البشر العريفي يكتب: مناوي والتحدث عن الديمقراطية الزائفة .!!
الديمقراطية كمفهوم هي نظام اجتماعي لتداول السلطة، يجذره السياسيين داخل المجتمع. وبالتالي فهو يشير إلى ثقافة سياسية وأخلاقية معينة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميًّا وبصورة دورية يتم الاتفاق عليها في دستور البلاد.
ولكن لدينا في السودان ديمقراطية ظلت ولا زالت مجرد مصطلحات متداولة في المنتديات والندوات، وشعارات يستخدمها الساسة لتغطية أفعالهم الإجرامية، أو محاولة الإثبات بأنهم يمتلكون مشروعًا سياسيًّا يقبل الآخر المختلف، ولذلك دائما يتناولون مصطلح الديمقراطية لتبرير ما هو مناف للسلوك الديمقراطي.
إذا نظرنا لمواقف مناوي السياسية، وحديثه الأخير عن الديمقراطية، فإننا نجده لا يختلف كثيرًا عن رموز العمل السياسي المعطوب، وينتمي إلى النخبة التي أدمنت الفشل، وهي تلك التي ليس لديها مواقف جذرية من مسألة الحكم. إن مناوي هو أول من جاء بفكرة انقلاب ٢٥ أكتوبر، وتحالف مع العسكر ضد التحول المدني الديمقراطي، وذلك كان سببًا في الإطاحة بحكومة الثورة. وبالتالي فإن مناوي ظل مع أعداء الديمقراطية، ولا زال معهم في ذات الخندق. فمواقفه بعد الحرب، والتي انحاز فيها للمؤسسة العسكرية تسقط عنه أي غطاء ديمقراطي يمكن أن يتدثر به.
إن ياسر العطا، وهو حليف مناوي، قال بصريح العبارة لا نسمح لأي كان من الأحزاب المدنية أو القوى السياسية المدنية بالاقتراب من الحكم إلا عبر صندوق الانتخابات التي ستأتي بعد فترة انتقالية يحكمها الجيش. ألم يكن هذا هو الجيش نفسه الذي رفض تسليم السلطة للشق المدني، والآن تتحالف معه يا مناوي؟ كيف لشخص تحالف مع منظومة هي السبب الأول في أن يعيش السودان هذه الحالة، وهي أكثر من تعاقبت على السلطة عبر الانقلابات، أن يتحدث عن الديمقراطية؟ وكيف لمنظومة ظلت تحكم السودان لأكثر من ٥٢ عامًا بالبندقية أن تعترف بالتداول السلمي للسلطة، وتخضع لصندوق الانتخابات؟
صحيح أنك تبحث عن الديمقراطية بصمتك عن الطيران الذي يقصف مناطق أهلك، والإقليم الذي تحكمه! إذ لم تمتلك القدرة على الاعتراض على هذا السلوك الإجرامي.
صحيح أنك تبحث عن الديمقراطية وهنالك تمييز واضح ضد سكان إقليم دارفور الذي تحكمه حتى على مستوى تقديم المساعدات الإنسانية.
صحيح أنك تبحث عن الديمقراطية، وأنت تستغل حوجة البسطاء المعدمين لتساعد الجيش في إدخال أكبر شحنة أسلحة لولايات دارفور بحجة المساعدات الإنسانية، وتبدأ في تنفيذ خطة الاستخبارات العسكرية الخبيثة التي تهدف إلى تفكيك مجتمع دارفور كما حدث في السابق.
كلنا نعلم أن مناوي لا يهمه المواطن، ولا تهمه معاناته، كل ما يهمه هو أن يكون جيبه ممتلئ الدولارات حتى وإن كان ذلك على حساب الوطن والمواطن.