يوسف عزت: التفاوض في ظل تعدد مراكز القيادة في جيش البرهان .. هل يفضي للسلام؟
- يوسف عزت: التفاوض في ظل تعدد مراكز القيادة في جيش البرهان .. هل يفضي للسلام؟
ظلت قيادة قوات الدعم السريع منذ اليوم الاول للحرب – وعلى مدار عام كامل – تناشد في كل خطاباتها الرسمية وخطابات المتحدثين باسمها أن يكون السلام هو الخيار، ونصحت بأن تكلفة الحرب عالية، لكن فشلت كل المنابر التفاوضية بسبب انسحاب وفد الجيش – المسيطر عليه – كلما اقتربت المفاوضات من تحقيق وقفا لإطلاق النار.
ورغم ضجيج الانتصارات “الوهمية” في الميديا، والوعود الكاذبة لمؤيدي الجيش – غير الموجود أصلاً – و”دلاليك القونات” وتحليلات المأجورين في القنوات التي تبشر بانتصارات منتظرة، إلا أن الحقيقة التي على جزء من شعبنا الذي ما يزال ينتظر أو يدعم ما يسمى بالجيش الوطني أن يدركها، هي أن “الجبهة الإسلامية” قضت على الجيش في العام “1989”، وتركت لافتاته معلقة في المباني الفاخرة، وفي وجدان الذين كان الجيش يحميهم ويقتل تطلعات من يريدون أن يكونوا شركاؤهم في السلطة.
إن الحل الشامل الذي ينهي الحروب ويعالج جذور الأزمة، ويضع البلاد في طريق السلام الدائم والديمقراطية ويحقق الأمن للجميع، هو الذي ينهي معاناة جميع السودانيين، ويخلق وطن “خلاسي السحنات”، يتحدث بكل اللغات ومفخرة لكل مواطنيه.
وقيادة الجيش – سابقاً – وعلى رأسهم “البرهان”، عليهم أن يدركوا انهم نتاج سياسة “الجبهة الإسلامية ” التي حولت الجيش لمليشيا، ثم شركة استثمارية، ثم عصىً مكسورة، تريد العودة بها إلى حكم فقدته بمواكب ديسمبر.
أما عن “ياسر العطا”، فقد قال أحد التابعين لـ”ود دكين” ويدعى “عمر لطه البطحاني:
( أصلو الخملة ما بسمع نصيحة الهادي // أول خفنا ليك من البهادل هادي // يا طه “العطا” البهدد ما بضرب الوادي // يمشو عليهو الرجال يجري ويقبل غادي).
مع العلم انك لست في،فراسة طه البطحاني في تلك الحكاية الشعبية .
لقد هزمتم الجيش الذي أصبح بلا هوية في الفاو، وتاجرتم بشباب الهامش الذين قبض ثمنهم سماسرة الحروب، فسلطة يدافع عنها “تمبور ومناوي وجبريل وعقار”، وأولاد “البراء” المخنثين وغيرهم، لن تعيد لك او لعبد الرحمن المهدي ماضي السلطة. لأن هؤلاء ايضا لهم تطلعاتهم ولن يكونوا أدوات لتسليمها لكم باردة بعد انتصارهم -المستحيل طبعا – على اشاوس الدعم السريع ! وأيضاً لن تصنع مستقبلاً أفضل للسودانيين والسودانيات، الذين لا يرجون نصراً لكم او لهؤلاء.
التحية لأبطال معركة (الفاو) وكل المعارك التي هُزم فيها الإرهاب والتحية لقائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان” وأركان حربه الصامدين، وجنودهم البواسل الذين رغم انتصاراتهم معركة تلو معركة، إلا أنه ظل متمسكاً بمبدأ وقف هذه الحرب، والوصول لسلام ينهي ماضي الحروب.
لقد أوفى الأشاوس بعهدهم لقيادتهم بالدم، ولم يخذلوا السودانيين والسودانيات ضحايا عُنف الدولة وعنصريتها منذ تأسيسها، وما يزال الآلاف منهم ينتظرون الإشارة في الوديان وفي كل مكان، لإجبار بقايا الرتب العسكرية لما كان يسمى القوات المسلحة السودانية سابقاً على الجلوس للتفاوض، أو “الطقع النضيف” الذي ينهي هذه الحرب بوتائر أسرع، ويجعلها الأخيرة في بلادنا، ويعيد الحياة لشعبنا، ويؤسس للحكم بإرادة كل السودانيين.
وكل عام وبلادنا بخير .