علي أحمد يكتب: ياسر العطا .. وغداً أمرُ .!

48
الأستاذ علي أحمد..

 

رمضان كريم على جميع السودانيين ومسلمي العالم وعلى قراء (الركوابة) بصفة خاصّة، أعادة الله علينا وعلى بلادنا بالخير واليُمنِ والبركات، وأمَنَ علينا بالسلام وأوقف عنّا الحرب وسفك الدماء وانتقم لنا ياجبّار ياقوي ممن ظلوا يرتكبون جرائم القتل وينشرون الموت ويزهقون أرواح ويسفحون دماء السودانيين في شهر رمضان، بداية بإعدام 28 ضابطاً في رمضان 1990، ثم مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019 الموافق 29 رمضان، وإشعال الحرب رمضان المنصرم.

ورغم أن شهر رمضان هو أفضل الشهور عند المسلمين، لكن – وهذا مؤسف – لم تستجب قيادة الجيش لدعوة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ولا لدعوة الدول الإسلامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بوقف القتال في رمضان حتى ينعم الشعب المغلوب على أمره بهدوء نسبي وراحة مؤقتة، فالكيزان معتادون على التقرب إلى الله في رمضان بسفك دماء المسلمين كما أشرنا سلفاً.

وعندما استجابت قيادة قوات الدعم السريع لنداء مجلس الأمن والدول الصديقة والشقيقة، ذهبت قيادة مليشيا الكيزان المُسماة مجازاً بالجيش إلى الإتجاه المُعاكس على لسان أحد كبار قادتها، ودعوني استعيذ بالله وأطلب مغفرته لإيرادي اسمه في أول يوم من هذا الشهر المعظم، لأنه بالنسبة لي ولكثيرين غيري من مُبطلات الصيام ومُفسِداته، مثله مثل الجماع والحيض والاستمناء والقئ عمداً والسُكر، وهو خبير لا يُضاهى في المفسدة الأخيرة.

اسمحوا لي، واستغفروا لي الله أن أورد اسم مساعد قائد مليشيات الكيزان المدعو ياسر العطا في شهر التوبة والغفران والرحمة، فالرجل الذي كان يخاطب حفل تخريج مليشيا جديدة بمدينة كسلا، تم حقنها مجهرياً في رحم (الجيش) الذي اعتاد على مثل هذا الحمل السفاح، والعياذ بالله، ففد حبُلّ هذه المرة بنحو 1500 قاتل ومجرم من الكوز الفاسد وزير مالية المليشيا الكرتية جبريل إبراهيم.

العطا غير المِعطاء وسفاك الدماء، لا يسره أن يرى السودانيين ينعمون بصيام هادئ، وقد اعتاد على جلب الحزن والأسى لهم في هذا الشهر المبارك، رفض أي هدنة أو وقف للعمليات في رمضان كما رفض التفاوض مع قوات الدعم السريع، لكن كل هذه الجعجعة لا تقوم على منطق،ـ لأنه المهزوم لا يفرض شروطه على المنتصر أبداً، فما الذي حققه العطا في مسرح العمليات، فمتى انتصر في الخرطوم؟ أو استعاد الجزيرة ودارفور؟

الرجل قال إنه لن يجلس مع الدعم السريع إلاّ للبت في كيفية الاستسلام، فيا للعجب ويا للإفطار في نهار رمضان وصيام رجب ! فكيف بالله عليكم لرجل راشد عاقل دعك عن عسكري محترف أن يقول إنه لا هدنة إلا بانسحاب من سماهم (المتمردين) من الجنينة وزالنجي ونيالا والضعين وكل مدن وقرى دارفور وكل مدن وقرى وحلال وفرقان كردفان وكل مدن وقرى الجزيرة والعاصمة القومية.

فإذا إذا انسحبوا من كل هذه المناطق، ما الداعي للتفاوض معهم؟ وفيم ستتفاوضون معهم أيها السكير النتن؟، لكن هذا هين، إنما السؤال كيف سيطروا على كل هذه المدن والبلدات والقرى التي ذكرتها؟ أين كان جيشك؟ وهل ثمة قائد محترم يهزم من (مليشيا) كما يسميها، كل هذه الهزائم، ولا يطلق رصاصة على رأسه وينتحر، أو على الأقل يعتذر للشعب السوداني ويستقيل من منصبة!

أما بالنسبة لإنسحاب الدعم السريع، لمجرد (هوشة كلامية) صادرة عن رجل هو وأم الكبائر كهاتين، فإن هذا محض وهم لن يتحقق حتى بمليشيا جبريل، لأن الانسحاب في الحروب يحدث دائماً بإحدى طريقتين، إما هزيمة الخصم وإجبارة بالقوة الباطشة على ذلك، وهذا ما لم نره حتى الآن، وبعد مرور ما يقارب العام من الحرب حيث ظل الجيش مهزوماً في كل المعارك، أو بالجلوس مع الخصم في مفاوضات والتوصل إلى اتفاق، فقط لا غير، ونأمل من العطا أن ينتبه لهذه الفكرة حتى ولو بعد ذهاب السكرة.

ما لفت نظري قول هذا المعتوه أن الشعب السوداني لا يريد (هدنة) وكأنه استفتاه في ذلك، لكنه بالطبع يقصد أسياده (الكيزان) فهم من يملون عليهم هذه السخافات والتفاهات، فالرجل عندما يشير إلى أجانب في قوات الدعم السريع إنما يجعل منسوبي هذه القوة أكثر إصراراً على قتاله، وعندما ينبري لاستفزاز دولة شقيقة وشعب صديق؛ كقيادة دولة الإمارات العربية وشعبها الكريم الذي يستضيف عشرات آلاف السودانيين، ومن عشرات السنين ، ويصفها مرة بدولة المافيا وتارة يصف قادتها بأمراء الدمار والخراب، وهو إنما يصف نفسه وقادته، فما من مافيا في هذا العالم كالعصابة التي تسمى قيادة الجيش وعلى رأسها البرهان والعطا، وما من أمراء دمار وخراب غيرهم، فأمراء الإمارات بنوا دولة حديثة ويعيش شعبهم في رفاهية لا نظير لها في العالم أجمع ويستوعب بين ظهرانيه شعوب العالم كله يقدم لها الوظيفة والتجارة والعيش الكريم والأمن والاستقرار والراحة النفسية، فماذا قدم قادة الجيش السوداني غير الدمار والخراب ونشروا الحروب والموت والأوبئة خلال حكمهم الذي استمر أكثر من 55 عاماً، فيا له من عطا جبان وأرعن ويا للسانه الناضح بالبذاءة والصفاقة، إنه رجل منفلت العِقال مشوش العقل، لا سبيل أمامنا إلاّ أن نقول لكم (لا تسألوه وأسألوا الكأس عن أمره)، وكل عام وأنتم بخير.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *