معلومات جديدة حول إغتيال الصحفي “خالد بلل” من قبل إستخبارات الجيش على أساس عرقي.

150
مقر نقابة الصحفيين السودانيين.

الفاشر: بلو نيوز الإخبارية –

فُجعت الأوساط الصحفية في إقليم دارفور بشكل خاص، والسودان بشكل عام، باغتيال الصحفي «خالد بلل» على أيدي مسلحين من الفرقة السادسة مشاة، التابعة للقوات المسلحة بمدينة الفاشر، وذلك في يوم الجمعة الماضي، داخل منزله بحي «ديم سلك»، الواقع في مناطق سيطرة الجيش. كان خالد موظف بوزارة الثقافة والإعلام، ثم انتقل إلى العمل بمكتب إعلام «مفوضية الرحل والرعاة» بولاية شمال دارفور.

تسببت هذه الجريمة في إحداث مخاوف واسعة وسط الصحفيين بدارفور، وذلك لما تسببه من تهديد خطير على حياتهم أولًا، وحرية عملهم التي تتطلبها المهنة ثانيًا.

طريقة الاغتيال:

روى الصادق عبدالرحمن سالم، وهو ابن عم الصحفي المغدور خالد بلل، الطريقة التي جرى بها اغتيال الأخير. قائلا: إن خالد بلل ونتيجة للمضايقات التي تعرض لها أفراد من القبائل العربية في مدينة الفاشر، في الأحياء الغربية المتاخمة لقيادة الجيش، اضطر إلى النزوح إلى منطقة «أم سيالة» ولكنه عاد إلى منزله بعد فترة، بغرض حماية ممتلكاته من السرقة.

يوم الحادثة وصلت والدته وشقيقته للاطمئنان عليه. وفي أثناء تواجد ثلاثتهم داخل المنزل، تفاجئوا بمجموعة من عساكر الجيش تسللوا من ناحية مقابر ديم سلك، قبل أن يتسوروا المنزل ويطلقون النار مباشرة على خالد، ليقع على الأرض قتيل. ومن ثم ابتعدت مسافة 20 مترًا، وقصفوا المنزلة بدانة «أربجي» أدت إلى تدمير جزء منه، وإصابة والدته بجروح خطيرة لا تزال تتعالج منها بالمستشفى.

وأكد سالم، أن مقتل خالد كان على أساس العرق، حيث ينتمي المغدور إلى قبيلة «الرزيقات». وأشار إلى أن كل أفراد القبائل العربية في مدينة الفاشر، وفي سوقها الكبير بالتحديد، تعرضوا لمضايقات من استخبارات الجيش، بقيادة العقيد ركن علاء الدين، وبالتعاون مع الحركات المسلحة -مجموعتي جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي. واتهم الاستخبارات بتسميم أجواء مدينة الفاشر، وذلك من خلال سعيها الدائم لخلق نزاعات إثنية تهدد النسيج الاجتماعي بين القبائل التي تقطن المدينة. وكانت الفاشر تضم العديد من القبائل التي تعيش في سلام ووئام.

اعتقالات وسط رجال الشرطة: 

قال الصادق سالم، إن الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش، جندت مجموعة قبلية كبيرة -لم يذكر اسمها- لجمع المعلومات عن أفراد القبائل العربية، وذلك لاعتبارات أنهم موالون لقوات الدعم السريع. وسبق ذلك عملية اعتقال مساعد شرطة، واثنين يتبعون لشرطة المحاكم برتبة عريف، بمدينة الفاشر. وهؤلاء جميعا اعتقلوا لمدة (45) يومًا، تعرضوا فيها للتعذيب الجسدي والنفسي، لا لسبب سوى انتمائهم للقبائل العربية. أيضًا، اعتقل مساعد من شرطة الجمارك بزي الشرطة، ومن داخل مكاتب الجمارك. واقتيد ثلاث من شرطة المرور بزيهم الرسمي من مكاتب عملهم، وتم احتجازهم لفترة طويلة. وأشار سالم إلى وجود فرز اجتماعي خطير تشهده مدينة الفاشر.

ونتيجة لعملية الاغتيال هذه، أبدى عدد من الصحفيين في إقليم دارفور تخوفهم من أن يكونوا مستهدفين، وقالت رابطة «صحفيي وإعلاميي دارفور» في بيان لها، إنها تدين اغتيال الصحفي خالد بلل بسبب الانتماء لمهنة الصحافة، وتقرع ناقوس الخطر على حياة منسوبيها، وأن اغتيال خالد بهذه الطريقة رسالة واضحة لجميع الصحفيين والإعلاميين. وهي بطبيعة الحال، رسالة تهدد حق الحياة والحرية ولا تضع اعتبارًا للقوانين الدولية لحماية الصحفيين.

وناشدت الرابطة المنظمات المحلية والإقليمية والدولية بتقديم المساعدات الفنية والإنسانية للمتضررين من هذه الحرب، كما طالبت طرفي الصراع بحماية الطواقم الصحفية والإعلامية وفق القوانين الدولية التي تنظم شكل العلاقة بينهما والعمل الصحفي والإعلامي.

وفي سياق متصل، طالبت الصحفية حواء داؤود، بإجراء تحقيق عاجل في مقتل الصحفي خالد بلل، وتحديد هوية القتلى، وتقديمهم لمحاكمات عادلة. كما ناشدت طرفي الصراع باحترام القوانين التي تنظم عمل الصحافة.

الجدير بالذكر، أن الاستخبارات التابعة للجيش، درجت ومنذ بداية هذه الحرب على اعتقال وتعذيب وتصفية العديد من المدنيين وفقًا لانتماءاتهم القبلية. وضحية ذلك كانوا عمالًا في مناطق التعدين، وطلاب خلاوي وجامعات، وأسر تقطن المناطق التي يسيطر عليها الجيش، وجرى اصطياد العديدين منهم في الولايات الشمالية ومناطق من مدينة أمدرمان. يحدث ذلك في ظل أنباء عن وجود سجون متعددة، أبرزها يقع في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، وهي ممتلئة بالمدنيين الذين لا تربطهم صلة بالدعم السريع.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *