غازي محمد ناصر يكتب: تمّ قصف نعيمة .. شكراً على الدقة أيها الطيار .!!

64

 

كانت الساعة تشير تقريباً الي الرابعة الا عشرة دقائق عصراً وكنت استمع الي زوجتي وهي تحدثني بانها استطاعت التواصل مع الاهل بعد ان ذهبت الي قرية الجمالاب وأنها طمنت الجميع بعد ان اتصلت عليهم عن طريق الاستار لنك !

وكأنهم يسمعون !

فجأة سمعنا صوت الطائرة كأنها فوق رؤوسنا مباشرة وقفنا لا شعورياً ودوي الصوت بصورة مخيفة و حدث القصف بواسطة البراميل و اهتزت كل جدران القرية وكان للصوت دوياً كدوي الرعد !

كان نصيبي والحمدلله درابة وقعت من العرش ربما بفعل الصوت وذلك بعد نهوضي المفاجئ عن السرير !

ارتديت ملابسي بسرعة وانا احاول إيقاف التلفون عبثاً و الذي كان يغني فيه وردي ومحمد الامين مشاركة اغنية خوفي منك !

وركضت الي مكان الحدث حيث هالني اولاً منظر الاهل في الشوارع ، كانوا يصرخون في هيستيريا وجزع ، واختلطنا بالجموع في منظر مؤثر حيث كان الأطفال والنساء والرجال في الشوارع وقد هالتهم الصدمة !

لم يكن الشعور العام هو الخوف بل كان عدم التصديق فمن يستطيع تصديق ان جيشاً يقصف قرية لا تحمل السلاح وليس بها مسلحون الا ان يكون الفاعل رجلاً بعقله لوثة !

سقطت ستة براميل علي نعيمة بصورة منتظمة فهي سقطت في خط أفقي واحد ، من غرب نعيمة والي شرقها وكل ذلك بجنوب نعيمة وكانت مدرسة البنات هي التي نالت النصيب الأوفر من الضحايا رغم انه لم يمت منهم احد ولكن جراحهم خطيرة . وتوفي اثنان احدهما ابن عمنا احمد محمد النور وهو شاب ومادح جاء لتوه من صلاة العصر حيث مزقه البرميل الذي وجده بالشارع حتي اختفت ملامح وجهه والمتوفية الثانية هي الطفلة سعدية عنتر ، ابن اخونا محمد برشم عليه الرحمة وقد مزقت القذيفة صدرها وكادت تفصل عنقها فشكراً للطيار علي دقته وعليه الا ينسي ذلك في تقريره !

مدرسة البنات اساساً هي مقر للنازحين الذين جاءوا هرباً من الحرب في الخرطوم فلاحقتهم الحرب حتي نعيمة ومزقت اجسادهم وبترت اعضاء بعضهم ومعظمهم في حالة خطرة .

هنالك ثلاثة مدارس غير هذه المدرسة يسكنها النازحون فهل جيش الكيزان سيقوم بقصف بقية المدارس ؟!

من يظن انهم قصفوا نعيمة لوجود أسلحة بها فهو واهم فأين هذه الأسلحة الان بعد القصف ؟!

انها مثل أسلحة صدام التي اتهم بها ذريعة ولا غير!

ثم ما هي النتيجة التي يفترضون حدوثها بعد القصف ؟!

فهي بالتأكيد السبب الرئيسي للقصف !

انها نزوح السكان وقد بدأ ولكنهم لم يذهبوا بعيداً بل للقري المجاورة وسيعودون قريباً !

قصفوا نعيمة كما قصفوا القطينة من قبل في عمل ممنهج يقصد من وراءه نزوح السكان من مدنهم ومن قراهم فربما عندها ينضمون للجيش لمحاربة الدعم السريع او علي الأقل استغلال النازحين كقضية ضد الدعم بعد ان فشلوا في استمالة الشعب اليهم بكافة السبل !

قصفنا اكثر من ستة مرات ولم يصب دعامي بأذي وكل القتلي مواطنين !

نعم انهم يريدون شعباً نازخاً باكمله . شعباً فقد كل شي حتي يسهل قياده وقد أمروا سكان القطينة قبل هروبهم منها بالخروج لان الدعم قادم اليهم !

هذا هو جيشنا الذي هرب من الخرطوم الي جبل أولياء و بعد ان سلم الاحتياطي المركزي في عمل مخزٍ هرب من الجبل الي القطينة و التي هرب منها ايضاً الي الأعوج ماراً بنعيمة وكانوا يتسولون شربة ماء و رغيف خبز ومنحهم مرتادي سوق نعيمة ما أرادوا ومنحوهم ثمن البنزين وأعطوهم مصاريف جيب وهاهم يردون الجميل بقطع اليد التي اكرمتهم !

الجيش منع نعيمة والمناطق المجاورة لها حصتهم في الدقيق والوقود ومنعهم حتي الدواء وخدمات الاتصال اذ صار يصادر جهاز الاستارلنك من المواطنين ليمنعهم من التواصل باهلهم ويحاصرهم اقتصادياً عن طريق إيقاف خدمة بنكك مما يدل علي انه من قام بقطع الاتصالات والشبكات !

لقد كنتم في نعيمة قبل ان يحتل الدعم السريع القطينة والتي احتلها بعد ان سلمتم ايها الخونة مدينة مدني وكامل الجزيرة في عمل اتسم بالخيانة ثم سلمتم بعدها القطينة دون ان تطلقوا رصاصة واحدة في وجه الدعم السريع لا في مدني ولا في القطينة ولكنكم تقصفون المواطنين في بيوتهم فيالها من شجاعة !

لقد كنتم بنعيمة ولم نري منكم سوي سرقة الوقود وبيعه !

و عندما طردكم الدعم السريع من المنطقة توقفتم عن السرقة ثم عدتم مرة اخري في اربعة تاتشرات وسرقتم الوقود من أصحابه وطاردكم الدعم السريع وعاد بأحدي عرباتكم وهو يسحبها سحباً بعد ان اختفي جنودكم تحت البطاطين في القصب عند قهوة التيتل واحتفل الدعم مع مواطني نعيمة وجماهير السوق بدحركم !

السودان يسقط مدينة تلو الاخري وانتم لم تدافعوا عن اي مدينة ولم تستردوا حتي مقاركم ولكنكم تقصفون المواطنين !

لقد حانت لحظة التخلي عن جيش يقوده خونة ومتطرفين فلا ولاء لجيش لم يحافظ علي قسمه ولا علي أعراضنا وأموالنا وترك حدودنا مفتوحة ونهباً للاخرين من دول الجوار وتفرغ لقتلنا !

انها خيانة وطن وخيانة شعب ويجب تجريم الجيش وقياداته ومحاكمتهم وفضحهم بالاسم قادة وطيارين وكل من شارك في هذه الجرائم ونطالب بلجنة تقصي حقائق وتفتيش عن الأسلحة بنعيمة من الاتحاد الأفريقي لاتخاذ قرارها سنداً في محاكمة الخونة !

نعم يجب الاتفاق شعبياً علي نبذ هذا المسخ المتأسلم الذي يرتدي ملابس جيشنا ويحارب باسمه ويسرق باسمه ويغتصب باسمه فنحن حقيقة بلا جيش وكفانا خداعاً بوطنية زائفة مردودها يذهب للقتلة واللصوص وضحيتها الوطن والمواطن فيالها من وطنية .!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *