قناة: هل تعود التنظيمات الإرهابية من بوابة السودان.؟
قناة المشهد: بلو نيوز الإخبارية-
مع استمرار الحرب في السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، حذّرت تقارير استخباراتية أميركية، من إمكانية دخول الجماعات الإرهابية المُتطرفة على خطّ النزاع، ومساندة أحد الأطراف على الآخر، الأمر الذي من الممكن أن يخلق بيئة حاضنة لنموّ تلك الجماعات مرة أخرى.
ومنذ أبريل 2023، دخل السودان في صراع مسلّح بين الجيش السودانيّ بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات التدخل السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف من المواطنين، فضلًا عن نزوح الملايين بسبب الحرب.
وتتزايد المخاوف الدولية من أن يصبح السودان بيئة خصبة لعودة تنظيم “داعش” الإرهابيّ، فضلًا عن التنظيمات الأخرى المسلحة، وما سيترتب على ذلك من نتائج خطيرة على المنطقة.
الجماعات المتطرفة في السودان:
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، منير أديب، إنّ الجماعات المتطرفة تعيش في السودان منذ قرابة 30 عامًا، خلال حكم الرئيس السودانيّ السابق عمر البشير.
وأضاف خلال مقابلة في قناة “المشهد”، أنّ زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، عاش فترة في السودان خلال تسعينيات القرن الماضي، لافتًا إلى أنّ السودان استقبل أيضًا جماعات متطرفة بعد عام 2013، وهم جماعات منبثقة من الإخوان في مصر، مثل حركة “حسم” و”لواء الثورة”، وهي جماعات تستخدم العنف.
وكشف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أنّ السودان لم يعد بيئة خصبة لنموّ الجماعات الإرهابية المتطرفة وحسب، ولكن بالفعل هناك جماعات تعيش، وهناك مخاطر من تمدّدها، مشيرًا إلى أنه بعد حكم البشير، عاش السودان فترة عدم استقرار سياسيّ وأمنيّ كبير.
ورأى أديب أنّ التقرير الأميركيّ يدقّ ناقوس الخطر حول الوضع في السودان، لافتًا إلى أنّ طرفَي الصراع في السودان، يستخدمون الخلايا المتطرفة لصالحهم خلال العمليات العسكرية في السودان.
وأشار إلى أنّ الخلايا الخاملة أصبحت نشطة مع تدهور الأوضاع الأمنية واستعانة طرفَي النزاع بهم، وبالتالي فهناك مشكلة كبيرة الآن تواجه السودان تتعلق بنموّ تلك الجماعات.
رفض شعبي للجماعات الإرهابية؟
على الجانب الآخر، اختلف المحلل السياسيّ السوداني، صدقي مطر، مع الطرح السابق، وقال إنّ الشعب السودانيّ لن يقبل أن يكون بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية.
وقال في حديث لقناة “المشهد”، إنّ التخوفات بخصوص نموّ الجماعات الإرهابية هناك، حقيقية ومشروعة، ولكنّ الجيش السودانيّ قادر على فرض السيطرة والتعامل مع تلك الجماعات.
وأشار إلى أنّ السبب في تدهور الأوضاع، هو خروج ” مليشيات” التدخل السريع في صراع مع الدولة السودانية، وبالتالي حدث صراع مسلح هناك.
وبحسب تقارير أممية، فهناك ما يقرب من 5 ملايين سودانيّ يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، وقد تدفع تلك الأحداث إلى حدوث مجاعة في السودان.