الجيش يحجز أكثر من “40” ألف جوال دقيق، ومواد إيواء بالفاشر، مخصصة لولاية جنوب دارفور.

101
الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش السوداني.

الفاشر: بلو نيوز الإخبارية –

حجزت قوات الجيش السوداني، بالتواطؤ مع الحركات المسلحة المتحالفة معها، أكثر من “40” ألف جوال دقيق وكميات كبيرة من مواد الإيواء المخصصة لولاية جنوب دارفور، بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقال مصدر عسكري بالجيش السوداني من الفاشر، فضل حجب هويته، في تصريح خصّ به “بلو نيوز الإخبارية” ان إستخبارات الجيش بالفرقة السادسة مشاة “الفاشر”، منعت إيصال مواد إغاثة وإيواء مخصصة لولاية جنوب دارفور، وقامت بحجز أكثر من “40” طن دقيق، وكميات كبيرة من مواد الإيواء، منذ ما يزيد عن ال”6″ أشهر.

وأضاف المصدر؛ ان “المواد” كانت في طريقها إلى مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، لتوزيعها على مستحقيها من مواطني الولاية.

وكشفت تقارير دولية، بحسب منظمات إنسانية، عن جود كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، تخص السودان، “متراكمة” في مدينة “أدري” بدولة تشاد.

وأشارت “التقارير، إلى وجود توجيهات من قوات الجيش السوداني بعدم دخولها إلى دارفور.

وأكدت؛ أن موقف الحكومة السودانية فيه تعسف وعقاب جماعي لمواطن دارفور.

وإستنكر مواطني دارفور قرار “البرهان”، الذي وجد إستنكاراً، وسخطاً كبيراً، خاصة النازحين في المعسكرات.

وفي 11 فبراير الماضي، أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، من مدينة الدبة بالولاية الشمالية، عدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع المنافسة.

وإستنكرت عدد من الجهات والمنظمات الإنسانية، “الاقليمية والدولية”، عرقلة حكومة “البرهان” للمساعدات الإنسانية، ومنع وصولها إلى المواطنين المحتاجين، واشاروا إلى أن قرار قائد الجيش “البرهان” بمنع وصول المساعدات الإنسانية، يتعارض بجلاء مع مبادئ القانون الدولي الإنساني، والتزامات القوات المسلحة السودانية الدولية والوطنية.

 

وفي بيان صحفي، صادر من الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية “ماتثيو ميللر” بتاريخ 23 فبراير الماضي، عبرت واشنطن، عن قلقها البالغ، أزاء قرار “البرهان” بمنع دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تشاد وإعاقة وصول المساعدات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

 

وتشهد الأوضاع الإنسانية تدهوراً مريعاً في مناطق كثيرة من إقليم دارفور، وذلك بسبب انعدام الغذاء، والدواء، في وقت حذّرت فيه منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة “الفاو” من أن شبح المجاعة يهدد حياة الملايين في السودان.

وقالت المنظمة، إن أعداد الذين يواجهون جوعًا حادًا في السودان تضاعفت تقريبًا منذ العام الماضي، حيث بلغت الأعداد هذا العام عقب الحرب “20.3” مليون شخص، وقد زاد قرار “البرهان” بمنع وصول المساعدات الإنسانية، الأمور تعقيدًا ووضع مناطق عدة في السودان على بوابة المجاعة.

الدكتور الهادي إدريس رئيس حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي.

 

وقال الدكتور الهادي إدريس، رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، ورئيس الجبهة الثورية، إن المجاعة أصبحت واقعًا على الأرض، وأن أبسط مقومات الحياة لم تعد متوفرة، مضيفاً؛ في حالة ظلت الأوضاع الإنسانية الراهنة كما هي، نتوقع أن تحدث كارثة إنسانية خلال الأسابيع القادمة، مشيراً؛ إن هذا هو السبب الذي دفعهم لطرح مبادرة في الأيام الماضية من مدينة الفاشر، والتى تهدف إلى فتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة للمواطنين.

وعبر “إدريس” عن أسفه لتصريحات قائد الجيش “البرهان” التي رفض فيها إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها قـوات الدعم السريع، وأعتبر أن ذلك يعكس عقلية من يديرون هذه الحرب، وعدم توفر أي إحساس لديهم تجاه مواطنيهم. وأضاف أن المواطن الموجود في «نيالا أو الجنينة أو زالنجي “ليس هو السبب في سقوط هذه المدن تحت سيطرة قـوات الدعم السريع، بل وجد هؤلاء المواطنون أنفسهم داخل مناطق أصبحت تحت سيطرة الدعم السريع”، وتابع”إدريس” قائلا، إن هذا يطرح السؤال عن: لماذا يعاقب القائد العام للقوات المسلحة المواطن؟ إذ يرى إدريس أن قرارات البرهان غير جادة وغير مسؤولة.

 

ومن جانب آخر، إتهم الأستاذ آدم عيسى إبراهيم، بعض القيادات من أبناء دارفور الذين هم في جانب القائد العام للجيش، بأنهم من رفضوا دخول الإغاثة إلى أهلهم عبر منافذ متعددة غير بورتسودان.

وأشار إلى أن حديث وزير الخارجية السوداني المكلف عن رفض “البرهان” لدخول الإغاثة من غير بورتسودان، ما هو إلا تأكيد لما قدمه لهم أبناء دارفور في الحكومة من معلومات تقول، إن دخول الإغاثة إلى مناطق غرب البلاد، سيتم استغلاله من قبل الدعم السريع في إدخال السلاح، وهذه حجة باطلة ستساهم في وضع العديد من المواطنين على هاوية المجاعة.

وأكد “إبراهيم”، أن المشكلة إنسانية من الدرجة الأولى، وتتعلق بإغاثة شعب لا علاقة له بما يجري من حرب، غير أن ذنب “المواطن” الوحيد، هو تواجده في مناطق لا يسيطر عليها “البرهان”.

وطالب “ابراهيم” أبناء الشعوب المتضررة في السودان، برفع أصواتهم عاليًا من أن أجل لا يترك شعبهم عرضة للمجاعة، والنزوح، واللجوء القسري بحثًا عن الغذاء والدواء.

وفي السياق نفسه، إشارت غرفة طوارئ غرب دارفور، إلى أن موقف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من دخول الإغاثة فيه عدم مسؤولية تجاه مواطن الإقليم، ودعت “الغرفة” جميع السودانين لاطلاق حملة تضامن واسعة هدفها السماح بدخول الإغاثة وإنقاذ المواطنين السودانيين في دارفور من الموت جوعًا.

وقال رئيس لجنة الطوارئ والخدمات بمنطقة أردمتا بولاية غرب دارفور، الأستاذ “عبدالله حمدان”، إن غرب دارفور تعرضت لنكبات عديدة في العام الماضي، أفرزت واقعًا ماساويًّا على نطاق الخدمات والموسم الزراعي، لافتا إلى أن كل المؤشرات تشير إلى دخول المنطقة في مجاعة كارثية، وذلك إذا لم يتم التدخل العاجل لإنقاذ الموقف، وأضاف أن الوضع الإنساني أصبح مذريا.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *