17 رمضان .. روايات تحكى عن حُب القيادة في سابق الأزمان وحاضرها .!!

128

معركة بدرالكبرى التي خاض-(١٧رمضان /الثاني من الهجر،الموافق ١٣مارس/٦٢٤م)- غِمارها النبي المصطفى صلوات الله عليه وسلم ،وصحابته الميامين،ضد قُريش الظالمة فكان النصر حليف دُعاة التغيير الذين جاءت مباركة إنتصاراتهم من السماء،فكانوا مدرسة للأمم التي جاءت من بعدهم.

تُعد معركة بدر الكُبرى من المعارك التاريخية الفاصلة التي إنطلقت بعدها فتوحات الإسلام و تم تأسيس دولة العدالة الكُبرى والفُرسية الحقة والمساوة والإنسانية.

سُميت “بدر”نسبة لبئر بدر التي كانت الأراضي من حولها ساحة للمعركة.

كان هدف الرسول صلى الله عليه وسلم الأول :إعتراض قافلة قُريش الآتية من الشام إلاَّ أن سُفيان بن حرب إستطاع الهروب والنجاة بالقافلة ،ولكنه أرسل رسائل لقريش يستنجدهم ،فخرجت قُريش عن بِكرة أبيها بمساندة الإعراب الذين خرجوا معها ،فكان قوام جيش قريش وأعوانها، قد بلغ ألف مقاتل،بينما كان عدد المسلمين لا يتجاوز الثلاثمائة وبضعة عشرا رجلاً.

جاءوا رجالات قُريش ومن معهم متبختريين متباهيين بكثرة عددهم وقوة عتادهم ظَناً منهم بأن النصر حليفهم ولم يدروا بأن الله سبحانه وتعالى قادراً على نصرة المسلمين وتثبين دعائم الدولة الإسلامية ،فكان النصر حليف المسلمين. رغم قِلة عددهم وعتادهم، وإنهزمت قُريش وقُتل قائدهم “عمر بن هشام”،وأصبحت معركة بدر نقطة تحول تاريخ فاصل في شأن الدولة الإسلامية.

ذات التاريخ” ١٧رمضان”هو تاريخ إعلان تأسيس قوات الدعم السريع التي نشأت في ٢٠١٣م ،وتمت إجازة قانونها في جلسات البرلمان السوداني -(١٠/يناير/٢٠١٧تم إيداع مشروع قانون في البرلمان ،ينص على تبعية قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو”حميدتي” للجيش السوداني ،وقد قدم المقترح البروفيسور إبراهيم أحمد عمر/رئيس المجلس،وأثنى عليه أحمد إمام التهامي /رئيس لجنة الأمن في المجلس الوطني ،وكان ذلك في الجلسة رقم (٤٣)،في دورة الإنعقاد الرابعة،وناقشته أيضا اللجنة الدائمة المشتركة للمجلسيين في إجتماعها رقم(١٣)،وأشارت الى أن هذا القانون لا يؤثر على مصالح الولايات)- في ١٨/يناير/٢٠١٧م فأصبحت قوات الدعم السريع قوات نظامية وفق القانون، تتبع للجيش السوداني.

التاريخ الإنتصارات يعيد،وقد شاهدنا اليوم أشكال الصراعات المستمرة بين الحق والباطل.

ذات الظروف التي سجل فيها التاريخ إنتصارات المسلمين على طغاة قُرش،اليوم يبدأ التاريخ تسجيل حلقات فصول جديدة للشعب السوداني الذي عاش تحت وطأة الطغاة أصحاب المصالح القابضين على منافذ الدولة السودانية،إلى إن بعثت الأقدار بشخصية محمد حمدان دقلو القائد المُلهم الذي وهب للشعب السوداني جنود تقف كالطود أمام صلف وجبروت كل الطغاة في حروب تاريخية تُعد الأشرس نوعاً، والأكثر ضراوة.

تاريخ إجازة قانون قوات الدعم السريع جاء في توقيت له دلالات عظيمة ،واليوم يخوض جنود الدعم السريع حروب إنابة عن الشعب السوداني ضد الطغاة أصحاب المصالح الذين تجمعوا بنية السوء،ومحاولة تركيع الشعب الذي ثار ضدهم ، في هذة ظروف الإستثنائية قدم محمد حمدان دقلو وجنوده أروع البطولات والتضحيات ببسالة وشجاعة أربكت حسابات الأعداء المتربصين تُجار الحرب،ووجعلتهم مزهولين أمام صمود جندي قوات الدعم السريع وقتاله بشجاعة لا مثيل لها في كُتب التاريخ القريب والبعيد.

قوات الدعم السريع هي القوات النظامية الوحيدة في السودان التي نشأت بقرار برلماني ،وهي التي أثبتت كفاءة قتالية عالية في الحروب الميدانية التي خاضتها في مواجهة قوات الحركات المسلحة المتمردة على المركز ،وإستطاعت كسر شوكتها،ثم إتجهت قوات الدعم السريع نحو المساهمة الفاعلة في مكافحة الهجرة غير شرعية للدول الأوربية وحققت إنجازاً ملموساً،وإختارات قيادات الدعم السريع مواقف تاريخية وطنية مشرفة عندما أعلن قائدها محمد حمدان دقلو وقوفه لجانب الحِراك الثوري السوداني ،فكان جنوده حُماة الثورة وإستطاعوا ترجيح كفة إنجاح الثورة السودانية والتعجيل بتنحي البشير.

إن نجاحات قوات الدعم السريع وإنتصاراتها الميدانية مربوطة بالحب المتبادل بين القيادة والمرؤوسيين ،وهذا من أهم ميزات النجاح الفاعل ،فالقائد محمد حمدان دقلو زرع الحُب في نفوس قواته وإستطاع أن يخلق حلقة الإرتباط النفسي القوي بينه وبين قواته التي تُنفذ توجيهات القيادة بكل حُب وثِقة وإنسجام.

الروح القتالية التي قاتل بها المسلمين في معركة بدر الكُبرى ،هي ذات الروح القتالية التي يقاتل بها قوات الدعم السريع في معاركهم الوجودية اليوم ضد الطغاة المفسدين الذين تجمهروا من أجل المنفعة الآنية ،بينما يقاتل الجندي في قوات الدعم السريع من أجل ترسيخ دعائم حكم مدني ودولة مؤسسات تسع الجميع بعيدا عن الشُلليات التي تنظر للمصالح الذاتية.

ولنا عودة بإذن الله.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *