يوسف عزت: عام ولم ينتصروا .. حشدوا جيوش الإرهاب، وتجار الحروب، ولم ينتصروا، وعليهم ان يدركوا ان مصلحة الشعب السوداني في السلام.
كان صباح 15 أبريل 2023، هو اليوم الذي قررت عصابة الحركة الإسلامية ومليشياتها المسلحة وكتائب ظلها، الطلقة الأولى التي اعقبها القصف الجوي بالطائرات في قلب العاصمة الممتلئة حد التخمة بالسكان. والتي اتضح لاحقاً انهم كانوا قد رتبوا اعلامهم وخبرائهم الاستراتيجيين والصحفيين المأجورين ليزيفوا الحقائق ويغبشوا الوعي، والأهم ليقولوا للشعب السوداني بانها معركة ساعات معدودات وتولي بعدها قوات الدعم السريع هاربة إلى دارفور، وبالطبع سيطاردهم (العطاء كنا قال إلى أي مكان حتى البوادي والدمر والحواكير ويمسح اثرهم من الوجود!
كانت تلك هي الرصاصة التي دفع الشعب السوداني ثمنها باهظا، موتا تشريدا وقتلا ونهبا، وكافة أشكال العنف، والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم، لكنهم ومهما فعلوا ستكون هذه المعركة الأخيرة التي تخوضها هذه العصابات الارهابية المتطرفة الفاسدة وجيشها المختطف وأرزقيتهم وباعة المواقف على أرصفة الوطن، بل هي المعركة الاخيرة في دولة 56 ودولة 1821 ودولة السودان القديم، ونهايتها تفتح باباً للسودانيين للعيش في سلام وبناء الدولة على أسس العدالة والحرية والسلام.
عام ولم ينتصروا، حشدوا جيوش الارهاب ولم ينتصروا، وأتوا بكل تجار الحروب ولن ينتصروا .. وعليهم ان يدركو ان مصلحة الشعب السوداني في السلام، وان يتعلموا بان معاناة الشعب السوداني تنتهي بوقف الحرب، وان قبول الهزيمة في حد ذاته انتصار للنفس وشجاعة، وان قوات الدعم السريع لن تعلن نصراً على قوات الشعب المسلحة السودانية كتاريخ، بل على العصابة التي حولت قوات الشعب المسلحة لمليشيا إرهابية تقتل وتمثل بالجثث، تقطع الأيادي وتجز الرؤوس.
ان تأسيس جيش قومي من جميع الجيوش المتعددة إنما هو بداية وضع البلاد في طريق السلام والعدالة والديمقراطية المستدامة.
الرحمة والمغفرة لشهداء كرري الابطال الذين ضربوا صباح 15 ابريل من العام الماضي وهم صيام نيام ، الرحمة لكل الشهداء منذ بداية الحرب وحتى اليوم.
والتحية لأولئك الذين واجهوا الطائرات بالبنادق والدبابات بالكروزرات.
إن المعركة التي خاضتها عصابة الحركة الإسلامية ومليشياتها من أجل الحكم لن تكسبها اليوم ولن تكسبها في الغد، ولن تكسبها أبداً.