مفوض العون الإنساني: أكثر من “6” مليون نزحوا من ولاية الخرطوم إلى الولايات الأخرى.

48

دبنقا: بلو نيوز الإخبارية-

  • حوار: محمد سليمان

الحرب اوقفت الكثير من المصانع والمهن والزراعة ما تسبب في حدوث أزمة كبيرة في الاقتصاد السوداني

الحكومة توجه بالإسراع في نظافة أحياء أمدرمان القديمة وجمع الجثث وسترها وإكرامها بدفنها.

قال مفوض العون الإنساني بولاية الخرطوم خالد عبد الرحمن أن الأوضاع الإنسانية بولاية الخرطوم بصفة عامة في تحسن مستمر، وأكد في حوار مع راديو دبنقا أن الكثير من المناطق تشهد استقرارا نسبة لتحسن الظروف الأمنية وخاصة في محلية كرري، وأوضح أن الحرب الدائرة أدت إلى توقف الكثير من المصانع والمهنيين وتوقف الزراعة مما أدي إلى حدوث أزمة كبيرة في الاقتصاد السوداني وارتفاع الأسعار خاصة في ولاية الخرطوم، مبيناً أنهم يعملون بقدر الإمكان لتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء لتساعد المواطنين في معالجة أزمة الغذاء وارتفاع الأسعار وتوفير الإغاثة للنازحين والوافدين. والي مضابط الحوار:

• بداية حدثنا عن مجمل الأوضاع الإنسانية بولاية الخرطوم في ظل هذه الحرب المستمرة ؟

الأوضاع الإنسانية بصفة عامة في تحسن مستمر، وكانت الأوضاع أسوا في السابق لكن الآن هناك تحسن كبير في الأوضاع الإنسانية مقارنة مع بداية الحرب، وكثير من المناطق بها استقرار وخاصة في محلية كرري نسبة لاستتباب الأمن، ولذلك وفد إليها ونزح كثير من مواطني محليات ولاية الخرطوم الأخرى لمحلية كرري وذلك لتوفر فيها خدمات الكهرباء والمياه والغذاء والأمن.

• هناك ارتفاع كبير للأسعار وتردي في الوضع الاقتصادي والإنساني والمواطن يواجه ضغوطاً شديدة بسبب ظروف الحرب ماهي جهودكم لمعالجتها ؟

توقف الكثير من المصانع والمهن وتوقف الزراعة أدي إلى حدوث أزمة كبيرة في الاقتصاد السوداني، وخاصة في ولاية الخرطوم وفقدت الكثير من إمكانياتها الاقتصادية ومواردها لذلك هناك أزمة غلاء وارتفاع كبير في الأسعار.

نحن في حكومة ولاية الخرطوم وبتنسيق تام مع كل الجهات بالحكومة، ومع الجهات المختصة نعمل على معالجة أزمة الغلاء، وذلك بتوفير الغذاء بأسعار مناسبة في أيدي كثير من المواطنين بولاية الخرطوم، ونعمل بقدر الإمكان لتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء لتساعد المواطنين في معالجة أزمة الغذاء وارتفاع الأسعار. لدينا أيضا جهود كبيرة لاستقطاب الدعم من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأجنبية والوطنية خاصة في مجال الغذاء لتوزيعها على المواطنين المستهدفين. وأيضاً نحصل على الدعم من الحكومة الإتحادية لتوفير مواد غذائية بأسعار مناسبة وفي متناول الكثير من المواطنين.

• كم يبلغ عدد النازحين بولاية الخرطوم، وعدد مراكز الإيواء، وهل هناك مواد إغاثة تصلهم لان هناك شكاوي من النازحين والمتأثرين بالحرب بأن المواد الإغاثية لا تصل إليهم، وبعض هذه المواد يتم التصرف فيها وبيعها في الأسواق ؟

قبل الحرب كان عدد سكان ولاية الخرطوم حوالى 11 مليون، ونتيجة للحرب نزح منها أكثر من 6 مليون مواطن إلى الولايات الأخرى مثل ولاية الجزيرة ونهر النيل والشمالية والنيل الأبيض وغرب كردفان والنيل الأزرق وسنار وغيرها من الولايات.

نلاحظ أن هناك نازحين نزحوا من المحليات المجاورة إلى محلية كرري مثل محلية أمدرمان وأمبدة وبحري وكذلك محلية جبل أولياء والخرطوم وشرق النيل، والغالبية العظمي من النازحين بمحلية كرري وفدوا من محلية أمبدة وأمدرمان.

حاليا عدد السكان بمحلية كرري حوالى 180 الف أسرة وعدد الوافدين من محلية أمبدة حوالى 52 الف أسرة ومن محلية أمدرمان 40 الف أسرة ومن محلية الخرطوم 1500 أسرة ومن محلية بحري حوالى عشرة آلاف أسرة والقليل من محلية جبل أولياء وشرق النيل ولازال التسجيل مستمرا.

معظم الوافدين من المحليات الأخرى لمحلية كرري يقطنون مع أهاليهم، وقلة منهم استأجروا منازل أو سكنوا في منازل فارغة، وقليل من الأسر سكنت في مراكز الإيواء وهي المدارس. ويبلغ عدد مراكز الإيواء حوالى 142 مركزاً تشمل حوالى 2044 أسرة. بالنسبة لتوصيل مواد الإغاثة نحن منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023 حتي الآن وصلتنا كمية من مواد الإغاثة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية والأجنبية وقمنا بتوزيعها للمواطنين.

هناك شكاوي من النازحين والمواطنين بأن الإغاثة لا تصلهم لكن في الحقيقة ليست هي أن الإغاثة لا تصلهم لكن كمية الإغاثة بالمقارنة مع عدد القاطنين في محلية كرري قليلة. علي سبيل المثال عندما نتسلم 15 الف سلة غذائية نقوم بتوزيع 10 الف سلة لـ 10 الف أسرة بمحلية كرري و الـ 5 الف سلة نقوم بتوزيعها على الوافدين من المحليات الأخرى. لذلك لا تصل الإغاثة لكل النازحين والمواطنين لان الكمية قليلة مقارنة بعدد النازحين.١

• الحرب المستمرة أيضاً أدت إلى تدمير الكثير من المرافق الحيوية كمحطات المياه والكهرباء والكثير من الخدمات هل هناك جهود تبذل لمعالجتها في المناطق المستقرة ؟

تأثرت بعض خطوط الكهرباء وخطوط الضغط العالي وبعض الآبار ومحطات المياه مثل محطة مياه المنارة وغيرها نتيجة للحرب والقصف. لكن حكومة الخرطوم بذلت جهود كبيرة لمعالجة هذا الأمر، وبتوجيهات مباشرة من وإلى الخرطوم أحمد عثمان حمزة. وهناك اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم تتدخل لمعالجة هذا الأمر. ولدينا اجتماعات أسبوعية لمتابعة كل الإشكاليات التي تحدث.

يتم معالجة أي طارئ فيما يختص بخدمات المياه والكهرباء لان هاتين الخدمتين مهمتين وأساسيتين بالنسبة للمواطنين لأننا حريصون على توفر المياه والكهرباء، وهناك جهود كبيرة تبذل خاصة في توفير خدمات المياه ونوفر مواد التنقية من كلور وغيرها. ونعمل على صيانة الآبار لتوفير المياه، وهذه الأيام الماء متوفر بكميات كبيرة.

حدث استقرار كبير في خدمة الكهرباء، وفي بعض الأحيان نتيجة للقصف تحدث بعض الإشكاليات والأعطال. أوكد بأن الخدمة ليست بنسبة 100% لكن وصلنا إلى مرحلة مرضية فيما يتعلق بخدمات المياه والكهرباء للمواطنين.

• هناك الكثير من الجثث التي تحللت في الطرقات والمنازل في مناطق وأحياء أمدرمان القديمة هل بدأتهم في جمعها لأكرمها بدفنها ؟

فعلاً نتيجة للحرب هناك الكثير من الجثث التي تحللت في الطرقات والمنازل في أحياء أمدرمان القديمة، وفعلاً بعد ما قامت القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى بتحرير هذه المناطق وطرد مليشيا الدعم السريع منها، ووجدوا أعدادا كبيرة من الجثث ومعظمها لمتمردي الدعم السريع.

قررت الحكومة أن تقوم بالإسراع في نظافة هذه الأحياء وذلك بجمع الجثث وسترها وإكرامها بدفنها، وهناك توجيه من الحكومة وبدأنا الأسبوع الماضي بنظافة أحياء أمدرمان القديمة ونقوم بتجميع هذه الجثث بطريقة علمية وفنية معينة. ومهما كان هم متمردون أو مليشيا أو مرتزقة هم بشر نتعامل معهم معاملة إنسانية نقوم بتجميع هذه الجثث ونقلها توطئة لتخصيص مقابر لها ودفنها بطريقة كريمة.

• تتوقع الأمم المتحدة أن تترفع أسعار الغذاء بنسبة 500% في السودان في ظل استمرار الحرب، والمعروف أن المواطنين والنازحين الذين تضرروا من الحرب يتأثرون على الدوام بارتفاع الأسعار والخدمات ما هو جهودكم في العون الإنساني للتخفيف من هذه الاثار ؟

نحن في الحكومة ومفوضية العون الإنساني نجتهد لتوفير الخدمات الأساسية والغذاء للمواطنين لأننا نعلم أن ظروف الحرب الحالية أدت إلى توسع رقعة الفقر والحاجة لكثير من المواطنين.

لدينا أيضا جهود لتخفيف الأضرار الناتجة من ارتفاع أسعار الغذاء على المواطنين بمطالبتنا للحكومة الإتحادية باحتياجات كثيرة من المواد الغذائية ووفرت بعضها وقمنا بتوزيعها ولا يزال نطالبها بمواد أخري ووعدتنا أن تمدنا بمواد غذائية، وكذلك استنفرنا المنظمات الأجنبية والوكالات الأممية والمنظمات الوطنية. برنامج الغذاء العالمي أمدنا حاليا عن طريق منظمة كلنا قيم بمواد غذائية لحوالي 11 الف أسرة.

• كلمة أخيرة ورسائل لمن توجهها ؟

أوجه رسائل للمواطنين في ولاية الخرطوم سواء كانوا داخل أو خارج الولاية بأننا في حكومة ولاية الخرطوم وبتوجيهات من وإلى الخرطوم محمد عثمان حمزة نبذل بكل ما في وسعنا لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين. وبالنسبة للنازحين من ولاية الخرطوم إلى الولايات الأخرى، نحن نتابع مع مفوضيات العون الإنساني بالولايات الأخرى ونطالبهم دائماً بتوفير الإغاثة والوقوف معكم ودعمكم.

وأيضاً نطلب من المنظمات الأجنبية والوطنية بالتدخل بالتنسيق مع مفوضيات العون الإنساني بالولايات لتوفير الإغاثة لكم، وأيضاً أطالب الحكومة الإتحادية بأن تولي مزيد من الاهتمام بولاية الخرطوم وخاصة الوافدين بولاية الخرطوم خاصة في محلية كرري لانهم في زيادة مستمرة سواء كان من محلية بحري أو أمدرمان وأمبدة أو عائدين من الولايات الأخرى إلى محلية كرري.

وأوجه رسالة إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية والأجنبية بأن تأتي إلى ولاية الخرطوم وبالأخص محلية كرري للتدخل والاستجابة لتوفير الإغاثة نسبة للحاجة الكبيرة لمواطني ولاية الخرطوم الموجودين بمحلية كرري.

كلمة أخيرة أوجهها لمواطني ولاية الخرطوم وخاصة الموجودين بمحلية كرري نحن نبذل جهد كبير، وكمية الإغاثة التي تصلنا ضئيلة مقارنة بالعدد الكبير للسكان بالمحلية لذلك لا تستعجلوا سوف نوفر مواد غذائية تغطي كل هذه الاحتياجات وكل الأسر الموجودة بمحلية كرري.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *