“بلو نيوز”: تكشف عن تفاصيل شروط الحكومة الإيرانية لدعم الجيش السوداني .!!

179

تقرير: بلو نيوز الإخبارية –

كشفت “بلو نيوز الإخبارية” عن تفاصيل شروط الحكومة الإيرانية مقابل تقديم الدعم للجيش السوداني.

وأكد مصدر دبلوماسي رفيع، فضل حجب هويته، في تصريح خصّ به “بلو نيوز” ان الوفد السوداني برئاسة وزير الخارجية السوداني، “علي الصادق” خلال اللقاء مع المسؤولين الإيرانيين، طلب من الحكومة الإيرانية، دعماً للحكومة السودانية، يتمثل في مدها ب”الاسلحة والذخائر والمسيرة الحربية” في الحرب ضد الدعم السريع، ومن جانبها وافقت الحكومة الإيرانية بتوفير وتقديم كآفة أشكال الدعم الحربي والعسكري، والفني، وفقاً لشروط محددة طلبتها “طهران” تتمثل في الاتي:

  • اولاً:

سحب الحكومة السودانية لقواتها المتواجدة في اليمن فوراً، ووقف القتال ضد الحوثيين.

  • ثانياً:

تسهيل إيصال المساعدات العسكرية إلى حكومة “طرابلس” بليبيا، وزرع عناصر من الأمن السوداني لمراقبة ورصد تحركات “خليفة حفتر”.

  • ثالثاً:

موافقة الحكومة السودانية بإقامة قاعدة “عسكرية” إيرانية علي البحر الأحمر.

  • رابعاً:

تغير النظام الحاكم في دولة “تشاد” بعناصر من ذات الأسرة الحاكمة، بالتدخل والمشاركة في الحرب التشادية، من خلال الإستفادة من التداخل القبلي بين “السودان وتشاد”، عبر العناصر العسكرية من مجموعات دارفور المسلحة، الداعمة للحكومة السودانية، مثل حركتي “مني مناوي، وجبريل ابراهيم”.

  • الهدف من زيارة الوفد السوداني إلى إيران:

وأكدت المصدر؛ ان زيارة المسؤولين السودانيين إلى “إيران” تأتي في إطار البحث عن شراء “مسيرات” إيرانية الصنع، وذلك بعد انتهاء حظر تجارة “الأسلحة” المفروض على طهران من الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، مضيفاً؛ أن الهدف الرئيسي للوفد السوداني، كان التدريب على تشغيل واستخدام الطائرات المسيرة، التي يعتقد أنه تم استخدامها في حرب روسيا على أوكرانيا، حيث استخدمت روسيا المئات من طائرات “كاميكازي” الإيرانية، المسيرة ضد البنية التحتية والأهداف المدنية في أوكرانيا.

  • التمهيد لعودة العلاقات:

منذ يوليو 2023، بدأت حكومة “البرهان” تسعى لإستعادة العلاقة مع “إيران” بعد قطيعة إستمرت أكثر من”سبعة” أعوام، بسبب إقتحام محتجين “سفارة” المملكة العربية السعودية في “طهران”، وقنصليتها في “مشهد” شرق إيران، في 2016، وذلك بعد تنفيذ حكم “إعدام” بحق رجل الدين الشيعي السعودي، “نمر النمر”، مع مجموعة مدانين آخرين، بتهمة الإرهاب.

وفي أول لقاء تم بين وزيري خارجية البلدين منذ “7” اعوام، إلتقى وزير الخارجية السوداني، “علي الصادق”، بنظيره الإيراني “عبد اللهيان”، على هامش اجتماع اللجنة الوزارية لحركة عدم الانحياز، التى عقدت في العاصمة الأذربيجانية “باكو”، في 6 يوليو 2023، أكدوا على
أهمية عودة العلاقات السودانية الإيرانية إلى سابق عهدها، “بما يُمكن البلدان من الاستفادة من فرص التعاون المشترك في شتى المجالات”.
وأوردت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، ان الجانبان “الإيراني والسوداني” إتفقا على تطوير العلاقات الودية على أساس الاحترام المتبادل للسيادة والمساواة والمصالح المشتركة والتعايش السلمي، وتوسيع التعاون بينهما في مختلف المجالات التي من شأنها تحقيق مصالح شعبي البلدين وضمان أمن واستقرار المنطقة.

  • الخارجية الإيرانية:

وذكرت الخارجية الإيرانية في “بيان” صحفي، “ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية السودان، إتفقتا على إستئناف علاقاتهما الدبلوماسية، والبدء في إتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح “سفارتي” البلدين، وإجراء الترتيبات اللازمة لتبادل الوفود الرسمية لبحث سبل تطوير التعاون بين البلدين”.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، “إن لقاء وفدي البلدين، ناقش سبل استئناف العلاقات الدبلوماسية فوراً بين الخرطوم وطهران”.

  • الخارجية السودانية:

وقالت الخارجية السودانية، إن قرار الحكومة السودانية جاء بعد عدد من الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، وأنه سيخدم مصالحهما المشتركة.
وأكدت في “بيان” صحفي، أن وزير الخارجية السوداني “علي الصادق” بحث مع منظيرة الإيراني “عبد اللهيان” إستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أسرع وقت ممكن.

  • زيارة وفد سوداني إلى إيران:

في أول زيارة لوزير سوداني، منذ قطع العلاقات بين البلدين قبل نحو “8” أعوام، وصل وزير الخارجية السوداني، “علي الصادق” العاصمة الإيرانية “طهران” على رأس وفد سوداني رسمي، الاثنين الماضي 4 مارس، وإلتقى الوفد السوداني بوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، وأكد اللقاء على إعادة فتح “السفارتين” الإيرانية والسودانية، واستئناف المهام الدبلوماسية لسفيري البلدين.
وقال “عبداللهيان”، أن هذه الخطوة مهمة في سياق المتابعات لتوسيع العلاقات الثنائية، مضيفاً؛ إن هناك ضرورة لـ”فتح صفحة جديدة في مسار تعزيز العلاقات الإيرانية السودانية”، مشيراً إلى “التوافقات والقضايا التي طرحت خلال اللقاء الذي جمع “رئيسي” البلدين، “الإيراني ابراهيم رئيسي، والسوداني”البرهان” على هامش قمة (منظمة) المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية” التي استضافتها المملكة العربية السعودية في نوفمبر الماضي.
وأكد “عبداللهيان”، أن زيارة الوفد السوداني لطهران، “تدلّ على وجود إرادة جادة لدى الخرطوم في توسيع وتعزيز العلاقات مع طهران”، مؤكداً أن طهران “تحمل ذات الرغبة في دعم التعاون الثنائي”، وأبدى؛ استعداده لنقل تجارب إيران إلى السودان، خاصة في “المجالات الصناعية والخدمات الهندسية والتقنية الحديثة والصحية والعلاجية”.
كما إلتقى الوفد السوداني بالرئيس الإيراني، وعدد من المسؤولين الايرانيين.
من جانبه، أعرب علي الصادق، وزير الخارجية السوداني، عن أسفه إزاء توقف علاقات البلدين سابقاً، مؤكداً “إرادة الخرطوم الجادة في تعزيز وتطوير الأواصر مع طهران بمختلف المجالات”، مضيفاً؛ إن الخرطوم تتطلع إلى إستئناف سفارتي البلدين، و”توسيع مجالات التعاون الثنائي ومتابعة التوافقات الثنائية أكثر من ذي قبل”، وأطلع “الصادق” نظيره الإيراني، على تطورات الأوضاع في السودان ومستجدات أزمة الحرب الراهنة، وجهود حلها.

  • حرب فلسطين، والموقف من القضية الفلسطينة:

تطرقت المباحثات بين وزيري خارجية البلدين، إلى الأوضاع في فلسطين.
وأكد “الصادق” وزير الخارجية السوداني، موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية، وإدانة “العدوان والجرائم” بحق الشعب الفلسطيني، ولا سيما أهل غزة.

  • دعم إيراني للجيش السوداني:

في 13 فبراير 2024، أكدت مصادر؛ ان طائرات إيرانية تقوم بتسير عدة رحلات في اليوم الواحد من إيران إلى مطار بورتسودان، واضافت؛ ان مطار بورتسودان شهد تواجد كثيف لقوات الأمن وإستخبارات الجيش، وقامت القوات الأمنية بإستبعاد كل العاملين بالمطار ومنعت تواجد اي أشخاص في المطار اثناء هبوط تلك الطائرات.
ونقلت وكالة “بلومبرغ”، في اواخر يناير الماضي 2024، عن مسؤولين غربيين كبار، أكدوا أن إيران تقوم بتزويد الجيش السوداني بطائرات مسيرة من طراز “مهاجر 6″، ‏ونقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، القول إن السودان تلقى شحنات من طائرة “مهاجر 6” وهي طائرة مسيرة مزودة بمحرك واحد، تم تصنيعها في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية وتحمل ذخائر موجهة بدقة.
‏وقال الخبير الهولندي في مجال الطائرات المسيرة “ويم زويغنبرغ”، إن من بين الأدلة التي تثبت وجود طائرة “مهاجر 6” في السودان، صورة أقمار اصطناعية التقطت في 9 يناير للطائرة في قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة الخرطوم.
وأكد المحلل الإستخباراتي، “جاكوب جانوفسكي”، أن خصائص الطائرة المسيرة الظاهرة في صور الأقمار الاصطناعية تتطابق تماماً مع خصائص “مهاجر-6”.

  • مصالح إيرانية:

يرى خبراء عسكريين، ان التخل الإيراني في السودان، يأتي في إطار بحث “طهران” لتوسيع نفوذها، خاصة على ساحل البحر الأحمر، الذي يبلغ طوله “640” ميل، حيث تتنافس دول عديدة، مثل “الصين، وروسيا، وتركيا” من أجل الوصول إليه.
وأكد مراقبون، ان “إيران” تنظر إلى السودان بشكل جيوسياسي إستراتيجي، من واقع اهتمامها بالحصول على موطئ قدم في سواحل البحر الأحمر، واتخاذ السودان مدخلا نحو القرن الأفريقي شرقا والساحل الأفريقي غربا، لتعزيز نفوذها في المنطقة.

  • مواقف ومخاوف:

‏قالت الولايات المتحدة الأمريكية، إن “إيران” قامت بالفعل بتزويد حزب الله وحماس وكتائب حزب الله في العراق والحوثيين والجيش الإثيوبي بالطائرات المسيرة.
وأشارت “صحيفة أميركية”، بحسب مسؤول استخباراتي سوداني، قال إن “إيران زودت الجيش السوداني بطائرات مُسيَّرة متفجرة لاستخدامها في قتاله ضد المتمردين، وعرضت تقديم سفينة حربية تحمل مروحية إذا منحها الإذن بإقامة القاعدة”، ونفى موقع “إخباري” محلي في السودان، داعم لقوات الجيش، “وجود مثل هذا العرض”.
وإعلان وزارة الدفاع الأمريكية، عن رصد طائرة مسيرة إيرانية تحلق فوق السودان، وأكدت؛ ان المسيرة الإيرانية، هي جزء من مبادرة أوسع للحرس الثوري الإيراني، لدعم الجيش السوداني ب”المسيرة” بهدف تعزيز نفوذه في المنطقة. وحذرت واشنطن، من ان خطوة إيران بالتدخل في السودان، يمثل تهديد لكامل المنطقة، وقد تجرها إلى حرب اقليمية شاملة.

وقالت الدكتورة أماني الطويل، “الباحثة والخبيرة في الشؤون السودانية، ومديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية”، ان أكثر ما “يقلق” القاهرة في تحركات “البرهان” الإقليمية، هو التحرك نحو إيران، الذي يجعل هنالك ارتباط بين الملف “السوداني بغزة”، وذلك لأن “إيران” لديها منصات في المنطقة العربية، مثل “منصة الحوثي، وحزب الله، وحماس”، وبالتالي فان فتح اي منصة جديدة، قد تجر “المنطقة إلى حرب إقليمية”، وذلك من خلال توسع “إيران” من تواجدها، والتى بلا شك قد تواجه “رد فعل قوي من الأطراف الآخرى”.
ويرى مراقبون، ان ‏إيران التي هددت الاستقرار في اليمن، وتعيد تحالفاتها الآن مع الإخوان المسلمين في السودان، تثبت سيطرة ضباط الحركة الإسلامية السودانية على الجيش السوداني، الذي لا يسعى إلى تهدئة الحرب، بل لتدمير السودان والبنية التحتية على صعيد أكبر ورفع عدد الضحايا المدنيين.
وأشار “المراقبون” إلى ان “البرهان” خلال زيارته “طرابلس” عقد اجتماعاً مع “صالح ديبي” الاخ الشقيق للرئيس التشادي الراحل “إدريس ديبي” تم التنسيق له من قبل زعيمي حركة تحرير السودان “مناوي” والعدل والمساواة “جبريل”.
وأكدوا ان الإجتماع اسفر عن منح “صالح ديبي” عدد “200 سيارة مقاتلة”، مقدمة من “تركيا وطهران” وبإشراف الجيش السوداني.
وأفادة تقارير، إن الشقيق الاصغر للقتيل “يحي ديلو” متواجد في اقليم دارفور غربي السودان، ويقود مليشيا تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوداني بالفاشر.
وأشارت “التقارير” إلى ان الاسلاميين في السودان يقومون عملياً بزعزة الإستقرار في المنطقة، من خلال تحالفهم مع “صالح ديبي” والقيام بمحاولة “إنقلابية” ضد الرئيس التشادي “محمد دبي”، في اواخر فبراير الماضي، بالإضافة إلى تفجير صراع وحرب بين في منطقة “أبيي” وزرع فتنة بين “المسيرية والدينكا” في المنطقة.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *