوعي السُوداني و حركة حق بارحت العمل السياسِي “التنظيمي” و إخترت وبكامل إرادتك الإكتفاء بدور الموجه والمُرشد والمُساعد والمُدرب ، و فضلت كذلك أسلوب وطريق المجال الفكري والكتابة الصحفية المهنية ، و آثرت أن يكون توجيهك ومُساهماتك كما تُسميها أنت في ( الغُرف المُغلقة ) وخلف الكواليس ، وظل هذا هو إتجاهك لذلك قلّ ظهورك علي الرُغم من حضورك الدائم في المشهد وتأثيرك فيما يخص محاولات الحلول في بلادنا……

أنت وكما يُقال “سيد العارفين” بالوضع الحالي لبلادنا وللقوي المدنية ، لعله وما بعد مرحلة الثورة فإننا نشهد أسؤا حالة يُمكن أن تصل إليها البلاد و القوي المدنية والديمُقراطية فيها ، فالحرب وتداعياتها وإفرازاتها ، وكذلك حالة التشرزم والضعف والإحتقان والإستقطاب داخل القوي المدنية والديمُقراطية وكل الكيانات السياسية لا تُبشر بأي خير للبلد ولشعبنا ، فهاهم الكيزان يستقُوون يوماً بعد يوم ، و بلادنا تتراجع يوماً بعد يوم ، والثورة وقواها تضعف يوماً بعد يوم ، حتي أصبحنا نخشي لها من المصير الأسؤا…

لعلك يا أُستاذ الحاج تعلم بكل المجهودات التي بُذلت مع غيرنا لأجل وحدة هذ القوي المدنية الديمُقراطية والثورية علي الأقل في ظل الوضع الكارثي الراهن ما بعد الحرب ولأجل إيقافها و وقف معاناة السُودانيين ، هنالك من حملوا هذا الهمّ وجعلوه داخلهم مُصبحين ومُمسين كي يتحقق ، ولكنه كما تعلم لم يتحقق ، وإصطدم بمعوقات وعقبات بعضها موضوعي وآخر نتيجة لأنانية البعض ، وقصر أُفق البعض و لتعلية مصالح البعض وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلادنا للأسف…..

بالمُحصلة فإن هذا الوضع من غير المعقول ولا المقبول أن يستمر وحان وقت تجاوزه والإنتقال لمرحلة أُخري لأجل توحيد هذه القوي المدنية والديمُقراطية ، وإزالة كُل التشوهات منها ، وفك هذه الحالة الإستقطابية والإحتقان للوصول لطريق يقود لحلول لصالح بلادنا و وقف الحرب بها وما بعدها ، وحتي لا يضيع كُل مجهودات وتضحيات النُبلاء والشُرفاء من شعبنا وتروح “شمار في مرقة” ، وينتصر أعداء بلادنا وأعداء التغيير للأفضل فيها…….

لن نستمر يا أُستاذ الحاج بذات العقلية التي أوصلتنا لكل ما نحن فيه ، ولا تُريد التغيير أو الإستبدال أو التوقف ، أو حتي الإستماع للنُصح والعمل به ؟؟؟ ، تكفي كل هذه الخيبات لكي نختار طريقاً آخر و رجال ونساء آخرين وقيادة جديدة و أسلوب جديد يُحررنا من كل هذا الفشل……..

التحالف الحالي والذي أنت جزء منه هو أقرب للشلة كما أسميها وللصفوية وأصحاب أصحاب ، هنالك البعض داخله لايهمه غير طموحه الشخصي للأسف وإنتهازيته حتي و إن تسلقوك أنت شخصياً وأحتموا بك للوصول فقط لأهدافهم ، والتي إن كانت بالفعل خالصةً للوطن لما رفضهم شعبنا ولقبلهم ، هنالك ممن هم حولك أصبحوا معزولين تماماً عن هذا الشعب ، وبعضهم أقرب لاعداء بلادنا بكل وضوح ، وليس لديهم ما يقدمونه لبلادنا وشعبنا وقد إستنفذوا فرصتهم للبقاء كمُمثلين له أو مُتحدثين بإسمه ، وحتي لا أكون مُتجنياً إتركني أنا وأستمع لآخرين كما أستمعت أنت نفسك بإهتمام لسائق التاكسي البسيط الذي حملني معك يوماً في “مشوار” ما بين بحري والخرطوم وهو يحدثك عن الحلول لبلادنا ، إسأل أشخاص بسيطين قد يظنهم البعض لايفهمون في القضايا الكُبري لكنهم سيحدثونك بلغة “الخبراء” فقط لأنهم مُخلصون لهذا الوطن وغير مُنتظرين لسُلطة أو وكراسي فيه ، قف بعيداً وتأمل وستجد أمراً مُختلف!…..

شخصي لا يُحملك كامل المسؤلية ، لكني أعلم تأثيرك فيمن أنت بينهم ، علي الأقل أُريدك أن تختار طريقاً آخر معنا ، حاول إقناعهم إن شئت ، فشعبنا لا ينتظر الفشل ، وليس مطلوباً منه تحمُّل المزيد ، من إجتهد منهم وأخفق ولكنه عمل بصدق فقد فعل ما بإستطاعته وعليه ترك موقعه ، أما “الكنكشة” و الإحتكارية فمرفوضة وسيقاومها شعبنا كما نحن……

هذه البلاد تعبت وعانت كثيراً من إحتكار (فئيات مُحددة ومناطق مُحددة و إثنيات مُحددة و أشخاص محددون وقليلون ) لكل شئ بما فيه المواقع والقيادة و الثروة و السُلطة وحتي سكك التوصل للحلول ، كما تلك العربة التي حدثتني أنت يوماً و في إحدي نقاشاتنا بها “العربة والدريكسون” تحتاج إلي التغيير حقيقةً فيمن يقودون أشخاصاً و عقليات ، تغيير غير مُرتبط بمصالح ، تغيير يؤدي أول ما يؤدي إلي وحدة القوي الثورية والمدنية والديمُقراطية ، غير مُختطف ، وغير مُحتكر وغير إقصائي ، يري فيه كُل السُودانيون أنفسهم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً و وسطاً ، وحدة لها جذور حقيقية في أرض السُودان و قيادتها في الداخل ، في الجبال عند النوبة وفي الشرق عند البجا والهدندوة و في الأنقسنا ونوبة الشمال والدارفوريين وكل اجزاء بلادنا ومكوناتها ، مع بعض المُمثلين لها في الخارج ، طريق للوحدة للقوي المدنية لا يوصف بالصفوية ومحدودية التمثيل والشُلة وأصحاب أصحاب ، للشباب والثوار والمقاومين فيه دور حقيقي وليس مُجرد مواقع “ديكورية” وكذلك للنساء ويجد فيه كُل المُهمشين أنفسهم فيه وفي قيادته ، هذا الإتجاه هو ما يجب أن نعمل له من داخل القوي المدنية والديمُقراطية ، و وسطها ، وليس فقط بطريق يقبل به الخارج والمجتمع الدولي يصحب معه “مجموعة صغيرة” ويفرض عليها الحلول وفقاً لمصالحه هو ومصالحها وليس لمصالح شعبنا وبلادنا……

أخيراً أُستاذي الحاج وراق أتمني أن يقع كُل ما كتبته لك وأشركت فيه معنا كُل الشعب السُوداني في موقعه والقصد كما عنيته…

مع كُل التحايا والمعزة والإحترام….

1مارس 2024

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *