تصريحات ياسر العطا.. استلاف خطاب ساحات الفداء .!!
الخرطوم – راينو: بلو نيوز الإخبارية-
لم يتفاجأ الكثيرون من تصريحات نائب قائد الجيش ياسر العطا حول عدم نية الجيش السوداني تسليم مقاليد الحكم للقوى المدنية إلا عبر انتخابات تأتي بإشراف الجيش نفسه.. تصريحات الجنرال العطا تأتي بحسب البعض في سلسلة تآمرات المؤسسة العسكرية ضد القوى المدنية والسياسية في السودان، التي كانت أخر حلقاتها انقلاب 25 أكتوبر 2021 عندما أطاح الجيش بالقوى المدنية شريكته في الحكم وزج باعضائها في المعتقلات وسط ادانات دولية تطالب بارجاع السلطة للمدنيين وإكمال عملية الإنتقال الديمقراطي في السودان.
الجيش والسلطة:
أمام مجموعة من مناصريه قال مساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا، يوم السبت “إن الجيش لن يسلّم السلطة لقوى سياسية أو مدنية أو أحزاب دون انتخابات” وأضاف العطا، في كلمته المصورة ، أنه لا بد من فترة انتقالية يكون القائد العام للجيش “رأس الدولة ومشرفاً عليها”، تشارك فيها الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها الجيش والشرطة والأمن.
تصريحات مساعد قائد الجيش تأتي وعلى الجانب الآخر تدور الأحاديث عن فرصة تلوح لإحياء لقاء”البرهان حميدتي” ليكون مفتاحاً لبداية الحل الذي تعثر في السابق بفعل تقاطع الأجندة داخل السودان وفي الإقليم، وفق ما أكده مصدر مصري مطلع في الجامعة العربية لموقع “سودان تربيون”، الأمر الذي عزاه البعض لوجود تيارات داخل الجيش، بعضها يتخذ مواقفاً حادة تجاه أي حديث عن أي عملية سياسية لإنهاء الحرب.
ردود أفعال:
توالت ردود أفعال القوى السياسية والمدنية حول خطاب نائب قائد الجيش ياسر العطا، وعلقت الناطقة باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية رشا عوض على تصريحات مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا حول إن الجيش لن يسلم السلطة لقوى سياسية أو مدنية أو أحزاب دون انتخابات. وتساءلت رشا عوض “من انتخب ياسر عطا أو البرهان؟” وقالت إن الجيش السوداني ما زال يرى أنه الوصي على السودانيين..
رئيس الهيئة الإعلامية بالتجمع الاتحادي والناطق الرسمي بإسم تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير جعفر حسن قال” كنّا نعلم من اللحظة الاولى أن من أهم أهداف هذه الحرب هي الإستمرار في مقاليد السلطة ولو بإي ثمن. بعد أن فشل انقلابهم على ثورة ديسمبر المجيدة.ماكان لهم من طريق آخر الّا عبر “إراقة كل الدماء” وأضاف جعفر في تصريحات صحفية “لم نتفاجأ بما قاله الجنرال ياسر العطا الرجل بتصريحه ذكر الحقيقة المجرّدة، وقال ما خبأه الأخرون من الأسباب الرئيسية التي من أجلها اضرموا النيران في كل الرجاء”.
فيما اعتبر نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف تصريحات نائب قائد الجيش ياسر العطا عن السلطة تكشف “حقيقة جانب من أهداف الحرب وهو ترسيخ سلطة عسكرية استبدادية وقطع الطريق أمام أيّ تحوّل مدني”. وأكد يوسف إن القوى المدنية ستظل ضد هذه الحرب ولن تنحاز “لأي شكل من اشكالها أو طرف من أطرافها”.
تغيير مواقف:
المحلل السياسي والقيادي بحزب الأمة القومي “عروة الصادق” أعتبر في تصريح لـ”راينو” إن مساعد قائد الجيش ياسر العطا تغير موقفه تبعاً لمعطيات وتأثيرات آنية وهذا الحديث يوضح أنه محاط إحاطة السوار بالمعصم بمجموعات الحزب المحلول وسدنة انقلاب ٢٥ أكتوبر، ولا يستطيع إلا أن يقول بما يساير أهواءهم.. وأكد عروة إن موقف العطا يغاير تماماً الخطوات التي تسير في القاهرة بموافقة قائد الجيش وتحرك نائب القائد العام وقائد ثاني قوات الدعم السريع، التي تتجه نحو الحل وإنهاء الحرب.
ويرى “عروة” إن المضي قدماً في الخطابات المستلفة من مسيرة ساحات الفداء فقد جربها السودانيون ثلاثة عقود وانتهى الأمر بالمتمردين نواباً للرئيس وبالبلاد إلى الانقسام وجميع ذلك قاد للثورة التي نادت بمدنية السلطة، وهذه الأحاديث تبين قصر الذاكرة وقفز على المراحل والأحداث.
ويرى الصحفي والمحلل السياسي “محمد سعيد” في حديث لـ”راينو” إن تصريحات ياسر العطا أصبحت متطرفة وتعبر عن تيار سياسي معين، وربما تكون تصريحاته ارتجالية تعبر عن طموحاته الشخصية وليس لها علاقة بتسوية وشيكة أو بقرب اللقاء المزمع بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع في القاهرة .
ويقول “سعيد” إن الجيش يعتقد أنه هو الضامن للأمن والسلام ويراهن على تعقيدات الوضع في السودان، وعقليته قائمة على عدم تسليم السلطة كما حدث خلال شراكته في حكومة الثورة،مالم تحدث ضغوطات دولية.