جنوب السودان: فك إحتجاز العربات التجارية، والإتفاق على معالجة قضايا تجارة الحدود بين الشمال والجنوب.

51

أويل: بلو نيوز الإخبارية-

نجح وفد أهلي بقيادة وكيل ناظر قبيلة الرزيقات، الفاضل سعيد، وعضوية العمد، وممثلين من الغرفة التجارية بولاية شرق دارفور، في فك احتجاز حكومة جنوب السودان لنحو “مائة عربة” لتجار شماليين، تم حجزها في مقاطقة “قوقمشار”، قبل أكثر من عشرة أيام بولاية شمال بحر الغزال.

وقال رئيس الغرفة التجارية بالولاية، الاستاذ جبارة الحاج جدي، إن الزيارة كانت بهدف معالجة أزمة حجز السلطات الحكومية في ولاية شمال بحر الغزال- أويل، بدولة جنوب السودان، لعدد كبير من العربات التجارية العابرة إلى شرق دارفور.

وأضاف: “التقى الوفد بمدير الأمن، ومحافظ أويل، ونائب ولاية شمال بحر الغزال، ووجد حفاوة استقبال واستجابة من حكومة شمال بحر الغزال لكل المطالب، بما في ذلك فك حجز العربات واستمرار التبادل التجاري”.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، استمر حجز السلطات الحكومية في ولاية شمال بحر الغزال لنحو مائة عربة تجارية، تحمل بضائع واردة إلى ولاية شرق دارفور عقب إكمال جميع اجراءاتها الحكومية مثل الرسوم المحلية والضرائب والتخليص. وذلك لمشكلة متعلقة بالارتفاع الصاعد لسعر الدولار مقابل “الباوند” بدولة جنوب السودان، وأن الهدف من الحجز هو إعادة استقرار سعر العملة بحسب إفادة مصادر تحدثت ل”بلو نيوز” من التجار الشماليين.

ويعود تاريخ منطقة “الرقيبات” الحدودية إلى جذور عميقة في التاريخ بين السودان وجنوب السودان. إذ تمثل ملتقى اجتماعيا تتعايش فيه “دينكا ملوال” والرعاة من قبيلة الرزيقات، ومنفذ للتجارة الحدودية بين الجنوب والشمال. وظلت تتعايش المجموعتين من خلال سلطات الإدارات الأهلية التي أنشئت “لجنة للسلام”، ظلت تعمل من أجل استقرار وأمن المنطقة.

وتستورد بضائع السكر والدقيق والشاي والألبان والبسكويت من دولة جنوب السودان، فيما يصدر التجار من شرق دارفور الذرة والدخن والبصل والدواء إلى دولة الجنوب.

والأسبوع الماضي، غادر وفد “وكيل ناظر الرزيقات” إلى دولة الجنوب لمناقشة قضايا تجارة الحدود، والمطالبة بتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين قبيلتي الرزيقات بشمال السودان ودينكا ملوال بجنوبه. والتي من بنودها الأساسية تبادل المنافع من صيد الأسماك المشترك في بحر العرب، ودخول بادية الرزيقات إلى عمق ديار الدينكا طلبًا للعشب، بالإضافة إلى حرية انسياب السلع.

وبعد حرب الخامس عشر من أبريل، أصبحت منطقة “الرقيبات” معبرًا رئيسيًا للبضائع من جنوب السودان إلى شرق دارفور، ومنها إلى بقية ولايات السودان. مما ساهم في الاستقرار النسبي للأسعار وتوفير السلع الأساسية خصوصا في ظل توقف تدفقها الطبيعي خلال فترة ما قبل الحرب. وتعكس استجابة سلطات ولاية شمال بحر الغزال لمطالب وفد وكيل ناظر الرزيقات، والتي من بينها فك احتجاز العربات التجارية، احترامها للاتفاقيات الأهلية بين “دينكا ملوال” و “الرزيقات” وتقديرها للعلاقات التاريخية بين الشعبين.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *