“البرهان” و”حميدتي”: تساؤلات بشأن جدوى الزيارات الخارجية لطرفي الحرب ؟
وكالات: بلو نيوز الإخبارية –
يتابع السودانيون باهتمام الزيارات الخارجية لقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان ومعاونيه ولقائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي ومعاونيه . ومنذ خروجه من مقر القيادة العامة في شهر أغسطس الماضي، زار الفريق عبد الفتاح البرهان كل دول الجوار السوداني وعدد آخر من الدول في المحيطين العربي والأفريقي للسودان وشارك في الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة. كما أن نائبه في قيادة القوات المسلحة، الفريق شمس الدين كباش، زار عدد من الدول العربية لهذا الغرض. من جانبه، قام نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، بزيارة عدد كبير من الدول الأفريقية ووصلت زيارته حتى روسيا. ويمكن أن نضيف لذلك رحلات مدير جهاز المخابرات العامة السرية ووزير الخارجية العلنية.
على الجانب الآخر، لم يتوقف قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، عن زيارة العواصم الإقليمية في زيارات بعضها معلن والبعض منها لم يتم الإعلان عنه. وعلى ذات النهج، قام نائبه الفريق عبد الرحيم دقلو بزيارات للعديد من دول الإقليم فيما لم تتوفر معلومات عن تحركات مساعديه وفي مقدمتهم مستشاره السياسي، يوسف عزت.
- وللزيارات أهداف أخرى:
ويطرح السودانيون حاليا الكثير من التساؤلات بشأن جدوى هذه التحركات بالنظر إلى أنها لم تنعكس بشكل إيجابي على الأوضاع الميدانية حيث ما زال القتال مستمرا في مختلف الجبهات وما يرافقه من انتهاكات ونزوح وتردي في الأوضاع الإنسانية. صحيح أن الهدف المعلن لكل هذه الزيارات هو التباحث بشأن التوصل لحل سلمي متفاوض عليه للأزمة السودانية. لكن العديد من المصادر المطلعة تقول بأن لبعض من هذه الزيارات أهداف أخرى مثل الحصول على المال والسلاح، فتح الطرق اللوجستية، تبادل المعلومات الاستخبارية، علاج الجرحى، ألخ…
- وقف الحرب الأولوية القصوى:
وقد اعتبر السفير نور الدين ساتي في حديث لراديو دبنقا أنه وبغض النظر عن طبيعة ومستوى الاتصالات التي يقوم بها الطرفان، ومهما كانت الجولات الخارجية أو حتى الداخلية التي يقومان بها، فلا بد أن تصب نتائج كل هذه الجولات والاتصالات في مصلحة وقف الحرب في السودان. وأضاف أن ما يحدث في السودان شيء لا يصدق ونشاهد يوميا العديد من الكوارث لاتي يتحمل وزرها الطرفان، أحوال السودانيين في الداخل، أحوال السودانيين في الدول المجاورة، أحوال السودانيين في المهاجر، المجاعة التي تطل برأسها.
وحمل السفير نور الدين ساتي في المقابلة مع راديو دبنقا طرفا الحرب والمجتمع الدولي والإقليمي مسؤولية كارثة المجاعة التي أصبحت تمثل أسبقية قصوى. ودعا الطرفان إلى إعادة النظر مهما كانت حسابتهما فيما يتعلق بنهاية هذه الحرب أو مستقبل العملية السلمية أو مستقبل العملية الديمقراطية أو الغير ديمقراطية في السودان، لا بد من وقف هذه الحرب.
- رسالة إلى طرفي الحرب:
ووجه السفير نور الدين ساتي عبر راديو دبنقا رسالة لطرفي الحرب بأن ما هو متوقع منهما في كافة الجولات والزيارات هو العمل على وقف الحرب. ووجه السفير نور الدين ساتي نفس الرسالة لمن يستقبلونهم بعد التقدير والاحترام للأدوار التي يقومون بها بعدم الدفع من أجل المزيد من القتال في السودان وأن تكن رسالتكم للطرفين وللمجتمع السوداني ولكافة القوى المدنية والسياسية أن تتألف وتتضامن من أجل وقف الحرب.
- الوقت ينفذ:
وشدد السفير نور الدين ساتي على أن الوقت لم يعد يسمح بالمناورات والحسابات الخاطئة، وعلينا جميعا أن نعمل من أجل وقف هذه الحرب والمسؤولية الأولى تقع على طرفي الحرب. لكل طرف ظروفه وتفسيراته ومبرراته وعداوته، ولكن ومهما كانت الأسباب فقد آن الأوان لتجاوز كل ذلك وينطبق ذلك على القوى المدنية لدفع الطرفين لعملية سلمية. وطالب السفير نور الدين ساتي في المقابلة مع دبنقا بوقف التناحر في وسائل التواصل الاجتماعي والتباينات والخلافات والتناقضات والتحليلات، ألخ… هذا لا يجدي ولا ينفع والمواطن السوداني يعاني حيث ما كان لذا يجب إيقاف الحرب وتفادي فضيحة المجاعة التي تطرق الأبواب.