جريدة لندنية: السودانيون يكتوون بنيران الأسعار: غلاء لا يطاق

32

مصدر الخبر/ جريدة العرب اللندنية

السودانيون يكتوون بنيران الأسعار: غلاء لا يطاق
الوضع يزداد قتامة لاسيما في المناطق التي تشهد مواجهات بين الجيش والدعم السريع على غرار الخرطوم ودارفور وكردفان.

جيوب فارغة:
الخرطوم – أثرت الحرب الدائرة منذ نحو تسعة أشهر على مختلف مناحي الحياة في السودان، واكتوى المواطنون في مختلف مدن ومناطق البلاد بارتفاع أسعار السلع الأساسية التي بلغت مستويات قياسية.

ويقول نشطاء سودانيون إن الوضع يزداد قتامة لاسيما في المناطق التي تشهد مواجهات بين الجيش والدعم السريع على غرار العاصمة الخرطوم وإقليمي دارفور وكردفان، حيث الحركة التجارية شبه متوقفة فيما هناك نقص فادح في العديد من المواد بينها الأدوية والوقود.

وبات الآلاف من السودانيين يعولون على المساعدات الإنسانية، لكن حتى الأخيرة باتت لا تصل بسهولة. وصرح أحمد حسين مصطفى، الناطق الرسمي لقوات الكفاح المشتركة في درافور غرب السودان، بأن التأخر المسجل في إيصال المساعدات الإنسانية لإقليم دارفور، ناتج عن بعض الترتيبات الإدارية، متعهدا باستئناف العمل قريبا.

غالون البنزين ارتفع سعر من 8 آلاف جنيه قبل أسبوعين إلى 18 ألف جنيه

ولم يكن الوضع المعيشي في السودان بالجيد قبل الحرب، أو في عهد الرئيس السابق عمر حسن البشير، الذي ثار السودانيون ضده في العام 2019 بسبب التدهور الاقتصادي، لكن المواطنين يرون أن الحرب الجارية والتي يخشى من اتساع نطاقها وربما تحولها إلى حرب أهلية، فاقمت أوضاعهم وزادتها سوءا.

وقال مواطن من نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، إن أسعار السلع ارتفعت بشكل كبير، حيث وصل سعر جوال البصل إلى 180 ألف جنيه، وجوال السكر زنة 50 كيلوغراما إلى 115 ألف جنيه، وعلبة الزيت إلى 25 ألف جينه.

وأوضح أن الحركة التجارية ضعيفة في المدينة بالرغم من فتح بعض الأسواق بصورة جزئية، وعزا تراجع الحركة التجارية إلى عدم صرف العاملين لمرتباتهم لحوالي سبعة شهور بسبب الحرب. وأشار إلى توقف خدمات المياه والكهرباء بالمدينة مما ضاعف من معاناة المواطنين.

ولفت المواطن في تصريحات لـ”راديو دبنقا” المحلي إلى أن الحركة التجارية وحركة المسافرين بين مدينة نيالا وبقية المناطق ضعيفتان، وأرجع ذلك إلى عدم توفر السيولة في أيدي المواطنين.

وتسيطر قوات الدعم السريع منذ أكتوبر الماضي على نيالا، التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد العاصمة الخرطوم من حيث الثقل السكاني والاقتصادي. وعقب سيطرتها على المدينة دعت قوات الدعم السريع التجار إلى فتح محالهم، متعهدة بإعادة الحياة إلى طبيعتها.

وتشهد أسواق مدن ولاية شرق دارفور هي الأخرى ارتفاعا في أسعار السلع والبضائع بسبب توقف حركة الاستيراد من دولة جنوب السودان جراء اضطراب الوضع الأمني في منطقة أبيي المتنازع عليها بين جوبا والخرطوم، والتي تشهد اقتتالا بين فصائل جنوبية متحاربة منذ أيام.

واعتمدت ولايات دارفور، منذ تفجر الصراع في الخامس عشر من أبريل، على استيراد الوقود وبعض السلع الأساسية من دول الجوار على غرار ليبيا وتشاد وجنوب السودان.

وقال خيرالله أحمد حامد، أحد مواطني مدينة الضعين، لـ”راديو دبنقا” إن ارتفاع الأسعار بشرق دارفور له عدة أسباب أبرزها المشاكل التي تدور في المناطق الحدودية من دولة جنوب السودان، بجانب الاضطرابات التي صاحبت المواجهات التي تفجرت بين الجيش والدعم السريع قبل أن تسيطر الأخيرة على المدينة، وتوقع أن تستقر الأسعار بمجرد توقف المشاكل في الحدود.

وأوضح الصحافي المتواجد بمدينة الضعين أحمد عيسى أن أسواق مدينة الضعين ضربتها موجة ارتفاع في الأسعار بصورة كبيرة، شملت كل السلع والبضائع القادمة من جنوب السودان وذكر أن أسعار الوقود ارتفعت إلى أكثر من الضعف، حيث ارتفع سعر غالون البنزين من 8 آلاف جنيه قبل أسبوعين إلى 18 ألف جنيه.

وقال عيسى إن المواطنين يشكون هذه الأيام من زيادة الأسعار بسبب الأحداث التي وقعت في الحدود وأدت إلى تأخر وصول الشاحنات المحملة بالبضائع التي تصل إلى سوق الضعين ومنه تصل إلى بقية أسواق مدن دارفور.

وكان برنامج الغذاء العالمي تحدث في وقت سابق عن تأثر أكثر من 19 مليون شخص (أي 40 في المئة من السكان) بتراجع الأمن الغذائي الحاد في السودان، وتوقع البرنامج انزلاق نحو 2.5 مليون شخص إلى الجوع في الأشهر القادمة بسبب الحرب.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *