علي أحمد يكتب: أما “الدعم السريع” أو الطوفان .!

35
الأستاذ علي أحمد..

طرائق الكيزان عديدة ومُعقدة جدًا، لا يعلمها إلّا من خِبر مُكرهم طويلًا، وهم بطبعهم اللئيم يعيشون على المُكر والمؤامرات، خصوصًا الآن وهم يخوضون حربهم هذه كحرب وجود، قبل أن يتلاشوا ويصبحوا كيهودِ التاريخ، يعوون في الصحراء بلا مأوى.

ومن لطف الله على السودان وشعبه الطيِّب أن فشل مخططهم الأول، ولم يستطيعوا هزيمة قوات الدعم السريع في سويعات أو أيامٍ معدودات كما كانوا يظنون، فيخلوا لهم وجه السودان، ويصبحوا في فسادهم هانئين!

ولأنها حرب وجودهم، لم يستسلموا بعد هزيمة خطتهم الرئيسية أو قل فشلها، فاتجهوا إلى مخططهم الثاني، وهو العمل على التدمير الداخلي، لقوات الدعم السريع وأيضاً وسط القوى السياسية والمدنية الديمقراطية، ببث الشائعات والأكاذيب والفتن والقص واللصق و(الفوتوشوب)، وارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق المدنيّين، ورميها على الدعم السريع، ساعدهم على ذلك وجود مجموعات قليلة من أصحاب النفوس الضعيفة تتزيأ بزي الدعم السريع وتحارب بجانبها في الظاهر، ولكنها في الحقيقة تحارب ضدها لصالح الكيزان، بارتكاب الانتهاكات والفظائع ونسبتها إليها، رغم توجيهات القيادة الصارمة في كل خطاب وآخر بضرورة جعل حفظ أمن المواطنين وممتلكاتهم أولوية قصوى، وأيضاً – وهذا هو الأهم – هناك بعض الأصوات التي تتحدث بلسان الدعم السريع، وهي تعمل على عزلها عن القوى السياسية والمدنية الديمقراطية، كما أنّ هناك أصوات تعمل في الاتجاه المعاكس على عزل القوى السياسية عن قوات الدعم السريع.

وأمام هذه التحديات الجِسام، لابُدّ للطرفين، وأقصد بهما قوات الدعم السريع والقوى المدنية والسياسية الديمقراطية ، أن يستشعرا خطورة المرحلة الراهنة، ويرتقيا إلى مستوى المخاطر التي تُحْدِق بهما، وأن يتفهما التناقضات كلاً في موقعه، وأن لا يقفا أمام الاختلافات الصغيرة العارضة والهواجس المُضللة، وأن يعملا سوياً ويتحدثا عن هذه التناقضات بكل شفافية ووضوح، ويُركزا في المُشتركات التي تجمعهما، فالحقيقة أنه وكما تحتاج الدعم السريع للقوى السياسية والمدنية الديمقراطية ، فإن القوى السياسية بحاجة مماثلة إليها وربما أكبر ، فلا ديمقراطية بل ولا سودان من أساسه – بشكله الحالي- حال انتصرت جماعة الاخوان المسلمين (الكيزان) – لا قدر الله- فلا تحول مدني ولا حكم ديمقراطي سينشأ؛ لا بعد الحرب ولا في المستقبل القريب، خصوصًا وأن هذه الجماعة الإرهابية تعلمت من هزيمتها في ثورة ديسمبر ما يكفي لقتل أي محاولة لإستنساخها مرة أخرى، وسيتحول ما تبقى من البلاد إلى جمهورية موز “قندهارية” كيزانية خالصة، وكمثال مُخفف على ما نقول ما آلت إليه مدينة بورتسودان وتحولها إلى بورت كيزان!

لا أحاول القول هنا أن قوات الدعم السريع قوات ملائكية طهرانية هبطت إلينا من السماء، فهي مثلها ومثل كل المؤسسات في بلادنا، ترتكب الأخطاء والخطايا، وهي أخطاء وخطايا قابلة للإصلاح في مناخ ديمقراطي شفاف يناقش العِلل ويُعالجها معالجة جذرية شاملة وكاملة. وما أريد أن أقوله هنا، أنْ لا أحد يطلب منك أن تُمجِّد وتتغنى بقوات الدعم السريع، ولا أن تصبح “دعامياً” وتحمل بندقيتك لتحارب بجانبها، ولكن يجب أن تعلم أن في هزيمة قوات الدعم السريع هزيمة لك، وإنكسارها انكساراً لمشروعك الوطني والأخلاقي والشخصي ، ومن يرى أن بامكانه تحقيق الدولة الديمقراطية التي يحلم بها بعد إنتصار الكيزان في الحرب فليرمي قوات الدعم السريع بحجر، بل بحجارة من سجيل.

الطريق واضح ومعالمه واضحة ومكتوبة في كل أسفار الوطنية والأخلاق، فإما أن نقف خلف قوات الدعم السريع ولو من باب أضعف الإيمان، أو فلننتظر الطوفان الكيزاني الذي لن يبقي ولن يذر.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *