علي أحمد يكتب: جيش سناء .!!
شاهدت المقابلة التي أجراها كبير إعلاميي الكيزان والفلول والبلابسة “الطاهر حسن التوم”، في بودكاست قناة (طيبة) التابعة للص الداعشي الهارب وكبير الفسدة عبد الحي يوسف، وهو – أي الطاهر التوم – رجل عبّر بالصدفة المحضة إلى واجهة الإعلام الكيزاني، الذي يليق بأمثاله، وتلك قصة سنرويها حين يحين وقتها.
شاهدت حواره مع سناء حمد؛ وزيرة الدولة السابقة بالخارجية الكيزانية وسفيرتهم لاحقاً والقيادية بحزبهم وبالحركة الإسلامية الإخوانية الانقلابية، وقد أضحكتني حقيقة وانا استمع لحوارها الفج المحتشد بالكذب والإدعاءات الجوفاء، فهذه الفلولية البلبوسة التي لولا انقلاب تنظيمها على الحكومة المدنية الديمقراطية عام 1989، وتشريعة لما عُرفت بسياسة التمكين، لما كان لها ذكر بين العالمين ولكانت نسياً منسياً.
وقد كان واضحاً بان استضافها جاءت لإنكار ثورة الشعب (ثورة ديسمبر المجيدة)، وتقزيم دورها، والقول بان إسقاط حكمهم الفاسد لم يكن بيد الشعب وإنما كان شأناً داخلياً قامت به لجنتهم الأمنية داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية ضد عمر البشير – ويا للكذب!
لكن الكوزين (الطاهر غير الطاهر وسناء شبيهته في النجاسة) – وقعا في شر أعمالهما، حيث انهما في طريقهما لإنكار ثورة الشعب أثبتا من حيث لا يريدا سيطرة الحركة الإسلامية على إرادة الجيش وخضوع قيادته لسلطان حوكمتها ورضوخهم لمشيئتها، ما يؤكد المؤكد بأن هذا الجيش ما عو إلا محض مليشيا كيزانية تابعة للحركة الإسلامية (الإخوانية)، ولا علاقة له بالشعب السوداني البتة. كيف ذلك؟
تقول سناء، إن رئيس الحركة الإسلامية وقتها – الزبير محمد الحسن – أوكل إليها مهمة إجراء تحقيق مع أعضاء اللجنة الأمنية، أي كبار قادة الجيش وجهاز الأمن والمخابرات، حول قرار عزل البشير في 11 أبريل 2019 ومن بينهم عوض بن عوف ( عم عوض) – كما قالتها – ومعه صلاح قوش -لم تقل خالو صلاح- قائلة بإنها جمعت أقوال وإفادات جميع الذين حققت معهم، تحت توقيعاتهم ونقلتها لرئيسها الزبير!
ماذا تفهم من ذلك؟ وما هو أول سؤال سيخطر على بالك؛ عزيزي القارئ، عندما تستمع إلى حكايات سناء، سالفة الذكر؟ ستفهم بالتأكيد أن سناء حمد، بوصفها قيادية مدنية (ليست عسكرية) في الجماعة الكيزانية، أوكل إليها رئيسها في التنظيم (وهو مدني أيضاً) مهمة حزبية تنظيمية تتلخص في التحقيق مع قادة الجيش، وهما هنا (الجيش والأمن) ، فلماذا استجابوا لذلك ومثلوا أمامها ووقعوا على أقوالهم في التحقيق، لولا أن ثمة علاقة تنظيمية راسخة بين رئيس ومرؤوس تربطها بهم وبالحركة الإسلامية؟! هذا طبعاً معلوم ولكن نردده هنا للمغرر بهم، ومن لا يزالون يسمون جيش الكيزان بجيش السودان!
ونذكر هنا أصحاب الذاكرة السمكية بان حديث الكوزة سناء سبق وقاله رئيس الأركان الأسبق الانقلابي (هاشم عبد المطلب)، معترفاً به أمام قائد الدعم السريع، عندما تسرب مقطع صوتي من تحقيقه معه عن حركته الانقلابية، حيث اعترف عبد المطلب قائلاً بأنه يتلقى الأوامر من قادته في الحركة الاسلامية، وذكر منهم: علي كرتي والزبير!
والأهم، أثبت الحوار أن البرهان والعطا والكباشي وجابر، قد أشعلوا الحرب استجابة لطلب من تنظيمهم، الذي أخطأ التقدير بأن عودته إلى السلطة أصبحت ممكنة، وأن عليه فقط إزالة عقبة الدعم السريع، في غضون ساعات وربما أيام قليلة، فوقعوا في شر أعمالهم، وفي (شرك أم زريدو) بالغ التعقيد.
ربما سنعود إلى سيرة المحققة البصيرة (بت حمد) مرة أخرى، وإلى ذلك الحين سنظل نردد: ” لن يحكمنا جيش سناء”، ولن يعود الكيزان إلى السُلطة مُجدداً، نقولها بملء الفم يا عطا، وغداً لناظره قريب.