خلافات كبيرة بين قادة الجيش، وقرار إقالة مدير “المخابرات” أمام البرهان.
خاص _ بورتسودان: بلو نيوز الإخبارية –
افادة مصادر مطلعة ببورتسودان، عن وجود بوادر خلافات حادة بين قادة القوات المسلحة السودانية، حول قيادة وسير العمليات الحربية ضد قوات الدعم السريع، ومشاركة جماعات إسلامية، معظمها تتبع لنظام المؤتمر الوطني السابق، بالإضافة إلى إنحياز مجموعات من الحركات المسلحة، للقتال إلى جانب القوات المسلحة.
واتهم عدد من كبار الضباط بجهاز المخابرات العامة، الفريق أحمد مفضل، المدير العام للجهاز، بالضعف والقصور وقلة الحيلة، وانه اضعف من عمل وقدرات جهاز المخابرات العامة، وفشل في إعداد التقارير المؤكدة والموثوقة، والحصول على المعلومات الحقيقية الدقيقة، حول ما يدور في البلاد قبل هذه الحرب، وبعدها، خاصة من جانب “الدعم السريع”.
وقال مصدر أمني ضليع، بجهاز المخابرات العامة ببورتسودان، فضل حجب هويته، لانه غير مخول له الحديث، في تصريح خصّ به “بلو نيوز الإخبارية”، أن عدد من ضباط جهاز المخابرات العامة، والإستخبارات العسكرية، أبدو تذمرهم على أداء جهاز المخابرات العامة، وحملوا مدير الجهاز، الفريق أحمد مفضل، المسؤولينة، وإعتبروه أفشل وأضعف مدير مر على تاريخ جهاز المخابرات في السودان، وانه على الرغم من وجود الكوادر المؤهلة، والإمكانيات والموارد الكبيرة “المادية والبشرية” التى تذخر بها جهاز المخابرات العامة، إلا ان “الفريق مفضل” فشل في وضع إستراتيجية أمنية، تعمل على توفير أبسط المعلومات المؤكدة والدقيقة والموثوقة عن الأوضاع الأمنية في البلاد، والتنبيه عن الحالة والمخاطر الأمنية الداخلية والخارجية التى تحدق بالبلاد منذ قبل الحرب، إلى اليوم.
وأشار المصدر؛ إلى ان معظم المعلومات المؤكدة يتم الحصول عليها بواسطة أفراد من الإستخبارات، او المباحث، او عن طريق الصدفة، ومعظم تقارير ومعلومات جهاز المخابرات العامة، متضاربة وغير دقيقة، مما ساهم ذلك في تفاخم الأوضاع الأمنية في البلاد منذ قبل الحرب، وبعدها ألحق أضرار كبيرة بالقوات المسلحة السودانية في هذه الحرب، حيث تعرضت لخسائر وهزائم كبيرة، وسقطت حاميات وفرق عسكرية عديدة، وفقدت بموجبها القوات المسلحة عدد كبير من ضباط وضباط صف وجنود، ما بين قتيل وأسير، كل هذا بسبب القصور الكبير لجهاز المخابرات العامة، وفشله في القيام بأداء واجباته بوجه أكمل، في جمع وتوفير المعلومات الحقيقية المؤكدة والموثوقة الدقيقة.
وأضاف المصدر؛ هنالك شكوك لدى عدد من ضباط القوات المسلحة، حول مدير المخابرات، الفريق “مفضل”، بالعمالة والتعاون مع أجهزة مخابرات خارجية، من دول غربية وعربية لمصلحته الشخصية وليست الوطنية.
وأبلغ المصدر؛ ان عدد من كبار الضباط من رتبة “رائد إلى فريق” من جهاز المخابرات والإستخبارات، يرون ان وجود “مفضل” على رأس جهاز المخابرات سوف تضر بالقوات المسلحة اكثر فأكثر، وطالبوا عبر مذكرة مقدمة للفريق أول عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، بإقالته فوراً، ومحاسبته.
وأكد المصدر؛ ان قرار إقالته قريباً، وسيكون القرار إدارياً بحتاً، وفق متطلبات الوضع الراهن دون أي مزايدة.
والجدير بالذكر، ان الفريق أحمد إبراهيم مفضل، تم تعيينه نائبا لمدير جهاز المخابرات العامة في 22 نوفمبر 2019، حيث أصدر “البرهان” رئيس مجلس السيادة، قراراً بتعيين الفريق أحمد إبراهيم علي مفضل نائباً لمدير المخابرات العامة، وخلفاً للفريق أمن عوض الكريم القرشي الذي أحيل للتقاعد.
وفي عهد الرئيس المخلوع “عمر البشير” قبل سقوطه، تم تعيينه والياً لولاية جنوب كردفان، ورئيساً للمؤتمر الوطني بالولاية في مارس 2018.
وتشير التقارير إلى ان الفريق “مفضل” معروف بأنه إسلامي منذ الجامعة، وفقاً لدفعته في الدراسة بالمراحل الابتدائية والثانوي العام والعالي، وانه من الإخوان المنضمين للحركة الإسلامية منذ زمن بعيد، وحيث جلس لامتحان الشهادة السودانية عام 1980، ومنها غادر للدراسة في العاصمة المصرية القاهرة، وتخرج من كلية التجارة بجامعة الزقازيق 1985، ثم التحق بالعمل في الوكالة الإسلامية لفترة قصيرة، ومن ثم توجه للعمل بمنظمة الدعوة الإسلامية، وعمل في نشاطها بمدينة نيالا، كما عمل مبعوثاً لديها في اوغندا وتنزانيا، ومن ثم التحق للعمل بجهاز الأمن والمخابرات في منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث تقلد مسؤولية عدد من الإدارات بالجهاز، منها إدارة المخابرات الخارجية، وإدارة الأمن الاقتصادي لنحو عامين، وهي الإدارة ذات الصلة الوثيقة بالشأن الاقتصادي، ولها دور كبير في الفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية بالدولة.
وعلى صعيد متصل، قال مصدر عسكري رفيع بالقوات المسلحة السودانية، ان قيادة الجيش ببورتسودان، قامت بإستدعاء عدد من الضباط، معظمهم من مناطق العمليات برتب مختلفة، لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بسير العمليات القتالية، وتمت إقامتهم بمبنى الإستخبارات بقيادة الفرقة “12”، وفي يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء 28 فبراير، قام هؤلاء الضباط في إطار “ونسه” بمناقشة أوضاع الحرب الراهنة في البلاد، والدمار الذي طال المؤسسات والبنية التحتية للدولة، والحالة المعيشية للمواطنين، وأوضاع الجيش بصورة عامة، بسخط وإنتقاد حاد لقيادة الجيش، خاصة البرهان، وكان بعض الضباط لهم رأي واضح ضد تسليح المواطنين تحت مسمى المقاومة الشعبية المسلحة، وكذلك ضد مشاركة الإسلاميين، الذين وصفوهم ب”أس البلاوي” في القتال مع الجيش السوداني، فقام أحد أفراد الإستخبارات بعمل تقرير وإصال كل الحديث الذي دار إلى رئاسة الإستخبارات، التي قامت بإستدعائهم جميعا، وتم التحقيق معهم عبر العميد إستخبارات ” ح ع”، حول ما كانوا يتداولونه، وبعد الإنتهاء من التحقيق، تم شتمهم وإهانتهم، وطلب منهم عدم الخوض في أي حديث من هذا النوع مجددا، الذي قد يسبب لهم المشاكل أو يجلب لهم الشبهات، وأن الإستخبارات صاحية تسمع وترى أي ظاهرة سالبة داخل الجيش وأن البلاد الآن في حالة لا ينقصها أي نوع من أنواع التململ في الجيش.
وأضاف المصدر؛ وعلى اثر هذه الحادثة إنتظمت إجتماعات بمبنى الإستخبارات، طوال أيام الخميس، والجمعة، والسبت، وكانت الإجتماعات خاصة بكبار ضباط جهاز المخابرات، بقيادة “أحمد مفضل” مدير جهاز المخابرات العامة، والإستخبارات العسكرية، بقيادة “صبيرة” مدير جهاز الإستخبارات العسكرية، وبحضور عدد “57” ضابط من من الأمن والاستخبارات، وتناول الاجتماع عدد من الاجنده أهمها:
- تعدد مراكز إتخاذ القرار في القوات المسلحة السودانية، وعدم وجود تنسيق محكم بين الوحدات المختلفة.
- المشاكل، والخلافات، والمخالفات، داخل القوات المسلحة السودانية، والتحديات التى تواجهها.
- الموقف العملياتي في السودان، خاصة ولايات الخرطوم والجزيرة، وسنار، والنيل الابيض.
- مشاركة الاسلاميون في الحرب بجانب القوات المسلحة.
- المقامة الشعبية المسلحة.
- معسكرات تدريب المستنفرين، ومجموعات الحركات المسلحة، داخل السودان وفي دولة ارتريا.
- الموقف الحربي، والدعم الخارجي.
وأكد المصدر؛ ان هذه الإجتماعات تمت دون مشاركة افراد من الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش، بحجة ان هذه “الإجتماعات سرية، وخاصة بمناقشة أوضاع مهمة ذات خصوصية وسرية تامة حول الحرب والظروف الراهنة، وأنه ليس هنالك ثقة كافية من قبل القوات المسلحة السودانية في قوات الحركات المسلحة.
وأشار المصدر؛ إلى ان الإجتماعات شهدت وجود تباينات عديدة واراء مختلفة بين المجتمعون، ولم يتمكنوا من الخروج برأي واحد متفق حوله، خاصة فيما يخص مشاركة الإسلاميون في الحرب بجانب الجيش، حيث يرى الاغلبية ضرورة الإلتزام بتنفيذ أوامر وتوجيهات قيادة القوات المسلحة، واستخدام كافة المجموعات لمساندة الجيش في هذه الحرب، من الاسلاميون والحركات المسلحة من داخل السودان وخارجة، وجميع قطاعات الشعب السوداني، وبعد تحقيق الانتصارات ودحر الدعم السريع، وقتها لكل حادث حديث، والقوات النظامية قادرة إلى إدارة جميع المجموعات المسلحة خارجها.
وأكد المصدر؛ عن وجود خلافات بين مجموعة من الضباط، تحفُّظت قيادة الجيش على عدد منهم، وهنالك أنباء عن صدور قرارت من القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، أحال بموجبه عدد من الضباط في الرتب المختلفة للتقاعد، وترقية عدد من ضباط جهاز المخابرات العامة في الرتب المختلفة.
وأوضح المصدر: أن هذه القرارات نتيجة للخلافات بين قادة القوات المسلحة السودانية، ولم تأتي ضمن الإجراءات الراتبة والروتينية في إطار الموازنة والترتيب الهيكلي العادي، والتي تتم كل فترة وفقاً لقوانين ولوائح القوات المسلحة السودانية.
وأضاف المصدر؛ أن الخلافات بين قيادات القوات المسلحة ستظهر للعلن خلال الأسابيع القادمة، مشيراً إلى أن “الخلاف داخل قيادات الجيش ليست جديدة، والخلل بدأ في “6” أبريل، حين إنحاز عدد من الضباط والجنود إلى جانب المتظاهرين، وظل الخلل قائما ولم يتم معالجة الأمر بشكل جدي وجذري إلى الآن.