“كنديرة” يكتب: تحطيم جناحى غول .. نخبة التيه والضياع .!!

66
عبد الرازق حسن كنديرة.

 

تبدو الحقيقة..

تحطيم جناحى غول .. نخبة التيه والضياع.

 شرط .. ما ليس منه بد !!

عبد الرازق حسن كنديرة ..

هذه النخبة التى تعتبر عقبة كأداء فى طريق نهضة الوطن !

وفاقدة للحساسية الوطنية مما يجعلها غير قابلة ذهنيًّا ونفسيًّا للإصلاح الذاتي !

ولا تملك شجاعة الإعتراف بالعجز والفشل لا سيما فضيلة الترجل وترك الملعب لمن لديه المقدرة على تولي المسؤولية والنهوض بالوطن !

ولعل أبلغ تعبير عنها ما اختطه قلم الراحل د. منصور خالد فى كتابه “النخبة السودانية وإدمان الفشل”!

فنخبة التيه والضياع هذه، والتى وضعها حظنا العاثر حين غفلة من الزمن على سدة الحكم، وتوفرت لها الفرص الكافية للنهوض بوطن يمتلك من الموارد الطبيعية والبشرية ما يجعله قبلة العالم من حيث الإزدهار الاقتصادي والرفاه !ولكن..

عاجز الرأي مضياع لفرصته حتى إذا ما فاته الأمر عاتب القدر فقد أضاعت النخبة الفاشلة كل فرصة ممكنة لتأسيس وطن لجميع السودانيين، وذلك منذ بواكير الاستقلال، حيث آثرت اللهث وراء المكاسب الشخصية الضيقة والأنانية الجشعة، وافتقدت لأدنى مواصفات رجال الدولة.

تمادت النخبة فى ظلم أبناء السودان، ونقضت العهود التى كانت محل اتفاق قومي منذ مهد العهد الوطنى، كسودنة الوظائف فى الخدمة المدنية وكيفية توزيعها على مستوى أقاليم السودان وكيفية توزيع السلطة والثروة القومية كذلك! مما أدى لتمرد «توريت» والذي كان بداية ثورة الهامش على النخبة المركزية الفاشلة وسوء إدارتها للشأن العام.

ولم يعتبروا لقصر نظرهم أن هذا مؤشر خطر ويتعاملوا معه بموضوعية ومسؤولية رجال الدولة لكن كانوا وظلوا بعقلية الأطفال، وذلك لأنهم أقزام أمام وطن عملاق. إذ تعاملوا بردة الفعل غير

المبررة، واختاروا الحل العسكري لكل مقاومة نشبت ضدهم، وارتباطا بذلك عاقبوا قطاع كبير من المجموعات الدارفورية وقبلها الجنوبية بحجة الروابط القبلية بين الحركات المسلحة والقبائل، وهو ما يحدث الآن في الحرب الدائرة. مما فاقم من الأزمة وجذرها اجتماعيًّا بدلًا من حصرها في إطارها السياسي والخدمي والسعي لحلها بأسرع وقت !

ثم تطورت الأزمة مع تعاقب حكومات النخبة، العسكرية منها والديمقراطية، حتى وصلت فى عهد الظلام الشامل لعصابة الإنقاذ إلى انفصال إقليم جنوب السودان، بعد أن عمقت العصابة الأزمة أكثر فأكثر بإضافة بعد ديني ورفع شعار “الجهاد” بين أبناء الوطن الواحد!

حاولت هذه النخبة الفاقدة للشرعية فى نسختها الإنقاذية الجهادية أن تكتسب وتستمد وجودها من خلال افتعال الحروب بغرض كسب القبول من أوساطها الاجتماعية الضيقة، وذلك من خلال تخويفهم من عدو متوهم جنوبًا كان أو غربًا! كذلك، عمقوا أزمات جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وحولوها من مطالب عادلة يمكن الاستماع إليها ومعالجتها، إلى حروب أهلية لا تبقى ولا تذر!

اعتمدت هذه النخبة الفاشلة الماكرة على آليتين لحمايتها وتنفيذ مخططاتها الرامية لإحراق الوطن واستغلال إنسانه واستعباده!

1/ مليشيا (البازنقر – والباشبوزق):

هذه المليشيا التى تأسست بواسطة المستعمر وتم توريثها لهذه النخبة العميلة كمكافأة لعمالتها، ولم تغير من عقيدتها العسكرية والقتالية، فقد تحول ولائها من حماية سيد إلى سيد آخر! ولأن العسكرية أوامر رأسية، عملت النخبة على إحتكار القيادة من خلال التحكم فى الكليات العسكرية، حتى أضحى واضح للجميع من خلال نظرة سريعة أن يلحظ أن كل هيئة القيادة من قرية أو قريتين في السودان!

فهذه المليشيا القبلية الجهوية لا تتورع عن ارتكاب المجازر فى حق الشعوب السودانية لصالح حماية النخبة وردع وتخويف الناس، كما تقوم هذه المليشيا بصناعة الحروب الأهلية من خلال سياسة (فرق – تسد)، حتى لا يتوحد الضحايا وينتبهوا لعدوهم المشترك!

2/ الاقتصاد:

راكمت النخبة رساميل جشعة وطفيلية من خلال احتكارها لفرص العمل والاستثمار والتمويل الصادر والوارد لمحسوبيها. ساهمت هذه الرساميل في استغلال المنتجين الريفيين وسرقت عرقهم سواء كانوا مزارعين أو رعاة، وذلك من خلال شراء سلعهم بواسطة سماسرة بأسعار زهيدة كى يكسب السمسار مقابل خدمته على حساب منتج السلعة (طاقية)، ويتم تصديرها بالعملة الصعبة لصالح الرأسمالي الطفيلي الذي يميل للكسب الرخيص الغير منتج من ريع إيجارات العقارات والسمسرة، إلخ.. والقليل من المصانع لإنتاج السلع الغير ضرورية كالحلويات والبلاستك والمنتوجات الكمالية. ويلاحظ أن مصانع الزيوت ومنتجات الألبان تم إنشائها بعيدًا عن أماكن الإنتاج، والأمر نفسه ينطبق على أسواق الماشية والمحاجر والمسالخ.

إذن وحتى يستقيم أمر الوطن وتجذر خطط التأسيس من جديد، لا بد من تحطيم أدوات وأذرع النخبة التى تضرب وتشل أي ثورة ناشبة للشعوب السودانية وتغتال قادة النضال الوطنى كما عملت من قبل ولم تزل عبر استخبارات مليشيات الباشبوزق وسياسة «فرق تسد» وشراء الذمم وإفساد القيادة الهشة من خلال المال الحرام الذى تمت مراكمته عبر السنين من عرق الغلابة كنتيجة لإحتكار السلطة والمال!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *