المجاعة تهدد أكثر من “20” مليون سوداني .

50

بعد دخول الحرب بين الجيش والدعم السريع شهرها الحادي عشر، تدهورت الأوضاع الإنسانية بصورة مريعة في مناطق كثيرة من إقليم دارفور، وذلك بسبب انعدام الغذاء وارتفاع الأسعار في وقت حذّرت فيه  منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن شبح المجاعة يهدد حياة الملايين في السودان.

وقالت المنظمة، إن أعداد الذين يواجهون جوعًا حادًا في السودان تضاعفت تقريبًا منذ العام الماضي، حيث بلغت الأعداد هذا العام عقب الحرب (20.3) مليون شخص. وفي الوقت الذي يعاني فيه ملايين السودانيين من ضنك المعيشة، أصدر قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، قرارًا منع بموجبه دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع دولة تشاد، وقد زاد هذا القرار الأمور تعقيدًا ووضع مناطق عدة في السودان على بوابة المجاعة.

  • راينو: بلو نيوز الإخبارية –

تنامت وتيرة انعدام المواد الغذائية بعد الارتفاع الجنوني في الأسعار، وقد وجد القرار رفضًا واسعًا من الشعب السوداني بقطاعاته المختلفة، وارتفعت أصوات الغاضبين على منع دخول المساعدات الإنسانية، لا سيما وأن قائد الجيش استأثر بكافة المعينات الإنسانية الضخمة التي منحتها الدول العربية والإسلامية، وقام بتوزيعها في مناطق سيطرة الجيش، متناسيا شرائح كبيرة من الشعب السوداني.

وقال  الدكتور الهادي إدريس، رئيس حركة تحرير السودان -المجلس الانتقالي، ورئيس الجبهة الثورية، في مقابلة مع  «راديو دبنقا« إن المجاعة أصبحت واقعًا على الأرض وأن أبسط مقومات الحياة لم تعد متوفرة. حيث لم يتمكن المزارعون من زراعة أرضهم، وتوقف الموظفون عن تلقي مرتباتهم، وجميع المدن محاصرة ومغلقة، وليس هناك أي إمدادات من المواد الغذائية التي حتى لو توفرت؛ فإن المواطن ليس لديه القدرة على شرائها. وأضاف، نتوقع أن تحدث كارثة إنسانية خلال الأسابيع القادمة. وقال إن هذا السبب دفعهم لطرح مبادرة في الأيام الماضية من مدينة الفاشر، تهدف إلى فتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة للمواطنين.

وعبر الدكتور الهادي إدريس عن أسفه لتصريحات قائد الجيش التي رفض فيها إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها قـوات الدعم السريع. وأعتبر أن ذلك يعكس عقلية من يديرون هذه الحرب، وعدم توفر أي إحساس لديهم تجاه مواطنيهم. وأضاف أن المواطن الموجود في «نيالا أو الجنينة أو زالنجي« ليس هو السبب في سقوط هذه المدن تحت سيطرة قـوات الدعم السريع، بل وجد هؤلاء المواطنون أنفسهم داخل مناطق أصبحت تحت سيطرة الدعم السريع، وذلك بعد انسحاب الجيش منها. وتابع قائلا، إن هذا يطرح السؤال عن: لماذا يعاقب القائد العام للقوات المسلحة المواطن؟ إذ يرى إدريس أن قرارات البرهان غير جادة وغير مسؤولة.

واتهم آدم عيسى إبراهيم، بعض  القيادات من  أبناء دارفور الذين هم في جانب القائد العام للجيش، بأنهم  رفضوا دخول الإغاثة إلى أهلهم عبر منافذ متعددة غير بورتسودان. وأشار إلى أن حديث وزير الخارجية المكلف عن رفض البرهان لدخول الإغاثة من غير بورتسودان، ما هو  إلا تأكيد لما قدمه لهم أبناء دارفور في الحكومة من معلومات تقول إن دخول الإغاثة إلى مناطق غرب البلاد سيتم استغلاله من قبل الدعم السريع في إدخال السلاح، وهذه حجة باطلة ستساهم في وضع العديد من المواطنين على هاوية المجاعة. وأكد إبراهيم، أن المشكلة إنسانية من الدرجة الأولى، وتتعلق بإغاثة شعب لا علاقة له بما يجري، غير أن ذنبه الوحيد هو تواجده في مناطق لا يسيطر عليها البرهان.

وطالب أبناء هذه الشعوب المتضررة برفع أصواتهم عاليًا من أن أجل لا يترك شعبهم عرضة للمجاعة والنزوح واللجوء القسري بحثًا عن الغذاء والدواء.

وفي مقدمة أبناء دارفور الذين وقفوا مع هذا القرار اِنتقاما من بعض المكونات الاجتماعية، مفوض العون الإنساني الاتحادي «سلوى آدم بنية« التي تنحدر من مدينة الجنينة، وعُرفت بتوجهاتها العنصرية ونزعتها الانفصالية. وجاء تعيينها في هذا المنصب بحسب تسريبات، أشارت إلى اتفاق تم بين قائد الجيش وقيادات من القبيلة التي تنتمي لها، مقابل أن يتم استنفار أبناءها للحرب مع الجيش. على أن تقوم مفوضة العون الإنساني بنتفيذ إجراءات انتقامية ضد من لم يخرجوا من المدن في دارفور.

وفي السياق نفسه، قالت غرفة طوارئ ولاية غرب دارفور، في بيان إطلعت عليه «وكالة راينو الإخبارية« أن موقف الحكومة السودانية فيه تعسف وعقاب جماعي لمواطن دارفور، الذي لم يسلم من انتهاكات الطرفين المتصارعين حتى يعاقب بسلاح الجوع. وأشارت إلى أن موقف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من دخول الإغاثة فيه عدم مسؤولية تجاه مواطن الإقليم. ودعت جميع السودانين لاطلاق حملة تضامن واسعة هدفها السماح بدخول الإغاثة وإنقاذ المواطنين السودانيين في دارفور من الموت جوعًا.

أما رئيس لجنة الطوارئ والخدمات بمنطقة أردمتا بولاية غرب دارفور، عبدالله حمدان، قال إن غرب دارفور تعرضت لنكبات عديدة في العام الماضي أفرزت واقعًا ماساويًّا على نطاق الخدمات والموسم الزراعي. لافتا إلى أن كل المؤشرات تشير إلى دخول المنطقة في مجاعة كارثية، وذلك إذا لم يتم التدخل العاجل لإنقاذ الموقف، وأضاف أن الوضع الإنساني أصبح مذريا.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *