“تفاعلات” داخلية وخارجية مع قرار مجلس الأمن بشأن “الهدنة” في السودان.

56

تقرير: بلو نيوز الإخبارية –

في يوم الجمعة الماضي، دعا مجلس الأمن الدولي، طرفي الصراع في السودان، إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان. وأيدت (14) دولة مشروع القرار الذي اقترحته بريطانيا، وامتنعت روسيا عن التصويت عليه. كما دعا الأطراف المتحاربة، إلى تمكين وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود، بشكل سريع وآمن دون أي عوائق أو شروط. بالإضافة إلى حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

وجد القرار، قبولًا واسعًا من جهات محلية وإقليمية ودولية. فقبل صدوره، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، إلى وقف فوري للأعمال العدائية خلال شهر رمضان. محذرًا من خطر المجاعة الذي بات يهدد الشعب السوداني والبلدان المجاورة. كما رحبت المملكة العربية السعودية بالقرار الصادر عن مجلس الأمن الداعي لوقف الأعمال القتالية في السودان خلال شهر رمضان.

واعتبرت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” قرار مجلس الأمن بأنه: “خطوة مهمة نحو وقف إطلاق النار وبداية عملية تحقق السلام والاستقرار في البلاد. كما ندعو القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى الاستجابة لرغبة الشعب السوداني في تحقيق الهدنة ووقف الأعمال العدائية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، لإنقاذ الأرواح وتوفير الأمان للمدنيين/ات”.

أيضا، رحبت قوات الدعم السريع، بالقرار الصادر عن مجلس الأمن، وقالت في بيان لها: “إن استجابة قواتنا لهذا القرار تأتي من واقع مسؤوليتها الأخلاقية تجاه شعبنا العظيم وينسجم مع موقفنا المبدئي الرافض للحرب ويتسق مع رغبتنا في رفع معاناة شعبنا وتسريع وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها في جميع أنحاء السودان لا سيما المناطق التي تعمد الطرف الآخر معاقبة المدنيين فيها بعرقلة دخول المساعدات إليهم”. وناشدت جميع المراقبين، بأهمية وجود آليات متوافق عليها لضمان تنفيذ القرار، مشيرة إلى مواقف القوات المسلحة ومليشيات المؤتمر الوطني وتاريخها الطويل في ارتكاب الفظائع وخيانة العهود والمواثيق وخرقها جميع الهدن الإنسانية التي تم الاتفاق عليها خلال فترة الحرب.

وفي يوم الخميس الماضي، نقل مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، خلال جلسة مجلس الأمن، موافقة عبدالفتاح البرهان على وقف القتال خلال شهر رمضان. وطالب قائد الجيش، بإنشاء آلية لضمان مراقبة وقف العدائيات خلال شهر رمضان.

في الوقت نفسه، أصدرت الخارجية السودانية بيانًا، وضعت فيه أربعة شروط لموافقتها على إقرار هدنة في السودان. مما يعني عمليا، رفض القرار المقترح من مجلس الأمن، والذي يعتبر قرارًا ملزمًا وغير مشروط. وبالتالي، يعني حديث خارجية الأمر الواقع، استمرار العمليات العدائية خلال شهر رمضان. وفي تحدٍ واضح، لقرار مجلس الأمن، أعلن مساعد قائد الجيش، ياسر العطا، أن لا هدنة مع قوات الدعم السريع خلال شهر رمضان. وهو موقف على النقيض من موافقة البرهان المعلنة بواسطة مندوب السودان على الهدنة.

يوم أمس، الثلاثاء، اخترق الجيش السوداني مسنودا بالجماعات الإسلامية الجهادية المتطرفة، قرار الهدنة الذي تم إقراره بواسطة مجلس الأمن الدولي، وذلك بعد الهجوم المكثف على قوات الدعم السريع المتواجدة بمقر الإذاعة والتلفزيون بأمدرمان. ويعتبر ذلك ردًا صريحًا من قبل الجماعات الإسلامية في الجيش على القرار الصادر عن مجلس الأمن، ويبين عدم احترامها للمؤسسات الدولية التي تسعى لتنفيذ القانون الدولي وحماية المدنيين. يأتي ذلك على خلفية تصريحات القائد العام للحركة الإسلامية، علي كرتي، للشرق الأوسط، والتي رفض فيها أي هدنة مع قوات الدعم السريع.

وفي سياق متصل، نقلت “التغيير” تصريحا للناطق الرسمي باسم تحالف قوى الحرية والتغيير، جعفر حسن جاء فيه: “إن تصريحات علي كرتي أتت مناقصة لتصريحات البرهان التي نقلها مندوب السودان لدى الأمم المتحدة”. وذلك يبين إلى أي مدى تسيطر الجماعات الإسلامية بقيادة “علي كرتي” على قرار الجيش السوداني. وإنهم ينتهجون طريقا ضد رغبة الشعب السوداني في السلام والاستقرار، وذلك عبر إطالة أمد الحرب وتوسيع رقعتها وعدم الاعتراف بالقرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *